مارس ولي العهد محمد بن سلمان، سلسلة ضغوطات وابتزازات على رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون؛ لأجل التدخل من أجل إتمام صفقة شراء نادي نيوكاسل.
وحذر بن سلمان في رسالة نصية لجونسون من أن العلاقات السعودية – البريطانية ستتضرر لو لم يتم تصحيح قرار “بريميير ليغ” (الدوري الإنكليزي الممتاز) “الخطأ
وأوصى “بريميير ليغ” بعدم بيع النادي بمبلغ 300 مليون جنيه إسترليني في العام الماضي.
وطلب جونسون من إدوارد ليستر مبعوثه الخاص إلى منطقة الخليج أن يتولى الموضوع، وأخبر ليستر رئيس الوزراء: “أتابع الموضوع، وسأحقق”.
وجاءت الرسالة بعد محاولة صندوق السيادي السعودي شراء النادي من مالكه الحالي مايك أشلي.
وفي نيسان/ أبريل الماضي، قدم الصندوق السيادي السعودي عرضه لشراء نيوكاسل، إلا أن رابطة الدوري الإنجليزي وبعد التحقيق في سجل الصندوق، رفضت الصفقة لتورط السعودية في انتهاكات لحقوق الإنسان.
وقررت المجموعة التي وصفت عرضها بأنه “مستقل ولأغراض تجارية بحتة” في تموز/يوليو، الانسحاب من العرض بسبب ما قالت إنها “عملية طويلة غير متوقعة”.
وكانت صحيفة “ديلي ميل” أول من كشف عن عمليات الضغط السعودية، وجاء في الرسالة النصية “نتوقع من الدوري الإنكليزي الممتاز أن يعيد النظر ويصحح خطأ قراره”.
وقال ليستر إن ” السعوديين شعروا بالغضب، ولم نقم بالضغط من أجلهم لشرائه أو عدم شرائه، وكنا نريد من بريميير ليغ أن يقول بشكل واضح: “نعم” أو “لا”، ولا تتركوا السعوديين معلقين”.
وتعاطف جونسون ووزراء حكومته مع العطاء، لكن لم تكن لديهم سلطة مباشرة على بريميير ليغ.
وفي آب/أغسطس، كتب جونسون الذي كان يعرف أن الصفقة تحظى بشعبية بين مشجعي النادي في شمال- شرق إنكلترا إلى جمعية مشجعي نيوكاسل يونايتد.
وجاء في رسالته: “أثمن بأن عددا من مشجعي نيوكاسل كانوا يتوقعون نجاح هذه الصفقة وأتفهم شعورهم بالخيبة. وشاهدت الرسالة الإلكترونية التي أرسلتها “جمعية الشكاوي الكروية المستقلة” إلى مشجعي نيوكاسل، وأوافق على نتيجتهم وأن على بريميير لييغ إصدار بيان في هذا الموضوع”.
وفي شباط/فبراير 2021، وافقت إدارة بايدن على نشر تقرير سري يشير إلى تورط ولي العهد في جريمة قتل جمال خاشقجي في 2 تشرين الأول/أكتوبر 2018 .
ووصفت مديرة (أمنستي إنترناشونال) كيت ألين، أن محاولة شراء نادي نيوكاسل كان مثالا صارخا عن عمليات التبييض الرياضي السعودي.
وأشارت إلى أنه من “المقلق استجابة رئيس الوزراء وبأي طريقة للضغط من ولي العهد حول الصفقة”.
وتظهر الطلبات بناء على قانون حرية المعلومات كيف انهالت الطلبات من وزارة الرقمية والثقافة والإعلام والرياضة على بريميير ليغ في حزيران/يونيو، في محاولة للحصول على معلومات جديدة حول كيفية اتخاذ القرار ومساره.
وقالت الوزارة إن الرسائل لم تكن بالضرورة شكلا من أشكال الضغط، بل هي طلبات لكي يكون وزير الثقافة أوليفر داودين على معرفة بالقرارات.
وكشف عن التوتر في داخل الحكومة بشأن دور الأمير محمد في يوميات الوزير السابق بالخارجية سير ألان دانكن، التي نشرت هذا الأسبوع.
ففي 10 تشرين الأول/أكتوبر 2018 وبعد مقتل خاشقجي، كتب دانكن: “موضوع السعودية ضخم، فقد قتل وقطع، هو تغيير للعبة”.
وأضاف: “أعتقد أن من الواجب علينا أن نقود المستوى الدولي والقول بأننا نحب المملكة العربية السعودية، ولكن لدينا شكوك بشأن محمد بن سلمان، وصوبوا على الرجل لا البلد، ويجب علينا، لكننا لا نستطيع ولهذا لن نفعل”.