بعد دخول العدوان السعودي على اليمن عامه السابع دون تحقيق اي من الاهداف التي اعلنها التحالف الذي تقوده السعودية بداية العدوان، بل تحول الموقف اليمني من وضع الدفاع الى الهجوم، يبدو ان السعودية لم تجد طريقا الّا الاعمال التلفزيونية لتنفس من غيضها وتحاول استجداء عطف الشارع السعودي ضد اليمن.
القناة السعودية الرسمية بدأت مع اول ايام شهر رمضان الكريم بعرض مسلسل “كوميدي” اسمه “باركود”، لكن معد المسلسل ومن امره بإعداده لم يستطع الانتظار لبضعة ايام حتى يدس السم في احد مواضيع هذا المسلسل، ليعرضه في اول حلقة له في رمضان، علّه يحصل على تعاطف المشاهدين على مائدة الإفطار.
المسلسل تناول بشكل ممجوج شخصيات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله (عبر شخص يتكلم مثله واسمه حسّان) وقائد حركة انصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، بالاضافة الى المقاتلين اليمنيين وانجازاتهم والصواريخ التي استهدفوا بها العمق السعودي.
بعد هذه السنوات اصبح القاصي والداني يعرف ان السعودية فشلت فشلا ذريعا في اليمن ولم تحقق هناك الا القتل والدمار والحصار، والجميع بات يعترف بالقوة التي وصل اليها اليمنيون في تصديهم للمعتدي السعودي، وتحوله من حالة الدفاع المطلق تلقي الضربات الى الهجوم وتنفيذ عمليات نوعية في العمق السعودي.
ورغم ان اليمن يتعرض لضغط هائل ومجازر وقتل وتدمير لكل ما يتعلق بالحياة في اليمن وحصار مطبق، إلا ان الجيش اليمني واللجان الشعبية لم يستهدفا يوما سوى المواقع العسكرية السعودية على مدى اكثر من ست سنوات، ولم يقصفا مواقع مدنية او محال تجارية او احياء سكنية، بعكس المعتدي السعودي الذي لم يسلم منه لا البشر ولا الحجر.
السعودية في عدوانها على اليمن فرضت حصارا مطبقا منعت فيه دخول كل انواع سفن الوقود والتجارية، وكذلك تمنع اقلاع وهبوط الطائرات في مطار صنعاء الدولي وباقي المنافذ الجوية والبحرية والبرية.
خلاصة المسلسل
في منتصف الحلقة الأولى من هذا العمل التلفزيوني، اراد معده ان يظهر ان الجمهورية الاسلامية وعبر حزب الله هي من تزود الحوثيين بالسلاح والعتاد لقصف المدن السعودية والمدنيين والمنشآت المدنية، في حين ان الجميع يعرف ان السعودية تحاصر اليمن من كل الجهات وتمنع دخول “ذبابة” دون تفتيشها، كما ان الجميع يعرف ان اليمنيين مسلحون منذ عشرات السنين وهم من يصنع السلاح والصواريخ بأيد يمنية.
ولو كان اليمن يتزود بالسلاح والصواريخ من ايران لاخذ منها الصواريخ المضادة للطائرات واسقط الطائرات السعودية لينهي مجازرها، كما ان اغلب السعوديين انفسهم يعرفون ان الجيش اليمني لم يستهدف المدنيين خلال هذه السنوات بعكس القوات السعودية ومرتزقتها.
ثم حاول القائمون على المسلسل التقليل من اهمية الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية واستهدافها المواقع العسكرية السعودية المهمة، عبر القول ان هذه الصواريخ لم تصل الى مرادها وتم اسقاطها، وهو اولا تخبط في طرح المواضيع، فتارة يقولون ان الصواريخ تستهدف المدنيين وتارة يقولون انها تم اسقاطها ولم تصل اصلا. وثانيا فإن الجميع يعرف كم مرة استهدف سلاح الجو اليمني مواقع شركة ارامكو وقاعدة الملك خالد الجوية ومواقع المرتزقة والجيش السعودي واسقطت فيها خسائر.
بعد ذلك اراد معدو المسلسل اظهار ان ما يعرضه الاعلام الحربي اليمني من قتلى الجيش السعودي ما هو الا كذب وتمثيل، في حين ان الجميع يعرف بسقوط مئات القتلى والجرحى في صفوف الجيشين السعودي والاماراتي ومرتزقتهم التي جلبوها من السودان وغيرها، ولذلك فإن طرح كهذا لن ينطلي حتى على السعوديين في الداخل.
المراقبون للعدوان على اليمن ومتابعوه رأوا كيفية تحول الخطاب السعودي منذ بداية العدوان والى الآن، ففي بدايته كان الخطاب استعلائيا وساخرا ويتحدث عن اسبوع لتنفيذ كل الاهداف وانهاء حركة انصار الله، واليوم بعد مرور اكثر من 6 سنوات اصبحت السعودية تستجدي المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع اليمنيين لايقاف العدوان الذي انهكها ماديا وداخليا وحتى خارجيا، ولذلك فلن يهتم احد للتهريج الذي ظهر في هذا المسلسل.
ولذلك يمكن القول ان هذا العمل التلفزيوني هو صراخ على قدر الالم.. ومحاولة فاشلة اخيرة لاثارة مشاعر الشارع السعودي، وللتغطية على فشلها وخسائرها في اليمن.
قناة العالم