كشفت مصادر متطابقة أن لواء سعودي بارز قتل تعذيبا من السلطات السعودية التي لا تزال تحتجز جثته لمنع انفضاح جريمتها.
ويتعلق الأمر باللواء محمد الأسمري أحد أبرز القادة الأمنيين في النظام السعودي والذي أعلن عن وفاته في ظروف غامضة نهاية العام الماضي.
وذكر مصدر أن ولي العهد محمد بن سلمان كان أمر باحتجاز الأسمري والتحقيق معه وتعذيبه.
وأفاد المصدر بأن بن سلمان وفريقه نظروا بارتياب وشكوك إلى اللواء الأسمري وأنه يدعم فريق الأمراء المعارضين لولي العهد ويسرب معلومات بشأن ملف معتقلي الرأي لتأجيج الرأي العام.
من جهته أكد حساب “العهد الجديد” المعارض أن السلطات السعودية لا تزال تحتجز جثة الأسمري.
وقال إن الغموض الذي لفّ حادثة وفاة الأسمري يُشبه الغموض الذي دار حول وفاة اللواء عبدالعزيز الفغم (الحارس الشخصي للملك سلمان).
وأكد أن كلاهما ماتا في ظروف غير مقنعة، والرواية الرسمية كانت ضعيفة وتشوبها الشوائب منذ البداية
واستدرك: الحكومة أعلنت أن مدير عام السجون توفي أثناء أداء عمله متأثراً بسكتة قلبية مفاجأة، لكن الأغرب من ذلك، أن عائلته لم تستلم جثته حتى اللحظة.
وتابع: لم تعرف سبب وفاته الحقيقية، لم تعرف سوى ما قدمته الحكومة من معلومات! لكن لماذا تخفي الحكومة جثة الأسمري، ولماذا لم تُسلّم أهله الجثة؟!
وأكد “العهد الجديد” أن المعلومات المسربة تؤكد أن الأسمري توفي تعذيبا في سجن الحائر وليس بسبب تعرضه لسكتة قلبية.
كما أكد أن المستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني هو من قام بنفسه بالتحقيق مع الأسمري وتعذيبه، لاشتباهه بأنه يعطي معلومات لبعض عوائل معتقلي الرأي.
وفي 28 ديسمبر 2020 أعلنت سلطات آل سعود وفاة الأسمري بسكتة قلبية مفاجئة وهو أمر دأبت عليه في عمليات التصفية الداخلية لمسئوليها.
وسبق أن قاد الأسمري مديرية التجنيد لمباحث منطقة الشرقية، وتدرج في العديد من المناصب المهمة قبل إدارة مديرية السجون العامة.
وشغل الأسمري أيضا منصب مدير سجن مباحث الحاير، ورئاسة سجب المباحث بمدينة جدة.
وسبقها عمله لعدة سنوات بقيادة فريق العمل الأكبر والموحد بسجون المباحث.
وأبرز معارضون سعوديون أن الأسمري قتل في ظروف غامضة علما إنه مسؤول عن تعذيب المئات وخطف الجثث لمئات من القتلى في السجن.
وكتب الناشط الحقوقي يحيى عسيري “إن صح خبر وفاة الأسمري في مكتبه، فالأسئلة تتزايد حول التصفيات!”.
ونبه عسيري إلى أن الأسمري “مسؤول عن تعذيب عدد من المعتقلين، ومسؤول عن كثير من الانتهاكات”.
وأضاف أنه كان أحد أذرع عبدالعزيز الهويريني، الذي يوصف بأنه سيد الإرهاب مساعد بن نايف وتخابر مع بن سلمان للانقلاب عليه.
وأعادت القضية إلى الاذهان تورط محمد بن سلمان في تصفية الحارس الشخصي للملك اللواء عبد العزيز الفغم في سبتمبر من العام الماضي.