يقول الكاتب إيشان ثارور بصحيفة واشنطن بوست (Washington Post)، إن أفغانستان اشتهرت بأنها مقبرة الامبراطوريات، وها هي اليوم تثبت مرة أخرى أنها مقبرة لغطرسة الإمبراطورية الأمريكية.
وأشار ثارور في مقال له إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن الأربعاء الماضي أن واشنطن ستسحب كل قواتها دون قيد أو شرط من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر/أيلول المقبل أي بعد مرور 20 عاما بالضبط من أحداث 11 سبتمبر، وبعد حرب عبثية شهدت مقتل أكثر من 2300 جندي أمريكي وجرح أكثر من 20 ألفا، ومقتل عشرات الآلاف من المدنيين الأفغان.
وأضاف أن صانعي السياسة والمسؤولين العسكريين الأمريكيين أدركوا لسنوات عدم جدوى بعض جهودهم في أفغانستان حيث انتشر تهديد “المتشددين”، وصنعت المساعدات الأمريكية اقتصادات بأكملها مبنية على الفساد الحكومي، لكن الحاجة إلى تبرير الوجود الأمريكي في البلاد والتأكيد أيضا على أن أميركا كانت تكسب أو يمكنها في النهاية أن تفوز، دفعت المسؤولين إلى “تضليل الجمهور عمدا”.
ونسب ثارور إلى ستيفن بيدل أحد كبار الباحثين في مجلس العلاقات الخارجية القول إن الحل السياسي مع طالبان كان يجب أن يتم قبل ذلك بكثير، مؤكدا ذلك بعبارة “تفاوضوا مبكرا وتفاوضوا كثيرا”. وقال بيدل أيضا “إن الحرب لا تُكسب بتدمير جيش معارض واحتلال عاصمته. أنت تربح من خلال إتاحة تسوية لم تكن ممكنة قبل بدء النزاع”.
ونقل عن ويل روجر مرشح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لمنصب السفير في أفغانستان قوله لمجلة “توداي وورلد فيو” إن أحد دروس الحرب يجب أن يكون “مزيدا من التواضع بشأن ما يمكن أن يحققه أفضل جيش على هذا الكوكب والمزيد من التفكير في كيفية نشر هذا الجيش”.
كما نقل الكاتب عن ستيفن ويرثيم نائب مدير الأبحاث والسياسات في معهد كوينسي لفن الحكم المسؤول، وهو مركز أبحاث في واشنطن يدافع عن ضبط النفس في السياسة الخارجية، قوله لـ”توداي وورلد فيو”، “بعد 11 سبتمبر، شرعت امريكا في إثبات أنها كانت الأمة التي لا غنى عنها وأنها لا تستطيع فقط معالجة تهديد أمني بل استخدام قوة مذهلة لتغيير البلدان الأخرى”.
وختم ثارور مقاله بعبارة لويرثيم تقول “أفغانستان ليست مقبرة الإمبراطورية الأمريكية، إنها بعيدة كل البعد عن ذلك، لكنها قد تكون مقبرة ادعاءات أمريكا بأن العالم لا يمكنه الاستغناء عنها”.