قال الكاتب الإسرائيلي “ران أدليست” في مقاله بصحيفة “معاريف”، إنه “في ضوء التصعيد الجاري مع إيران، والحديث عن الهجمات الإسرائيلية المتتالية ضد منشآتها بصورة متواترة في الآونة الأخيرة، من خلال حملات بحرية تستهدف منشأة هنا وسفينة هناك، دون أن يكون أمامها تأثير رادع استراتيجي، رغم أن كل هذه الضربات لن تقضي على مشروعها النووي، فإن بنيامين نتنياهو يتلاعب بالأمن القومي للدولة لصالح مصلحته الشخصية”.
وأضاف “أدليست” في مقاله أن “إسرائيل التي تزعم أنها تسعى للاستقرار لا تشن حربًا، رغم أن العناوين الصحفية الرئيسية حول الهجمات دليل على قوة الذراع الإسرائيلية الطويلة، عقب تواتر الأنباء بأن إسرائيل هاجمت 12 سفينة إيرانية، وهذا النشر جزء من سياسة بنيامين نتنياهو ويوسي كوهين، التي تجعل الإسرائيليين يعيشون أجواء “السيرك المسرحي” حول الأرشيف النووي”.
وأكد أنه “في هذه الأيام تشهد إسرائيل ضجة كبيرة تتعلق بهوية مصدر تسريب المعلومة عن استهداف السفينة الاستخبارية الإيرانية، لأنه وفقًا لمعايير الأمان الميداني واحتمال إلحاق الأذى بالجنود الإسرائيليين، فهذا ليس أقل من خيانة، لأن الغرض الحقيقي من المنشور هو الترويج لسياسة الاستفزاز “الغبية”، والترويج لصورة المسربين، وزيادة فرص عمل انتقامي إيراني”.
وأوضح أن “هذه الفوضى الأمنية قد تدفع نفتالي بينيت زعيم حزب “يمينا” للائتلاف الحكومي، وتغلق زاوية المحكمة أمام نتنياهو، ما يجعلنا أمام مؤامرة لمن يدفعهم اليأس والذعر من الإسرائيليين، حيث يُزعم أن رئيس الوزراء ووزير الحرب ومجلس الوزراء مسؤولون عن تسريب المعلومات حول الهجمات، رغم أن مجلس الوزراء لم ينعقد في الأشهر الأخيرة، وإذا انعقد، فقد تكون هناك تعليمات لاتخاذ إجراءات احترازية ضد إيران”.
وأشار إلى أن “مصلحة نتنياهو واضحة ومفادها “أنني أقصف يعني أنني موجود”، فيما أعلن وزير حربه بيني غانتس أن “إسرائيل تعمل على إحباط تحركات إيران في البحر، وتعطيل نقل الذخيرة من إيران”، مطالبا بعقد اجتماع فوري لمجلس الوزراء بعد محادثات مع رئيس الولايات المتحدة، وأفترض أن رئيس الأركان أفيف كوخافي على علم بتقييمات المؤسسة الأمنية حول سياسة نتنياهو”.
وأشار إلى أن “هيئة الأركان العامة للجيش تخشى أن تنخرط في ما تسميه “سوء تقدير”، وهو مصطلح مغسول للتهور الرقيق الذي خرج عن السيطرة، وقد يتحول إلى حمام دم غير ضروري، رغم أنه لن يستفيد أحد من الشغب العسكري سوى نتنياهو، وربما سينقذ بينيت من المعضلات المؤلمة التي تنتظره، وتبقى مشكلة الإسرائيليين أن مصلحتهم على كل حال، سيئة وأقل سوءًا، ويعيشون حالة أشبه ما تكون بالهدوء الصناعي”.
وأوضح أن “نتنياهو أثبت أن إسرائيل على المستوى العلاجي غير قادرة على إدارة شؤونها في المنطقة، وهي تتجاهل ذلك لصالح ترتيباتها المستقبلية، فقد حاول نتنياهو إرسال رئيس الموساد يوسي كوهين للولايات المتحدة فور انتخاب جو بايدن، لكن واشنطن لم تنتظره، ولا تزال ترفض قبول مبعوث نتنياهو، في محاولة لإنتاج نوع من “العلاج” بالنسبة للمشكلة النووية الأمريكية-الإيرانية”.
ونقل عن “أوساط نتنياهو أن وفدا مؤلفا من كوهين وكوخافي وقائد الاستخبارات العسكرية تامير هايمان سيغادر قريبا لواشنطن، رغم أن الموساد برأي واشنطن منخرط بشراكة عائلية كاملة مع نتنياهو، وهو شريك استراتيجي، رغم أن نتنياهو نفسه مستبعد من المحادثات حول الاتفاقية النووية التي تجري في فيينا، ما قد يدفعه لأن يحرق البحر، عبر الناقلات المحترقة وإغلاق الممرات الملاحية المسدودة والأزمات الاقتصادية العالمية”.
وكشف النقاب عن أن “زيارة وزير الدفاع الأمريكي الأخيرة إلى إسرائيل ليس الغرض منها تنسيق الأنشطة العسكرية ضد إيران، ولكن للحد من هذا النشاط، وأثناء المفاوضات، فإن للأمريكيين مصلحة في ترك إسرائيل كخيار مجنون إقليمي لتسريع الإيرانيين، حتى إنه عند الحديث عن مهاجمة السفن الإيرانية فهذه مصالح تتداخل مع السعوديين، الذين يقاتلون الحوثيين، وتدرك إسرائيل أن لديها القدرة على مساعدة حلفائها الجدد”.