دعا وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ الوطني هشام شرف الرياض للاعتراف بما ارتكبته من أخطاء في اليمن مشددا على أن المشكلة ليست يمنية يمنية بل هي يمنية سعودية، مؤكدا أن السعودية لا تريد أن تكون قوى مثل إيران أو روسيا في موضوع البحث عن حل سیاسي لليمن حيث تريد أن تتفرد بالقرار للشأن اليمني.
وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية” وبشأن التحركات من أجل التوصل إلى حل سياسي في اليمن، قال وزير الخارجية هشام شرف إن الأمور لا زالت تراوح مكانها، مضيفا: لكن للمرة الأولى تعترف الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة فعلا أن موقع القرار وأن من سوف يساهم في إيجاد حل لمشكلة العدوان على اليمن هي الرياض وصنعاء بالضبط. وأوضح أن الكل كان يبتعد بالسعودية عن هذا الموضوع وهكذا استمرت الأمور طوال 6 سنوات، لكن الآن باتت السعودية في قلب الحدث.
وفيما أشار أن على السعودية أن تعترف بالخطأ والعدوان الذي قامت به على اليمن، أكد قائلا: يجب أن يعرف من يتحاورون الآن سواء في مسقط أو أماكن أخرى قد تأتي في الفترة المقبلة، أن السلام هو سلام لليمنيين وللشعب اليمني.
وحول موقع حكومة المرتزقة قال هشام شرف إنما القرار هو قرار الرياض، أي أن محمد بن سلمان والملك سلمان هم من سيتخذون القرار بالنيابة عن تحالف العدوان بما فيهم من يعتبرون أنفسهم بأنهم حكومة عبدربه منصورهادي، وسيصنع القرار من قبل جهتين سياسيتين بدأتا العدوان أي الولايات المتحدة الأميركية والعربية السعودية.
وفيما لفت أنه ليس لدى صنعاء إلى الآن أي رفض للمبادرة السعودية، أوضح وزير الخارجية هشام شرف: ما سيحدث كما نتوقعه في صنعاء هو خليط من عدة مبادرات، كلها تصب في مصلحة إيقاف الحرب ورفع الحصار والبدء بموضوع انسحاب القوات الأجنبية كافة من اليمن ومعالجة موضوع الأسرى ومعالجة الموضوع الاقتصادي.
ونوه وزير الخارجية أن المبادرة السعودية كانت في الأصل تخص السعودية، فالرياض تريد أن تنسحب من هذا الملف الذي هي بدأته مع الولايات المتحدة، وتريد أن تصور للعالم أن المشكلة يمنية يمنية فيما المشكلة يمنية سعودية. وأشار إلى أنه وفي آخر أسبوعيين من إدارة ترامب طرحت مبادرة أميركية للسلام، وقال: لكن للأسف هذه المبادرة لم تكن تقابل توجهنا نحو السلام ورغبتنا في إيجاد حل يخرج الشعب اليمني من العدوان.. وبالتالي انتهت، وبعدها أتت المبادرة السعودية.
وأوضح هشام شرف أن المبادرة الأمريكية كانت غيررسمية وبحثت خلف الكواليس ولم يتم رفضها من قبل صنعاء ولكن صنعاء حاولت إثراءها بأمور تهم الشأن اليمني.
وفي جانب آخر من اللقاء شدد وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ الوطني على أن صنعاء كانت سباقة في طرح مبادرات للسلام و: قد طرحت عدة مبادرات، أهمها تلك المبادرة التي طرحها الأخ رئيس المجلس السياسي الأعلى الذي نادى بوقف إطلاق نار متبادل وبدء خطوات تمهد للسلام، وهذا الموقف لم يعجب السعودية التي كانت تريد أن تتفرد.
وبشأن الإدارة الأمريكية الجديدة أشار إلى أن أمريكا تحاول تلميع صورتها، مضيفا: لكننا نريد أفعال على الأرض كما ذكر العديد من المسؤولين في صنعاء، ونريد أن يعترف الجانب السعودي بما ارتكبه من أخطاء في اليمن، ولا نريد عملية تجميل وسلام ناقص.. لذلك لا زلنا نؤمل بأن تقوم الإدارة الأميركية الجديدة بعمل حقيقي نحو السلام.
وحول المبادرة الإيرانية صرح هشام شرف بالقول: كانت مقترحات الجانب الإيراني ممثلة بما طرحه معالي الوزير محمدجواد ظريف، هي حل المشكلة اليمنية، لكن السعودية تريد أن تمسك كافة الخيوط بيدها. وأضاف أن مبادرة السيدة ظريف كانت واضحة لا لبس فيها، ارتبطت بنظرة إيرانية واقعية لما يدور في اليمن، لكن السعودية لا تريد أن تكون قوى مثل إيران أو حتى روسيا في الموضوع، ولازالت المبادرة الإيرانية صالحة للعمل بها في أي وقت.
ونوه هشام شرف أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كدولة لها موقع في المنطقة ولديها رؤية للمستقبل تحاول قدر الإمكان أن تضع الأسس لعملية سلام، لكن المشكلة أن الدول الأخرى تنظر إليها من خلال نظرية المؤامرة. وأضاف: لكن خلال العديد من لقاءاتي مع معالي الوزير ظريف أجد أنهم يتفهمون وضعنا ومستعدون لمساعدتنا وحتى للتوسط بيننا وبين الرياض، لكن المشكلة في الطرف الآخر أي السعودي.
https://youtu.be/uzrd-3Dtlk0