بينما تتعرض له سوريا واليمن الكثيرمن التشابه والاختلاف الوحيد هو ان هناك في سوريا شرعية حقيقية شن عليها حرب تحت ذريعة الثورة والثوار وجمعوا لها كل شذاذ الافاق واوباش الأرض تحت تسميات كثيرة ما انزل الله بها من سلطان – القاعدة، داعش، جبهة النصرة، جيش الإسلام.. الخ – ومن هذه المسميات التي لا علاقة لها بمسمياتها.
وفي اليمن شنت الولايات المتحدة والنظام السعودي وبريطانيا وكيان الاحتلال الإسرائيلي والامارات حرباً عدوانية ظالمة وفاجرة على شعب كل ما أراده استقلال قراره السياسي وحريته وكرامته باسم شرعية مزيفة صنعتها دول العدوان وشرعنتها من الأمم المتحدة ومجلس أمنها.
واذا ما وصلنا في المقارنة فان المشهد الأكثر وضوحاً الى حد التماثل يكون بين ادلب ومأرب و منع الدولة السورية في الأولى من استكمال تحرير ارضها والتي تتوزع ما بين احتلالين الأول من الجار التركي والثاني من زعيمة الإرهاب العالمي أمريكا والاثنين شركاء مع ادواتهم في تدمير سوريا وما يهمنا هنا هو منع تحرير ادلب بحجة النازحين والإنسانية.
ونفس الشيء فيما يخص اليمن وتحديداً مدينة مارب وذات الحجة مع فارق ان البديل للاحتلال التركي هو نظام العدوان السعودي وحجم النازحين ليس بذلك القدر الموجود في ادلب مع الاخذ بالاعتبار المبالغة في الاعداد في كليهما ولكن يبقى المخطط واحد وتوزيع النازحين على مداخل مدينة مارب يفضح مدى اجرام تحالف الدمار والخراب والإرهاب في منطقتنا وهو لا يتوانى عن فعل أي شيء وارتكاب أي جريمة في سبيل تحقيق مآربه التي لن تتحقق.
تركيا لها أطماع في الشمال السوري وتحاول احداث تغيير ثقافي وديموغرافي والنظام السعودي والاماراتي لهما أطماع في شمال شرق اليمن وله أطماع جيوسياسية وفي مناطق الثروات ، ومارب مركز مثلث النفط والغاز ومركز انطلاقة العدوان للاعتداء على المحافظات المجاورة لا سيما في اتجاه الشمال الغربي أي صنعاء والجوف وصعدة وعمران وفي اتجاه تحرير الأراضي اليمنية في الجنوب والشرق من قوى الغزو والاحتلال الأمريكي البريطاني السعودي الاماراتي.
ولطالما كانتا مارب وادلب مناطق تجميع التنظيمات الوهابية التكفيرية الإرهابية الاستخباراتية إضافة الى الحضور التركي الذي وان كان في سوريا اصبح اليوم احتلالي مباشر ففي اليمن تراهن هذه الأدوات على حضورها وقد حضرت وان بأشكال تتغطى بيافطات إنسانية وكان هذا واضح في شبوة وعدن ومارب وفي أماكن أخرى من اليمن.
عموماً كل هؤلاء يتدثرون بجلباب الاخوان المسلمون الذين هم وراء كل الشرور التي احاقت بمنطقتنا وامتنا ليس من 2011م. بل منذ ثلاثة عقود ونيف والعشر السنوات الأخيرة ومنها سبع سنوات في اليمن كلها تحمل نذر نهاية هذه الماسي وبشائر انتصارات اليمن وسوريا وكل امتنا على أمريكا وبريطانيا وكل ادواتهم في المنطقة وحجة النازحين واللاجئين لم تعد ورقة رابحة بأيديهم لكنها القشة التي يحاول الغريق التعلق بها وهذا هو حال أمريكا والنظامين السعودي والاماراتي والتركي.
26سبتمبرنت:احمد الزبيري