رغم انها لم تكن “تفجير مفاجأة”، كما تم وصف تصريح الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري السابق، عن ان الأزمة الأخيرة التي شهدها الاردن، كانت بتخطيط أمريكي، وبتنسيق مع دولة في المنطقة، بـ”هدف استبدال الملك عبد الله، وعقابا له لمواقفه التي لم تغرد في سربها”، فالجميع بات يعرف ان المؤامرات الامريكية في المنطقة، ما كانت لترى النور، لولا بعض الانظمة الرجعية العربية التي كنت ومازالت “الطرف العربي” الذي “شرعن” هذه المؤامرات الامريكية.
تصريحات الشيخ حمد، جاءت في سلسلة تغريدات على تويتر، حيث اكد فيها ان “ما حصل مؤخراً في المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة كان يخطط له منذ فترة طويلة من بعض مسؤولي الإدارة الأمريكية السابقة، وإحدى دول المنطقة، بهدف استبدال النظام الحالي في الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني.. وكان السبب الرئيسي وراء تلك المحاولة الفاشلة وقوف الملك عبد الله ضد أي تطبيع على حساب القضية الفلسطينية أو ما أصبح يسمى “بالعهد الابراهيمي” فكان ذلك الموقف عقبة أمام تلك المخططات.. أما آن الأوان لتتوقف هذه المغامرات التي تضعف منطقتنا وتجعل الغير يستخف بنا”!!.
وعلى الفور استنتج المراقبون أن ابن جاسم يقصد بالإدارة السابقة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ومستشاره جاريد كوشنير، اما اشارته الى دولة في المنطقة، فليس هناك من دولة لها باع في تدمير وهدم الاوطان وزرع الفتن فيها، غير تحالف الهدم والدمار ، الكيان الاسرائيلي والسعودية والامارات، الذي يعتبر رأس حربة للمؤمرات الامريكية التي تضرب سوريا واليمن وليبيا والاردن والعراق والسودان و..، المنطقة برمتها.
اللافت في تصريحات المسؤول القطري السابق، هو انخراط الانظمة العربية الرجعية بهذه السهولة في مخططات تؤدي الى انهيار دول ومجتمعات عربية ، تسفر عن تشريد وشرذمة شعوب وانهيار دول، لا ناقة فيها ولا جملا للعرب، سوى خدمة مصالح “اسرائيل”، والبقاء مدة اكبر على عروش غارقة بدماء الابرياء من العرب والمسلمين.
اخيرا نكرر ما قاله الشيخ حمد في تغريدته ولكن انطلاقا من نوايا اخرى لا تمت من قريب او بعيد بنوايا الشيخ، ونقول :”أما آن الأوان لتتوقف هذه المغامرات التي تضعف منطقتنا وتجعل الغير يستخف بنا”.