ناصر ومحمد، عبير وآمنة، أطفال أخوة لا يتجاوز عمر أكبرهم الثانية عشرة سنة من أبناء مديرية كتاف بمحافظة صعدة، مصابون بتشوهات خَلقية عبارة عن مرض جلديّ في الوجه، ناصر ومحمد وفي أحد أيام العدوان الأمريكي السعودي المتواصل منذ 6 أعوام خرجا يلعبان جوار منزلهم، إذ بغارة لطيران العدوان الغاشم تستهدف قريتهم، الطفلان حينها شعرا بحساسية مفرطة وحِكة شديدة، تطورت الحالة بعدها نتيجة غازات وسموم صواريخ العدوان وسببت أورام سرطانية جلدية غطت وجهيهما، في حين كانت عبير وآمنة داخل المنزل ما خفف عنهما الإصابة.
يحكي للمسيرة والد الأطفال الأربعة واقع معاناة كبيرة يعيشها أبناؤه مع هذا الورم السرطاني الخبيث الذي حول حياتهم إلى جحيم، يذكر الحاج مطر أنه في كل مرة يتم استهداف المنطقة بغارات جوية لتحالف العدوان تزداد حدة الألم والتهاب وجوه أطفاله المصابين بالمرض سيما ناصر ومحمد الأكثر تضررا.
آثار سموم وغازات صواريخ وقنابل العدوان الغاشم على هؤلاء الأطفال ضاعفت من جراحهم، وحرمتهم من أبسط حقوق الطفولة حتى التعليم، نتيجة ضعف شديد في الرؤية وخطورة أكبر من أشعة الشمس التي مُنعوا من التعرض لها أو الخروج من المنزل نهارا بسبب تأثيرها الكبير على صحتهم.
لسنوات يتنقل مطر الهميمي بأبنائه بين صنعاء وصعدة، باحثا عن بارقة أمل تحقق لأبنائه الشفاء من محنتهم، عرضهم على أكثر من دكتور أخصائي، وبإمكانات متواضعة، أجريت لهم عمليات جراحية في المستشفى الجمهوري بصنعاء لإزالة جزء من تلك الأورام، لكنها تتكاثر مع مرور الوقت.
ينصح الأطباء بسرعة سفرهم للعلاج خارج الوطن لكن حصار العدوان الأمريكي السعودي الغاشم زاد حالة الأطفال سوءا، وحال دون سفرهم، بسبب إغلاقه مطار صنعاء الدولي واستحالة سفرهم عن طريق البر، داخليا يعاني والد الأطفال صعوبة في الحصول على الدواء اللازم، تارة نتيجة انعدامه من السوق بسبب منع دخول الدواء اللازم من قبل تحالف العدوان، وتارة أخرى بسبب ارتفاع أسعاره بشكل لا يقدر على شرائه.
يقول مطر الهميمي للمسيرة: أكثر من 15 مليون ريال دفعتها في علاج أبنائي ما بين فحوصات دورية وإجراء عمليات متعددة وشراء علاجات ولكن دون فائدة، حصار العدوان الغاشم منعني من السفر لعلاج أبنائي خارج اليمن، العلاج في اليمن لم يحقق أي نتيجة، أطالب بفتح مطار صنعاء الدولي أمام المرضى اليمنيين سيما الأطفال.
الجهات المعنية في وزارة الصحة ممثلة برئيس مجلس صندوق مكافحة السرطان الدكتور عبد السلام المداني أكد للمسيرة تضاعف حالات الإصابة بالأورام السرطانية في اليمن ثلاثة أضعاف وفي حالات تجاوزت الخمسةَ أضعاف خلال فترة العدوان الغاشم، والسبب استخدام أسلحة محرمة دوليا استهدفت اليمنيين، مطالبا المنظمات الإنسانية والعالمية بسرعة الاستجابة الانسانية لمثل هكذا حالات، والقيام بمسؤولياتهم بالضغط لفتح مطار صنعاء الدولي ليتمكن هؤلاء الأطفال وغيرهم عشرات آلاف المرضى من السفر لتلقي العلاج خارج الوطن.
ما تناولناه أنموذجا بسيطا لأطفال في عمر الزهور تتخطفهم الآلام والجراح نتيجة هذا العدوان الغاشم، وتحاصرهم جدران المنازل وأروقة المستشفيات، بعد أن أغلق حصارُ تحالف العدوان في وجوههم منافذ الحياة وما تبقى من نوافذ الأمل للعيش كباقي أطفال العالم.