تحت العنوان أعلاه، نشرت “أوراسيا دايلي” مقالا حول الواقع الجديد الذي سيفرضه الاتفاق الاستراتيجي بين إيران والصين. وجاء في المقال: يصف المراقبون الغربيون توقيع اتفاقية تعاون مدتها 25 عاما بين إيران الغنية بالنفط والصين الطامحة إلى مكانة القوة العالمية، بأنه يغير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط. تدفع جمهورية الصين الشعبية بـ “مخلب استراتيجي” جديد نحو الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، وفقا لما كتبته بوابة المعلومات والتحليلات الأسترالية The Strategist، في الـ 29 من مارس.
ويستند هذا التطور للعلاقات على المصلحة المشتركة للطرفين في معارضة الولايات المتحدة وحلفائها. تقول The Strategist إن التعاون الأعمق والأوسع بين إيران والصين، لا سيما عند النظر إليه في سياق علاقاتهما الوثيقة مع روسيا وعلاقات هذه الترويكا العدائية مع الولايات المتحدة، يحمل إمكانات قوية لتغيير المشهد الاستراتيجي الإقليمي. كما أن إبرام بكين لأكبر الصفقات مع طهران لا يمكن إلا أن يسبب قلقاً جدياً للدول العربية في الخليج ولإسرائيل والولايات المتحدة.
والآن، بعد سنوات من ما يسمى بسياسة الضغط الأقصى من قبل الولايات المتحدة على إيران، والتي تهدف إلى تدمير الاقتصاد الإيراني وتقويض نظامها السياسي من الداخل، تقوم بكين بإضفاء الطابع الرسمي على استعدادها “لاستثمار” مئات المليارات من الدولارات في هذا الاقتصاد بالذات وبالتالي تتكاتف مع طهران.
إلى جانب علاقات إيران الوثيقة مع روسيا، من المحتمل أن تخلق الصفقة الصينية الإيرانية محوراً قوياً لا يمكن إلا أن يعزز موقف طهران الإقليمي وقدرتها التفاوضية مع إدارة جو بايدن بشأن عودة الولايات المتحدة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة.
وبالنظر إلى أن تركيا تبتعد أيضا عن الولايات المتحدة، وتنجذب نحو إيران والصين، على الرغم من الخلافات بين أنقرة وطهران في سوريا، فإن تحالفات الأمر الواقع الناشئة في هذه المنطقة الحيوية استراتيجيا واقتصاديا من العالم تشكل تحديا أكبر لإدارة بايدن مما كان يُنتظر.