بعد أيّام على استهداف تنظيم «القاعدة» حواجز أمنية لقوّات «الحزام الأمني»، التابعة لـما يسمى «المجلس الانتقالي الجنوبي»، الموالي لأبو ظبي، في عدد من مديريات محافظة أبين (جنوب)، هاجم التنظيم، الأحد الماضي، قوات إماراتية في منشأة بلحاف في محافظة شبوة (جنوب شرق)
كما أعلن، قبل أيام، مسؤوليّته عن إطلاق صاروخين على القوات الإماراتية في المنشأة الغازية، بعدما كان قد توقّف عن تنفيذ هجمات داخل المحافظة منذ عام 2018.
وجاءت تلك الهجمات بالتزامُن مع مشاركة «القاعدة» في القتال إلى جانب الميليشيات المدعومة من السعودية، ضدّ «أنصار الله»، في محافظة مأرب.
وجود التنظيم في مناطق النفوذ السعودي المهدَّدة، يثير أكثر من علامة استفهام، ويقدِّم في الوقت نفسه أجوبة غير مباشرة على أسئلة يطرحها أنصار «الانتقالي» بعد كلّ عملية، من قبيل: لماذا لا يهاجم «القاعدة» الفار هادي؟ غير أن مثل هذه التساؤلات لم تَعُد منطقية، إذ إن الأمر تجاوَز تجنُّب مهاجمة القوات المحسوبة على هادي، إلى القتال في صفّها، ضدّ «المجلس الانتقالي» في الجنوب، وضدّ «أنصار الله» في الشمال.
وفي الحالتين، لا يقاتل التنظيم لأجل السيطرة على تلك المناطق، بغرض إقامة إمارة إسلامية، كما كان يفعل في السابق، وإنّما لإبقائها تحت سيطرة القوات المدعومة من السعودية، والتي ينتمي معظم أفرادها إلى «حزب الإصلاح» (إخوان اليمن).
يقاتل «القاعدة» ضدّ «الانتقالي» في الجنوب وضدّ «أنصار الله» في الشمال
لكن، ما هي مصلحة «القاعدة» من القتال لتثبيت النفوذ السعودي في مناطق يمنية؟ باختصار، لأنه لن يجد ملاجئ آمنة لعناصره إن فَقَدت السعودية نفوذها في تلك المناطق.
ومع اشتداد المعارك في محافظة مأرب، واقتراب «أنصار الله» من مركزها، آخر مناطق النفوذ السعودي شمالاً، أدركت المملكة أن الإمارات ستكون الرابح الوحيد جنوباً، على اعتبار أن خسارة السعودية لحربها في الشمال، ستعطي القوّات المطالِبة بالانفصال الحقّ في فرض سيطرتها على كلّ مناطق الجنوب.
لهذا لجأت الرياض إلى ورقة تنظيم «القاعدة» لإرباك «الانتقالي»، خصوصاً بعدما قيَّدت القوات التابعة لهادي في المحافظات الجنوبية الملتهبة، بـ«اتفاق الرياض»، ما يشير إلى أن العمليات التي تستهدف التشكيلات التابعة للإمارات ستتصاعَد خلال الفترة المقبلة.