زيارة غير معلنة مسبقا، وكشف عنها الاردن بعد ان تم تناقل خبر وجود مسؤول سعودي كبير في عمان، هي تلك التي قام بها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، على راس وفد سعود رفيع المستوى الى عمان مساء الاثنين الماضي، بعد يومين فقط من الكشف عن مخطط لزعزعة امن الاردن، تورط فيها رئيس الديوان الملكي الاسبق واحد اكثر المقربين من القيادة السعودية، وهو باسم عوض الله.
في خضم التطورات المتلاحقة التي شهدها الاردن، ومحاولة الاخير عدم الكشف قدر الامكان عن اسرار ما جرى خوفا من الحاق الاذى بالعلاقة مع السعودية، لاسيما في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يمر بها الاردن، لم يتم القاء المزيد من الضوء على تلك الزيارة والاسباب التي دعت ابن فرحان ان يقوم بها في تلك الظروف المتأزمة.
السعودية حاولت اظهار الزيارة على انها جاءت لتأكيد تضامنها ودعمها للأردن، حيث حمل الملك سلمان بن عبد العزيز، ابن فرحان رسالة الى الملك الاردني بهذا الخصوص. بينما الجانب الاردني فقد إكتفى بالتاكيد على ان الزيارة جاءت لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين!!.
صحيفة “واشنطن بوست” الامريكية كان لها راي اخر، حيث كشفت عن ان الوفد السعودي ذهب الى الاردن للمطالبة بالإفراج عن باسم عوض الله، الذي منحته السعودية جواز سفر سعوديا، حيث اصر الوفد على الإفراج الفوري عن عوض الله، وان يسمح له بمغادرة الاردن مع الوفد الى السعودية.
من الواضح ان زيارة ابن فرحان لعمان، كانت لا تهدف الى الافراج عن رجل السعودية في الاردن فحسب، بل كانت ايضا تهدف الى ابعاد الشبهات عن السعودية وتورطها في احداث الاردن، بعد ان اعلن مسؤولون اردنيون عن وجود جهات اجنبية وراء مخطط زعزعة استقرار الاردن.
يبدو ان الزيارة المفاجئة لابن فرحان الى عمان، كانت ايضا اجراء استباقيا يهدف لاحتواء الازمة التي كادت تتفجر بين الاردن والسعودية، بعد ان ثبت تورط اشخاص مقربين من السعودية فيها، حيث يرى العديد من المراقبين، ان ابن فرحان اكد للجانب الاردني، عدم وجود نية، على الاقل لدى القيادة السعودية، للاساءة الى الاردن، باالرغم من وجود اشخاص تابعين لها في المخطط.
الاردن ولاسباب خاصة، واغلبها اقتصادية، تعهد بعد التوسع في التحقيق مع عوض الله، للتغطية على دور السعودية، الا ان الاردن، في المقابل، رفض الافراج عن عوض الله، ليصحبه ابن فرحان معه الى السعودية، وهو ما اكد حجم الغضب الاردني من الدور الذي قام به عوض الله، المقرب من السعودية، في مخطط زعزعة استقرار الاردن.
حتى لو تم احتواء التحقيق مع عوض الله، لمنع ذكر اسم السعودية، الا الراي العام الاردني والاقليمي، سيبقى ينظر الى السعودية، على انها، كانت ومازالت، تضطلع بدور سلبي في كل احداث المنطقة، بدءا من العراق وسوريا ومرورا بلبنان واليمن وانتهاء بليبيا والسودان، وهو دور يصب من الفه الى يائه في مصلحة الكيان الاسرئيلي.