لاحظت السلطات الأردنية بأن اندلاع الأزمة الأخيرة والتي تخللها اعتقالات واسعة النطاق لنحو 18 شخصية بعضها من الشخصيات المهمة بأن عدد الحسابات على منصات التواصل التي تم تنشيطها على نحو مفاجئ في أيام قلية بعد توجيه ملاحظات لولي العهد السابق الأمير حمزة بن الحسين بلغ أكثر من 120 ألف حساب على مختلف وسائط التواصل تحاول إظهار التضامن مع المعتقلين والموقوفين على ذمّة عملية أمنية ومع الأمير حمزة نفسه.
هذا رقم كبير ومفاجئ وصادم لغرفة عمليات تكنولوجيا المعلومات التي كانت تتابع مسار الأحداث.
في الإحصاء الرقمي أيضا أنباء وتسريبات عن رصد نحو 12 زيارة على الأقل قام بها الدكتور عوض الله إلى الأمير حمزه أو 12 مقابلة بينهما تم ترتيبها عبر المتهم الثاني الشريف زيد بن حسن في الفترة التي أعقبت تاريخ 7 آذار وهي حادثة نقص الاكسجين في مدينة السلط وحتى اليوم الذي اعتقل فيه الدكتور عوض الله وهو في طريقه إلى المطار.
الرقم الأخير يُثبت عمليا أو يُجيب على السؤال الذي يطرحه الرأي العام حول طبيعة العلاقة بالتزامن في توجيه الملاحظة للأمير ثم اعتقال عوض الله وابن زيد.
في الأثناء وبعد رفع سياسة الإغلاق الشامل العام الماضي وتحديدا من بداية شهر آذار وحتى نهاية العام الماضي تتحدث الرواية شبه الرسمية عن 65 زيارة عشائرية الطابع ومناطقية الطابع قام بها الأمير نفسه إلى العديد من العشائر والجهات في الأردن ويبدو أن تكثيف تلك الزيارات كان مع مناطق الجنوب على نحو خاص.
وتتحدّث الأرقام حاليا أيضا عن وجود نحو خمسة أشخاص على الأقل من الدوائر المقربة من عوض الله عند السلطات السعودية أو داخل الأراضي السعودية وبعض هؤلاء أثبتت التحقيقات أن لهم علاقة بنشاطات على صعيد التزويد بالمعلومات وإجراء بعض الاتصالات لتفعيل للحراك الشعبي الأردني.
وبعيداً عن الطابع الرقمي لتلك التحقيقات تمّ تحويل الملف الى الادعاء في محكمة امن الدولة لكن الروابط قوية بين الأمير وصديق عوض الله الشريف بن زيد والذي كان ينقل الرسائل على الأرجح بين الطرفين لا بل قدم مساهمة فعالة في تغريدة الامير وتصويبها وتعديلها عبر التواصل مع عوض الله.
بكل الأحوال هذه الأرقام تخضع للتحليل الأمني العميق حاليا وتشير التقديرات الأولى إلى أن الحسابات التواصلية والمنصاتية كانت تدار من إحدى العواصم العربية بشكل غريب على مستوى غرف العمليات المماثلة لتجارب الذباب الإلكتروني فيما كانت الحسابات وبعضها حساب وهمي أو مزيف تتحرك باتجاه مضاد وتحريضى للأردنيين من بلدين عربيين أيضا أحدهما في شمال إفريقيا والثاني في الخليج العربي.
ومن المرجح أن بعض الأطراف في دول مجاورة كان لها دور في تنشيط وتفعيل مجموعات الذباب الالكتروني للضغط على الأردن ولتحفيز الأردنيين على التظاهر للشارع أو حتى على المناداة بخيارات بديلة عن القيادة في الأردن خلافا وفي الاتجاه المعاكس لمصالح استقرار المملكة ولمصالح الأردن.
والأسباب على الأرجح ودوما سياسية الطابع وتعود جذورها إلى الصدام الصامت العام الماضي بين المملكة الأردنية الهاشمية وكل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتحديدا جاريد كوشنر الموصوف بأنه الرجل الذي أشرف على هندسة محاولة قلب شخصيات سعودية كبيرة ضد المصالح الأردنية.