كشفت مصادر خليجية عن عرض مالي ضخم من النظام السعودي للأردن مقابل إطلاق مدبر الانقلاب باسم عوض الله مستشار ولي العهد محمد بن سلمان. وقالت مصادر مقربة من الديوان الملكي الأردني إن الوفد السعودي الذي زار عمّان مؤخرا عرض مساومة تنص على إطلاق سراح مدبر الانقلاب باسم عوض الله بمقابل مالي كبير.
وذكرت المصادر، إن الوفد عرض على الأردن مبلغ 3 مليارات دولار لقبول الصفقة. وأشارت إلى أن الصفقة تنص على مغادرة باسم عوض الله المقرب من بن سلمان فورًا إلى الرياض. وبحسب المصادر، فإن الصفقة تتضمن عدم توجيه أي اتهام أو قضية رسمية في المحاكم الأردنية ضد “مدبر الانقلاب”.
وأكدت المصادر أن القيادة الأردنية تدرس الطرح السعودي الذي قد ينقذ عمّان من أزمة اقتصادية تعيشها منذ زمن. يشار إلى أن السعودية تعد أكبر داعم للموازنة الأردنية وتلعب دورا مركزيا بإنقاذها من العجز المتفاقم خاصة عقب الثورات العربية. وكان الأردن نفى مغادرة باسم عوض الله مدير الديوان الملكي السابق البلاد المتهم بتدبير محاولة الانقلاب على الملك عبد الله الثاني.
وأكد مصدر رسمي أنه لا صحة للمعلومات التي تشير لمغادرة الموقوف بقضية التخطيط لزعزعة استقرار المملكة عوض الله للبلاد. وكشفت صحيفة “واشنطن بوست” قبل يومين ان وفدا سعوديا برئاسة وزير الخارجية فيصل بن فرحان زار الأردن. وطلب بن فرحان من المسؤولين الأردنيين بإيعاز من ابن سلمان بالإفراج عنه والسماح له بالمغادرة مع الوفد السعودي.
غير أن الأردن رفض الطلب السعودي بشكل حازم وأكد أنه سيتم التعامل مع المتهمين بمؤامرة الانقلاب وفق القانون. وأكد المصدر الأردني الذي لم تسمه الوكالة الرسمية أن “المتهم باسم ما زال موقوفاً على ذمة القضية التحقيقية”. وشدد على أنه “لا صحة لما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنه غادر البلاد”.
واعتقلت السلطات الأردنية يوم السبت الماضي كلا من عوض الله والشريف حسن بن زيد وآخرين. وجاء اعتقالهم بعد الكشف عن تدبيرهم محاولة انقلاب والتخطيط لمؤامرة الانقلاب ضد الأردن. وشغل عوض الله منصب رئاسة الديوان الملكي الهاشمي الأردني بين 2007 و2008، إلى أن اعفي من منصبه. وانتقل بعدها إلى السعودية حيث عمل مستشارا اقتصاديا لمحمد بن سلمان.