ترقب كبير للشارع الأردني لبيان رسمي منتظر بشأن تفاصيل اعتقال عدد من الشخصيات أمس السبت لـ”دواع أمنية”، من بينها الشريف حسن بن زيد ورئيس الديوان الملكي الأسبق باسم إبراهيم عوض الله وآخرين، في وقت قال فيه الأمير حمزة بن الحسين إنه محتجز في بيته، رغم النفي الرسمي.
وخلال جلسة خاصة لمجلس الأمة الأردني بمناسبة مئوية الدولة الأردنية اليوم الأحد قال رئيس مجلس النواب عبد المنعم العودات إن “بلدنا حسم بالأمس بشكل صارم محاولة المساس بأمننا واستقرارنا”، واستدرك بالقول إن “نظامنا الهاشمي عصي على التآمر والفتن”، وفق تعبيره.
من جهته، قال رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز في الجلسة ذاتها إن الأردن “سيتصدى بحزم لكل يد مرتجفة تسعى للعبث بأمنه”، لافتا إلى أن “الأردن والملك خط أحمر”. وفي تصريح له عقب الجلسة، قال الفايز إن الأردن “مستهدف، وهناك أيد خارجية تحاول زعزعة استقراره”، مؤكدا أنه “لا أحد فوق القانون”.
من جانبه، قال توفيق كريشان نائب رئيس الوزراء الأردني وزير الإدارة المحلية، خلال جلسة مجلس الأمة إن “الأردن لم يشهد يوما تصفية لمعارضة، ولا إلغاء أو إقصاء لمكون سياسي”، مؤكدا أن “الأردنيين استطاعوا عبور كافة الأزمات التي مر بها وطنهم”.
محاولة انقلاب فاشلة
بدورها، قالت صحيفة “الرأي” الأردنية الرسمية اليوم إن المصالح العليا للمملكة وأمنها واستقرارها “خط أحمر لا يسمح لا بتخطيه ولا حتى الاقتراب منه”، مدينة “سعي البعض إلى توهم محاولة انقلابية ومحاولة الزج” بولي العهد السابق الأمير حمزة فيها.
وكتبت الصحيفة في صدر صفحتها الأولى أن “العمل الأمني الذي تواصل خلال أمس هو تعبير عن خط أحمر لا يسمح لا بتخطيه ولا حتى بالاقتراب منه يتعلق بالمصالح العليا للمملكة وأمنها واستقرارها”. وأضافت أن “البعض يسعى إلى توهم محاولة انقلابية في الأردن ويحاولون الزج بالأمير حمزة في أمنياتهم السقيمة”، مشيرة إلى أن “كل ما في الأمر أن بعضا من تحركات الأمير كانت توظف لاستهداف أمن الأردن واستقراره”.
وأوضحت الصحيفة أن “من يقرأ تاريخ الأردن ويعيه جيدا يعرف أن هذه الحالات تتكرر بين وقت وآخر، وأن أي محاولة لزعزعة الأردن أو فصم العرى التي تربط قيادته بشعبه تتحطم دائما على صخرة الإيمان والولاء والانتماء التي تغذت من تجربة 100 عام من عمر الدولة”.
اعتقال شخصيات بارزة
وأعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي أن التحقيقات الأمنية المشتركة أفضت إلى اعتقال عدد من الشخصيات لدواع أمنية. وتم اعتقال الشريف حسن بن زيد ورئيس الديوان الملكي الأسبق باسم إبراهيم عوض الله وآخرين. وأوضح الحنيطي أن التحقيقات مستمرة وسيتم الكشف عن نتائجها، مؤكدا أن كل الإجراءات التي اتُّخذت تمت في إطار القانون، على حد قوله.
ونقل البيان نفي الحنيطي ما نُشر بشأن اعتقال الأمير حمزة بن الحسين ولي العهد الأردني السابق والأخ غير الشقيق للملك عبد الله الثاني. وأضاف البيان أنه طُلب من الأمير حمزة التوقف عن تحركات ونشاطات توظف لاستهداف أمن الأردن واستقراره وفق ما كشفته التحقيقات.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) الأمريكية نقلت عن مسؤولين في القصر الملكي الأردني أن هذه التطورات جاءت على خلفية مؤامرة معقدة وبعيدة المدى ضمت أحد أفراد العائلة المالكة وزعماء قبائل ومسؤولين في أجهزة أمنية. ونفت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) في وقت سابق ما أوردته واشنطن بوست بشأن احتجاز الأمير حمزة، وأوردت الوكالة أن الأمير حمزة بن الحسين ليس موقوفا، وأنه لا يخضع لأي إجراءات تقييدية.
في المقابل، نشر الأمير حمزة بن الحسين تسجيلا مصورا قال فيه إنه محتجز في بيته، وذكر أن رئيس هيئة الأركان المشتركة زاره صباح السبت وحذره من الخروج، مضيفا أنه تم سحب الحرس الشخصي له ولأبنائه. وردا على بيان هيئة الأركان الأردنية، قال الأمير حمزة بن الحسين إن ما جرى يأتي للتغطية والتشتيت عما وصفه بالتراجع الملموس في البلاد، وقال إنه ليس جزءا من أي مؤامرة.