كتب/ الشيخ عبدالمنان السنبلي: ويستمر مسلسل الدجل و التضليل بإسم الإسلام !!
هكذا وبكل بساطةٍ و سذاجةٍ قالوا : أنه تم إعتراض بالستيٍ يمني كان في طريقه إلى مكة في إشارةٍ إلى أن الجيش اليمني قد إستهدف مكة المكرمة لولا قدراتهم الدفاعية الخارقة .
طبعاً ليس غريباً على من ظل يمارس الأفك و الكذب منذ بداية عدوانه على اليمن أن يتجرأ و يقول مثل هذا الكلام في ظل حالة العجز و الفشل التي يعيشها منذ البداية لعله بأساليب الدجل الرخيصة قد يستطيع تحقيق مالم يستطع تحقيقه في ساحات الوغى . هذا في حقيقة الأمر يعكس حالة التوظيف السيئ للدين الذي يتعمد النظام السعودي ممارسته منذ نشأته بغية ضمان حالة الديمومة و البقاء له حتى و لو كان ذلك على حساب الإسلام نفسه .
الجيش اليمني بدوره سارع بنفي هذا الإتهام بشدة و مؤكداً في الوقت نفسه على أن مكة المكرمة و المدينة المنورة ليستا ضمن بنك أهدافه مطلقاً لأنهما ليستا ملكاً لبني سعود و إنما هما ملكٌ للمسلمين عامة . في الواقع هم يعلمون يقيناً أن كل ذي عقلٍ من المسلمين لا يمكن أن يصدّق مثل هذا الكلام و كذلك الدول و الحكومات و خاصةً تلك التي لازال النظام السعودي يستجديهم إرسال قواتهم دعماً له في عدوانه على اليمن إلا أنهم بذلك إنما يهدفون إلى إثارة حفيظة الجماعات المتطرفة و المتشددة و التي غالباً ما تتميز بمحدودية التفكير و ضيق الأفق كنوع من الإستنفار و الإستنجاد بهم للقتال إلى جانبهم لعلهم يحرزون بهم تقدماً يذكر .
على أية حال، مهما كانت دوافعهم من وراء ذلك الإدعاء الكاذب و الذي لا يعدو عن كونه حلقة واحدة في سلسلة الأباطيل و الأكاذيب التي ينتهجها هذا النظام و التي لم تعد تنطلي على أحدٍ من أهل العقول، فإن هذا قد يُعدّ مقدمةً لأمرٍ مدبرٍ آخر قد يقدم عليه هذا النظام الأحمق وذلك بتعمد قصف مكة أو المدينة فعلياً و إلصاق التهمة بالجانب اليمني، و ليس غريباً او مستبعداً عليه أن يفعلها !!
عموماً .. أيها الأفاكون الكاذبون و المفلسون من كل القيم و الأخلاق الآدمية : ليس اليمنيون من يتعرض لحرمة الأماكن المقدسة، فالتاريخ لم يسجل أن يمنياً واحداً قد مس حرمتهما بسوء حتى أن التُبّع اليمني الملك (تبّان حسان) عندما قتل أهل يثرب إبنه و أراد ان يقتص له و يقتحمها و ينكل بأهلها و شجرها، عاد و عدل عن موقفه ثم أكرمها عندما أخبره أحبار اليهود أن يثرب هذه ستكون (مهجر نبي) ثم أنه ذهب إلى مكة و اكرمها أيضاً و قام بكساء الكعبة ليكون اول من كساها و ذلك حين أخبروه أولئك الاحبار أيضاً أنها ستكون (مهبط نبي) !!
أنتم و حدكم أيها البغاة من تعوّدنا منه الإساءه إلى هذه الاماكن المقدسة منذ فجر التاريخ حتى أن أجدادكم قد ملأوا جوف الكعبة و حولها بثلاثمائة و ستين صنماً أكبرها هُبَل، و أجدادكم القرامطة من نجد أيضاً هم من هجموا على مكة و سرقوا الحجر الأسود ذات يوم و أخفوه ستين سنة قبل أن يعود إلى مكانه مرةً اخرى مكسراً و مهشماً.
كما أن جدكم المؤسس هو من إقتحم مكة و الطائف في مطلع ثلاثينيات القرن الماضي و قتل أكثر من خمسين ألف (مشركاً) بحسبكم و كما هو مدوّن في كتبكم و تتفاخرون به، و أنتم كذلك من قصفتم الكعبة بالدبابات في ثمانينيات القرن الماضي فيما عُرف بأحداث (جهيمان العتيبي) ثم تأتون اليوم بهذا البهتان العظيم لتتباكوا بغية مجئ منجدٍ ينجدكم و يخلصكم من ورطتكم في اليمن !!
إنكم بهذا الإفك المبين إنما تستهدفون أنفسكم الاماكن المقدسة بعدم إحترام حرمتها و إقحامها في لعبتكم الشيطانية و تآمركم المستمر على العروبة و الإسلام و لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله .. و إن غداً لناظرهِ قريبُ…