أصدر الديوان الملكي السعودي بيانا للتعليق على أحداث الأردن، وأكد وقوف السعودية إلى جانبه، وذلك بعد أقل من ساعة على إصدار الجيش الأردني بيانه الرسمي الأول للتعليق على أنباء اعتقال الأمير حمزة، الأخ غير الشقيق للملك الأردني “عبد الله بن الحسين”.
وكان البيان السعودي هو البيان الأول حول هذه الأحداث، حيث لم تصدر قبله أي تصريحات إقليمية أو دولية، وقد أكد البيان أن المملكة تقف إلى جانب الأردن، وتدعم أمنه واستقراره.
وأثار صدور البيان السعودي بهذه السرعة تساؤلات وتعليقات، بسبب علاقة المملكة بأهم اثنين من المعتقلين على خلفية الأحداث، وهما باسم عوض الله والشريف حسن بن زيد.
وعلى الرغم من أن عدد المعتقلين وصل إلى أكثر من عشرين شخصا، بحسب “واشنطن بوست”، ووفق شهادات سجلت على مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن، إلا أن البيانات الرسمية الأردنية لم تذكر اسم أي من المعتقلين، باستثناء باسم عوض الله وحسن بن زيد، وهو ما أثار شكوكا، بحسب معلقين، حول إمكانية وجود علاقة بين الأحداث، التي وصفها البيان الرسمي الأردني “بالأحداث الأمنية”، وبين السعودية.
من هما باسم عوض الله وحسن بن زيد؟
عمل باسم عوض الله رئيسا للديوان الملكي الأردني سابقا، ثم عينه الملك عبد الله مبعوثا إلى السعودية، قبل أن يقال في العام 2018، ليصبح بعدها مقربا من ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، وأحد القائمين على مشروع مدينة “نيوم”.
وكانت مصادر رسمية أردنية أكدت لموقع الجزيرة نت بعد إقالة باسم عوض الله من منصبه كمبعوث للأردن لدى السعودية، أن الأخير كانت له علاقات قوية مع القصر الملكي السعودي، وأن هذه العلاقات بدأت إبان عهد الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز.
وأضافت المصادر الأردنية، بحسب تقرير سابق للجزيرة نت، أن عوض الله أقام علاقات مع الإمارات أيضا، حيث عُيّن عضوا في مجلس إدارة كلية دبي للإدارة الحكومية عام 2008.
وظهر باسم عوض الله في المؤتمر الاقتصادي الذي عقدته السعودية في أكتوبر 2018، بعد أيام من مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وهو المؤتمر الذي كان يهدف لإطلاق رؤية محمد بن سلمان الاقتصادية، وهو ما يؤكد على دور عوض الله في هذا الملف الرئيسي في سياسات ابن سلمان.
وبعد أشهر من إقالة عوض الله من منصبه ممثلا للأردن في السعودية، ظهر في صلاة العيد في الحرم المكي على يمين ولي العهد السعودي، بحسب صحيفة الأنباط الأردنية.
أما الشريف حسن بن زيد، المعتقل الآخر الرئيسي مع باسم عوض الله، فهو من الأشراف الهاشميين، وهو شقيق النقيب الشريف علي بن زيد الذي قتل في عام 2010، في أثناء مشاركته في مهمات القوات المسلحة الأردنية في أفغانستان.
وبحسب ما تداولته وسائل إعلام محلية، فإن شقيقه الآخر هو عبد الله.
وكان قد عمل مستشارا في مكتب الملك كمسؤول للاتصال الاستراتيجي، قبل أن ينتقل للعمل مع باسم عوض الله في السعودية، الذي عمل فيها الأخير مبعوثا.
وبعد صدور البيان الأردني عن اعتقال عوض الله وحسن بن زيد، نشر مغردون عرب تعليقات تربط بين المملكة والأحداث التي شهدتها الأردن، بسبب علاقة المتهمين الرئيسيين في القضية بولي العهد السعودي، فيما شكك آخرون بأهداف السعودية من التعجل بإصدار بيان التأييد للملك وولي العهد الأردنيين.
وفي تغريدة عبر “تويتر”، قال “آرون ديفد ميلر”، الذي عمل في الخارجية الأمريكية حول الشرق الأوسط لنحو ربع قرن، حتى عام 2003، إن “التوترات والمنافسة السعودية الأردنية ليست مجرد عنوان رئيسي، بل هي خط اتجاه يمتد لعقود عديدة”.
وأضاف: “أي تورط سعودي سيكون متفجرا. من الصعب تصديق ذلك”.