يتكتم النظام السعودي على محادثاته السرية الجارية مع إيران في محاولة لتقريب المواقف بين البلدين.
وعلم “ويكليكس السعودية” من مصادر مسؤولة أن النظام السعودي يتكتم على محادثاته الجارية مع إيران؛ لعدة أسباب أبرزها أنه لا يريد الظهور بمظهر الضعيف والمهزوم.
وأفادت المصادر بأن الوفد السعودي طلب من إيران وقف هجمات الحوثيين المستمرة على المملكة ومنشآتها النفطية.
وأشارت إلى أن الوفد السعودي يعد مقابل ذلك بوقف هجمات التحالف العربي على مناطق نفوذ الجماعة في اليمن.
وكشفت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، النقاب عن أن مسؤولين سعوديين وإيرانيين كباراً أجروا محادثات مباشرة في محاولة لإصلاح العلاقات.
وبحسب مسؤولين، الذين لم تكشف صحيفة “فاينانشال تايمز” عن هويتهم، فقد جرت المفاوضات بوساطة العراق هذا الشهر، وهي الأولى بين البلدين منذ عام 2016.
وتأتي هذه المفاوضات في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إحياء الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع القوى العالمية في عام 2015 وتهدئة التوتر الإقليمي.
لكن الصحيفة البريطانية قالت إن مسؤولاً سعودياً رفيع المستوى نفى وجود أي محادثات بين بلاده وإيران.
غير أن “فايننشال تايمز” عادت ونقلت عن مسؤول عراقي وصفته بـ”الكبير”، بالإضافة إلى دبلوماسي أجنبي، تأكيدهما إجراء المحادثات المباشرة بين إيران والسعودية.
ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين تأكيده أن الجولة الأولى من المحادثات السعودية الإيرانية جرت في بغداد في التاسع من إبريل/نيسان الجاري، وتضمنت مباحثات بشأن هجمات الحوثيين على المملكة، وكانت إيجابية.
وكشف المسؤول أن الوفد السعودي كان بقيادة رئيس المخابرات خالد بن علي الحميدان، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه كان من المقرر عقد جولة أخرى من المحادثات الأسبوع المقبل.
ويرى المسؤول إياه أن “المحادثات تتحرك بوتيرة سريعة، لأن المحادثات الأميركية، المتعلقة بالاتفاق النووي، تتحرك بسرعة أيضاً، فضلاً عن تكثيف الحوثيين في اليمن هجماتهم باتجاه المملكة”.
وبحسب الصحيفة، فإن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الذي أجرى محادثات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الرياض الشهر الماضي، هو من يسهل عملية المباحثات.
ووفقاً للمسؤول العراقي، سهّلت بغداد أيضاً “قنوات اتصال” بين إيران ومصر وإيران والأردن.
وقال المسؤول إنّ “رئيس الوزراء العراقي حريص جداً على أن يؤدي شخصياً دوراً في تحويل العراق إلى جسر بين هذه القوى المعادية في المنطقة”.
وتدهورت العلاقات بين السعودية وإيران في يناير/كانون الثاني 2016 بعد اقتحام سفارة المملكة في طهران.