هجوم الأمس على السفينة الإيرانية “سافيز” في البحر الأحمر تناقلته وسائل الإعلام السعودية على نطاق واسع، لكن المسؤولين الإسرائيليين كما في حالات مماثلة تجنبوا تحمل المسؤولية عنه ، إلا أن تبني “إسرائيل” لمثل هذا الموقف لم یکن بمستبعد. اذ من الواضح أن تحمل المسؤولية عن الهجوم معناه الاستعداد لرد أكثر حسما.
في غضون اجتماع إيران مع 5 + 1 في فيينا ، حاولت وسائل الإعلام السعودية ، ومن خلال تضخيم الهجوم على السفينة ساويز ونسبته لإسرائيل ، التعبير عن استيائها وغضبها مما يحدث في فيينا، ولتشجيع إسرائيل على مواصلة عداءها لإيران ، ولتوجيه رسالة للمنطقة والعالم بأن التحالف العبري العربي ضد إيران قد تجاوز بالفعل مرحلة الفكرة ودخل مرحلة العمليانية.
کما أنه في ضوء التطورات في اليمن ، وخاصة فيما يتعلق بالفتح الوشيك لمأرب من قبل أنصار الله ، فإن السعودية ، التي ترى فقدان قاعدتها الأخيرة وآخر معقلها في اليمن ، من الواضح أنها تسعد وترتاح لاستهداف سفينة “سافيز” وتعتبر الهجوم مساعدة ولو ضئيلة لها.
مثل السعودية في هذه الأيام کمثل الغريق الذي لا يتردد في التشبث بأي شيء. وعلى هذا الأساس تحاول وسائل الإعلام السعودية عزو سبب فشلها الی دعم إيران لأنصار الله ، ولهذا السبب فإنهم في إعلاناتهم ، يقدمون سفينة سافيز عاملا في توفير المعلومات لأنصار الله وتأمين الأسلحة لهم.
وبينما تحاول إسرائيل بشكل غير رسمي اعتبار الهجوم انتقاما للهجمات الأخيرة مجهولة المصدر على سفنها والقاء اللوم فيها علی إيران ، فإن القدر الضئيل من الضرر الذي لحق بالسافيز يظهر أن هذه العملية غير المجدية نُفِّذت بدافع الخوف والتخبط. فهي لم تحقق هدفها وانما جاءت مجرد محاولة لملء سجل نتنياهو الخالي والمزعوم في التعامل مع إيران. لكن الواضح أن القمر لن يبقى خلف الغيوم أبدا ، والانتقام من السبب الرئيس في هذا الهجوم الأعمى وعديم الفاعلية سيأتي بأقسی الحالات. تؤكد هذا الدلائل التاريخية غير البعيدة عنا ولا يتطلب الأمر سوى قليل من الانتظار والصبر.