أقدم ما بقي لليمنيين من تراث أجدادهم الأوائل وظلوا محافظين عليه رغم مرور مئات السنين، ويعيد البعض تاريخ الجنبية الى ما قبل ثلاثة آلاف سنة، واستخدمت قديماً للصيد والدفاع عن النفس ثم أصبحت جزء من زينة الرجل، وارتبطت الجنبية باليمنيين منذ سبأ ومعين وحمير ولم يتخلى عنها اليمنيون حتى اللحظة.
أقدم جنبية موجودة حتى الآن هي الاغلى سعراً على الاطلاق ويعود تاريخها الى ما قبل الف عام، كانت بحوزة الامام يحيى وقديماً كانت بحوزة الامام شرف الدين ويبلغ سعرها مليون دولار امريكي، الجنبية رمز وجه الانسان اليمني وتستخدم في حل الخلافات من خلال التحكيم، في عادات القبائل فإن التفريط بالجنبية قد يلحق العار بمن فعل ذلك، وتبرز هوية اليمن وترتبط بالرقصات الشعبية للرجال كالبرع.
معظم اليمنيون يرتدون الجنابي من نجران حتى حضرموت والمهرة والى لحج ويافع والبيضاء وصعدة ومختلف المناطق، عدة أنواع من الجنابي بحسب المناطق فهناك الحاشدي والبكيلي نسبة الى بكيل والصعدي والحضرمي الأسر العريقة تتداول الجنابي جيلاً بعد جيل.
تظل الجـنبية ما يميز اليمن أو بالاصح المنطقة الجنوبية للجزيرة العربية من عسير ونجران الى سلطنة عمان أو ما كان يعرف باليمن التاريخي. والجنبية كسلاح فهي آخر ما يلجأ اليه اليمني للدفاع عن نفسه بعد ان يكون قد استخدم ما بحوزته من أسلحة.
للجنبية حضور كبير في مقاومة الغزاة لاسيما في مراحل تفوق الغزاة على اليمنيين الذين كانوا يلجأون الى الأسلحة البيضاء، وكانت الجـنبية سلاح مرعب بالنسبة للاتراك وهذا ما تحفظه الروايات الشعبية لاسيما خلال القرن التاسع عشر وقد صدرت عدة روايات عن الجنبية ودورها في تلك المرحلة ومما يؤكد ذلك ان حملة عسكرية على منطقة في محافظة اب فشلت بعد ان لجأ ابناء تلك المنطقة الى استخدام الجنابي والهجوم ليلاً على معسكرات الغزاة الاتراك.
26 سبتمبر