أظهر رجل الأعمال أحمد العيسي، تخبطاً واضحاً وتناقضاً غريباً، في المقابلة الصحفية التي أجراها معه، مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية ونشرت على موقعه الإلكتروني الرسمي، وازاح فيها الستار عن أدواره المشبوهة في استغلال نفوذه لضرب خصومه السياسيين ومنافسيه التجاريين في سبيل الوصول الى حلمه المنشود المتمثل بـ”كرسي الرئاسة”.
وبدى العيسي في المقابلة – التي نشرت باللغة الإنجليزية – مهووساً بحلم السلطة ورئاسة اليمن في المرحلة القادمة وبصورة جنونية، حيث سألته الصحفية سيلفيا كاتوري: لنفترض أن هناك عملية انتقاليه بعد عام، أو شيء ما لا قدر الله يحدث لهادي، من هو مرشحك لرئاسة الجمهورية.. هل لي أسم من هو مرشحك للرئاسة؟
وجاء رد العيسي: “حسناً في هذه الحالة، إذا حدث شيء لهادي، فأنا أعتقد أنني الأفضل بين كل الموجودين في الساحة.. بصراحة ، اسمي المقترح هو أحمد العيسي. أرى نفسي مزيجًا من سلطة عبد الله بن حسين الأحمر وشاهر عبد الحق وعلي عبد الله صالح”.
وهاجم العيسي في المقابلة بصورة واضحة ومباشرة العديد من البيوت التجارية، موجها اليها جملة من الاتهامات التي روج لها في وقت سابق ناشطون محسوبون عليه، وأماط اللثام عن الدور الحقيقي الذي يلعبه في مهاجمتها واستهداف الرأس المال الوطني المعروف وفي مقدمتها مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه وإخوان ثابت والمقبلي وشركة شهاب وبنك الكريمي وبنك التضامن وتاجر القمح فاهم وغيرها من المنشآت الاقتصادية. وتشويه سمعتها التجارية والنيل من كل منافسيه من رجال الاعمال لغرض الإطاحة بهم واستغلال نفوذه في الدولة للإضرار بهم، خدمة لمشاريعه التجارية الخاصة.
كما كشف عن أسباب خلافه مع رئيس الحكومة معين عبدالملك والإمارات العربية المتحدة واتهم الأخيرة بأنها مُصرة على قتله، حسب قوله، غير أنه عاد واعترف في ذات المقابلة، بأن معظم استثماراته تتواجد في الامارات ولم تمس بأي أذى، كما أن لديه مكتب هناك، وهو ما يؤكد حالة التخبط غير المسبوقة التي يعيشها الرجل.
وبدا العيسي في المقابلة، مرتكبا ومتناقضا في العديد من المحاور التي تضمنها اللقاء، خصوصا في إطار حديثه بين الجمع بين السياسة والتجارة، ففي الحين الذي أدعى أن خلافه مع رئيس الوزراء معين عبدالملك ليس باعتباره رئيسا للوزراء ولكن لكونه يجمع بين السياسة والتجارة، حد زعمه، لكن العيسي عاد ونفى أن يكون هناك قانون يمنع الجمع بين السياسة والتجارة وأنه لا يوجد أي تعارض بين كونه موظفا حكوميا بصفة نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية وبين كونه تاجر نفط حتى ولو أشرف على صفقات النفط بنفسه.
وقال العيسي “المشكلة ليست في التاجر ولكن في المسؤول الذي هو تاجر أيضًا”.
وكشف العيسي عن تعامله المباشر مع الحوثيين قائلا” التعامل مع الحوثيين ليس ممنوعا”، وغازل العيسي الحوثيين مباشرة، مشيرا الى سياق حديثه الى أنهم يمارسون الأعمال ويتعاملون أفضل من شرعية الفنادق والتحالف وأنهم أوفياء بوعودهم .. وقال ” هل تعلم أنه عندما يعمل شخص ما مع الحوثيين، فإن هذا الأخير يفي بوعده ويدفع لهم؟ إذا كنت لا تعارض الحوثيين في السياسة ، فأنت تعيش مثل الأمير” ، حسب زعمه.