في لقاء مع قناة “سي إن إن” الأمربكية، قال وزير الخارجية السعودي “الأمير” فيصل بن فرحان إنه “لا يعرف ما إن كانت هناك صفقة تطبيع وشيكة بين بلاده وإسرائيل”، وان”تطبيع مكانة إسرائيل داخل منطقة الشرق الأوسط سيحقق فوائد هائلة للمنطقة كلها، وأنه سيكون مفيدا للغاية اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا”.
طبعا ابن فرحان، ربط تطبيع السعودية مع الكيان الاسرائيلي، بقبول هذا الكيان ،بمبادرة “السلام” العربية، التي تُعرف أيضا بـ”المبادرة السعودية”، وهي مقترح اعتمدته جامعة الدول العربية في قمتها التي عقدتها في بيروت عام 2002.
الا ان الكيان الاسرائيلي رفضها جملة وتفصيلا، ولكن الانظمة العربية، هرولت الى التطبيع، من دون انتظار ان يقبل الكيان الاسرائيلي بالمبادرة، وذلك بتحريض وتشجيع وضغط من السعودية صاحبة المبادرة!، كما اعترف بذلك نتنياهو وكوشنير، والتي باتت تتحين الفرص، للتطبيع رسميا مع الكيان الاسرائيلي، رغم ان التطبيع السري بينهما يجري على قدم وساق.
اللافت في كلام وزير الخارجية السعودي، وهو بالمناسبة “امير” من ال سعود، قوله إنه “لا يعرف ما إن كانت هناك صفقة تطبيع وشيكة بين بلاده وإسرائيل”، بمعنى ان هذا الامر قد يقع في اي لحظة، فهو لم يرفض التطبيع اصلا، ولم يستنكره، بل اكتفى بالقول انه يجهل متى يتم التطبيع، وهذا الجهل وان كان مسنغربا، فالرجل من العائلة الملكية، كما انه يتولى منصب رئيس الدبلوماسية السعودية، والذي من المفترض ان يكون عالما بخباياها وخفاياها.
من الواضح ان سبب هذا الجهل هو ان الشخص الذي يمتلك القدرة على اعلان التطبيع مع الكيان الااسرائيلي هو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ومن الواضح جدا ان موعد هذا الاعلان ليس بعيدا، والاوضح من كل ما قلنا، هو ان اعلان التطبيع مرتبط بمدى ثقة ابن سلمان بدعم ادارة بايدن له للوصول الى العرش، فاذ ما اطمأن ان هناك تاييد، فانه لن يتوانى لحظة واحدة في اعلان التطبيع، الذي يعتبر ورقة عبور الى عرش السعودية.
هذه الحقيقة يبدو ان رفاق ابن سلمان في تل ابيب، على علم بها، وآخر من تحدث في هذا الشأن وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين ، الذي توقع في في 17 مارس/آذار الماضي، ان توقّع 3 دول عربية ، من بينها السعودية، على اتفاقات تطبيع جديدة مع كيانه في القريب العاجل.
اللافت اكثر في كلام ابن فرحان، بعد جهله في موعد الاعلان عن التطبيع بين بلاده والكيان الاسرائيلي، هو حديثه عن “فوائد” التطبيع، ويبدو انه على علم ودارية بهذه الفوائد، حيث قال بثقة كبيرة ان “تطبيع مكانة إسرائيل داخل منطقة الشرق الأوسط سيحقق فوائد هائلة للمنطقة كلها، وأنه سيكون مفيدا للغاية اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا”.
الثقة التي تكلم بها وزير خارجية السعودية عن “فوائد التطبيع اقصاديا واجتماعيا وامنيا” ، لم تكن مردها علمه بهذه الفوائد، بل لجهله بها، فليس امام القارىء، لمعرفة صحة وسقم كلام ابن فرحان عن تلك “الفوائد الباهرة”، إلا ان يسأل اي مواطن مصري او اردني، حيث طبع نظام الاول عام 1979 مع الكيان الاسرئيلي، فيما طبع نظام الثاني عام 1994،
فهما سيخبراك بحجم هذه “الفوائد الهائلة”!! الاقتصادية والسياسية والامنية والاجتماعية، التي حصل عليها البلدن من التطبيع، رغم انهما بلدان تربطهما حدود مع فلسطين المحتلة ودخلا في حروب مع الكيان الاسرائيلي، وعلى عكس السعودية والامارات والبحرين والسودان والمغرب، التي هي بعيدة عن فلسطين المحتلة ولم تدخل في اي حرب مع الكيان الاسرائيلي.
اخيرا، هنيئا للسعودية لوجود شخصية مثل ابن فرحان على راس جهازها الدبلوماسي، فهو لا يعرف متى ستطبع بلاده مع الكيان الاسرئيلي ، الا انه يعرف الشيء الكثير عن فوائد هذا التطبيع!!.
العالم