اعتبرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية أن اندلاع ما وصفته بمكائد القصر في الأردن وسط إشارات بتدخل السعودية أمر ينذر بالسوء للمملكة الهاشمية.
وأشارت الصحيفة إلى الأحداث الدرامية الاخيرة بين الملك عبدالله الثاني وأخيه غير الشقيق ولي العهد السابق الأمير حمزة وتورط السعودية فيها. وقالت إن التوتر في الأردن الذي وصفته عمان بالمؤامرة ووصفه الملك بالفتنة تم احتوائه الآن، غير أن مستقبل الأردن “بات يكتنفه الغموض”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأمير “حمزه” الذي يرتدى ثيابا مثل والده الراحل الملك حسين، يحظى بشعبية، وطور علاقته مع القبائل الأردنية في الضفة الشرقية والتي هي حجر الأساس للنظام. وأضافت أن هذه القبائل تقوم بانتفاضات منتظمة، كما يعاني الجيش الأردني وهو في الحقيقة رجال قبائل يرتدون الزي العسكري من ضغوط مالية كبيرة.
وذكرت الصحيفة أن الملك “عبدالله” الذي يفتقر إلى شعبوية وبريق الأمير “حمزة”، لم يعد قادرا على تحمل العقد الاجتماعي للنظام بحيث يضمن وظائف حكومية في الجيش والخدمة المدنية لقبائل شرق الأردن. وأشارت إلى أن الأمير “حمزة” انتقد الفساد وعدم الكفاءة خلال العقدين الماضيين، لا سيما في جنوب البلاد الموالي للملك.
ولفتت الصحيفة إلى أنه علاوة على ذلك تم تقويض الدور المحوري للملك “عبدالله” والأردن بشكل عام في الدبلوماسية الإقليمية من قبل الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب”
وحلفائه المقربين في إسرائيل بنيامين نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
ووفق الصحيفة فقد أدى ترويج ترامب لقائمة رغبات اليمين الإسرائيلي، بما في ذلك الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وضم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية إلى زعزعة استقرار الأردن. وذلك من خلال إثارة شبح موجة جديدة من اللاجئين الفلسطينيين إلى الأردن ما ينذر باضطرابات شديدة في البلد.
ومع تقوية العلاقات الإسرائيلية مع الخليج، يشعر الأردن أن “آل سعود” يريدون انتزاع الإشراف على المواقع الإسلامية في القدس من الهاشميين، بعد أن استولي من قبل على مكة والمدينة من أجداد الملك عبدالله عام 1925.
وقالت الصحيفة إنه يجب على الرئيس الأمريكي جو بايدن وحلفاء الولايات المتحدة توضيح أن العبث باستقرار الأردن هو خط أحمر، لكن الملك الآن لديه قائمة من المظالم للقبائل وضعها الأمير حمزة، وسيكون من الحكمة أن يتعامل معها الملك “عبدالله”.
وسبق أن تداول نشطاء صور باسم عوض الله الشخصية المقربة من محمد بن سلمان، والمتهم بالمشاركة في الانقلاب الفاشل بالأردن. وربط مغردون دور عوض الله ببن سلمان الذي دعم الانقلابات العسكرية في الدول العربية.