نشرت صحيفة اليمن في عددها الخاص الصادر اليوم بصنعاء قصة اعتداء الرئيس الأسبق الخائن علي عبدالله صالح على أحد شباب انصار الله في دار الرئاسة بصنعاء بعد أن استدعى صالح عدد من شباب أنصار الله الذين كانوا معتقلين في سجون السلطة.
في العام 2002م كانت سلطة الخائن علي عبدالله صالح قد وجهت بإعتقال من كانوا يسمون أنفسهم وقتها بـ “المكبرين” وهم العشرات من الشباب المتأثر بما كان يطرحه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي في محاضراته وما يقدمه من مشروع قام في بدايته على نشر تلك المحاضرات واتخاذ مواقف معادية للتحركات الأمريكية ضد الشعوب العربية والإسلامية كالحرب على أفغانستان والتحضير للحرب على العراق إضافة الى التهديدات التي كانت تطلقها إدارة بوش ضمن توظيفها المتعمد لأحداث 11سبتمبر من أجل فرض الهيمنه على البلدان.
وقتها أعلن الشهيد المؤسس عن الصرخة وبدأ الجيل الأول في ترديدها ثم سرعان ما أصبحت تردد في المساجد عقب صلاة الجمعة وبظهور المكبرين انتقلت الصرخة من صعدة الى صنعاء حيث خاض الشباب او ما عرف بالمكبرين مغامرة غير مسبوقة من خلال انتقالهم الى صنعاء فقط من أجل ترديد الصرخة في الجامع الكبير عقب صلاة الجمعة.
سياسات سلطة الخائن عفاش وقتها كانت متفقة تماماً مع التوجهات الأمريكية ويمكن لمن يشكك في هذا العودة الى ما كان في ذلك العام والاعوام التي تلت أحداث سبتمبر وغزو أفغانستان ومن ثم غزو العراق وفي تلك المرحلة كانت السلطة قد وافقت على تواجد عسكري أمريكي في اليمن.
المكبرون صرخوا بالشعار في صنعاء بالتزامن مع تمدد مشروع الشهيد المؤسس وهو ما دفع السلطة الى اتخاذ إجراءات قمعية ضد هذا المشروع لاسيما منذ تلك اللحظة التي بدأ فيها الشعار ينتشر ويردد كصرخة مدوية ترفض التوجهات الامريكية ضد الامة الإسلامية.
جرى اعتقال العشرات من المكبرين والزج بهم في السجون بتوجيه من الخائن عفاش وظلوا لسنوات خلف القضبان يعانون الأمرين جراء سياسات التعذيب النفسي والجسدي التي أتبعتها السلطات من خلال أجهزتها الأمنية وبعلم من رأس السلطة في تلك الفترة.
وبمرور الأشهر والسنوات واندلاع الحرب الأولى جرى اعتقال ايضاً العشرات بل المئات من أنصار الله والزج بهم في السجون ولكل قصة وحكاية تمتد منذ أن قرر المكبرون اطلاق الصرخة في صنعاء حتى الحرب السادسة
وخلال هذه الفترة هناك قصص وأحداث لم تكشف من قبل رغم أن أبطالها استمروا في نضالهم وجهادهم حتى أختارهم الله شهداء في معارك الدفاع عن البلد والشعب , أحد أولئك الأبطال الذين تعرضوا للاعتقال أثناء الحروب مع عدد من الشباب وكانوا في مراحل التأسيس والانطلاقة من المكبرين حتى أصبحوا في سجون السلطة بينما كان آخرون يصمدون في الميدان أمام محاولات السلطة القضاء على المشروع من خلال الحروب الست.
قرر الخائن علي عبدالله صالح أن يدفع بعلماء ومرشدين الى السجون من أجل اقناع الشباب بضرورة تغيير قناعاتهم من مشروع الشهيد القائد حسين الحوثي وبالفعل تم تشكيل اللجان وبدأت تنفذ توجيهات الرئيس حينها من خلال محاضرات مكثفة ولقاءات منفردة وجماعية ودراسة نفسيه وما إلى ذلك بل ومحاولات اغراء وكان كل ذلك بعد أن شعرت السلطة بأن تغيير قناعات مثل هؤلاء من خلال التعذيب النفسي والجسدي لن ينجح وصار لابد من تجريب الخيارات الأخرى.
في سجون ما كان يعرف بالأمن السياسي بصنعاء كان هناك العشرات من أنصار الله يصبرون على كل أذى ويتحملون كل ما يطالهم من تعذيب واعتداء وكانوا لا يترددون في اطلاق الصرخة في سجون السلطة ذاتها الأمر الذي أصاب القائمين على تلك السجون بالحيرة فقد جربت كل الخيارات وكان صالح يتواصل بقيادات تلك الأجهزة ليسأل عن مصير التحقيقات ومراحل التعذيب وهل توصلوا الى أي نتيجة كانت الإجابة لا ثم تواصل صالح وبعد أن كانت لجان الحوار والاقناع قد أخذت وقتاً في محاولة تغيير قناعات المحتجزين ليسأل عن النتيجة فكانت النتيجة لا أيضاً.
هنا قرر صالح أن يأتوا اليه بعدد من الشباب ومع محاولة بعض المسؤولين إثنائه عن ذلك إلا أنه أصر على أن يأتوا اليه بأبرز من كانوا في سجون السلطة من أنصار الله
كان صالح يشعر بالحرج جراء عدم قدرة سلطته رغم ما أنفقته من مال وما دفعت به من سلاح وجيش للقضاء على المشروع وهنا بدأ صالح يتنازل عن بعض شروطه لكنه أصر على أن شرطه الوحيد الذي لا يمكن ان يتنازل عنه هو التوقف عن ترديد الصرخة.
وقبل ظهر يوم مشمس في العاصمة صنعاء كان صالح بمزاج نفسي سيء فلم يستقر بالجلوس في قاعة من قاعات دار الرئاسة والغى بعض اللقاءات التي كان فريقه قد رتب لها وقرر الخروج الى ساحات القصر او ما يعرف بدار الرئاسة وسأل عن الشباب أو من كان يسميهم بالحوثيين ثم جرى الاتصال بما كان يعرف بالأمن السياسي فكان الرد انهم في الطريق وبالفعل وصل المتمردون كما أطلقت عليهم السلطة معصوبي الاعين وبحراسة مشددة وبعد إجراءات أمنية تم وضعوا في مكان مفتوح تحت اشعة الشمس وكان حولهم ما يزيد عليهم من مسلحين من الحماية الشخصية لصالح إضافة الى ضباط من الجهة التي كانوا فيها.
حضر صالح ووقف أمام شباب قيدت أيديهم الى الخلف ومن الصعوبة عليهم الحركة .. الأمر الوحيد الذي كانوا يستطيعون فعله هو أن ينظروا الى صالح أو يتحدثوا بما أرادوا وهنا كانت المفاجأة أو الطامة الكبرى بالنسبة لصالح وفريقه فبعد أن شاهد الشباب صالح أمامهم بنفسه وكان بإمكانهم أن يطلقوا الكلمات ها هم يصرخون بالصرخة أمام صالح نفسه.
دُهش الجميع من هذا الموقف .. كيف لشباب يقفون أمام رئيس أو قائد بيده مصيرهم فبدلاً من أن يسارعوا الى طلب الرحمة والمغفرة والافراج عنهم ها هم يصرخون في وجهه ماذا يحدث؟
وقبل أن يكملوا الصرخة غضب الخائن صالح بشدة وصاح بألفاظ بذيئة لا يصح قولها هنا … وما إن سمع الضباط والجنود ذلك حتى بداوا يثبتون حجم غضبهم لغضب الخائن عفاش فأشبعوا الشباب من المعتقلين ضرباً ركلاً ودهساً ثم توقف الجميع.
بدأ الخائن صالح يتحدث بعد أن أحضر له كرسي ليجلس عليه وكان يرتدي نظارة سوداء وقد خلع عنه المعطف مع ربطة العنق وما إن تحدث حاول ان يتمالك نفسه فأخذ نفساً عميقاً وبدأ يقول للشباب انا مستعد أفرج عنكم اليوم وأعطي كل واحد منكم مبلغاً من المال ليؤسس حياته لكن عليكم ان تتوقفوا عن هذه الصرخة .. كان الجميع يستمع بانتباه لحديث صالح وعروضة المغرية وبعد ان أنهى حديثه ساد الصمت حتى سأل بنفسه هاه ما قلتو؟ مطالباً بالرد على عرضه لكن الجميع صمت ..
شعر الخائن صالح أنهم قد يوافقون اذا قدم عرضاً إضافياً يتضمن تقديم وظائف لهم فتحدث بذلك وبدأ يشير الى أن هذا الشعار أو الصرخة لا فائدة منه وقد يضر وأثناء حديثه وبشكل مفاجئ قال أحد الشباب المعتقل مخاطباً صالح على شكل نصيحه يقدمها له وهذه النصيحة تتحدث عن أهمية الشعار كموقف وسلاح ..
استمع الخائن صالح بغضب لذلك وما إن وصل الشاب الى مطالبة صالح بأن يصرخ حتى جن جنونه فأشار بيده الى هذا الشاب وقال أئتوني به وسرعان ما قام جنديان بسحب الشاب وأيديه مقيده الى الخلف
فأقتربوا به من الخائن صالح ثم أقتربوا أكثر فوضعوا الشاب أمام صالح أو بالأصح بين قدميه حيث كان مكتف الايدي جاثماً على ركبتيه وما إن وصلوا به الى ذلك المكان حتى تطايرت عيون صالح شرراً فخلع نظارته ليمسكها أحد أفراد الحراسة ويتفرغ صالح لضرب وركل هذا الشاب المقيد ثم يدوس عليه بأقدامه
وما إن توقف الخائن صالح عن اعتدائه على هذا الشاب المقيد حتى استدعا كل ما حفظته ذاكرته من ألفاظ بذيئة وسوقية فبدأ يشتم ويسب بكل أنواع السب والشتم ويوجهها للشباب وقصة السب والشتم لدى صالح يعرفها كل من عمل معه أو احتك به بل كان يستخدم أقذر الألفاظ وأشنعها وبما يعبر عن أخلاقه التي ظلت مخفية عن الشعب لكنها كانت واضحة لمن هم حوله.
كان ذنب الشاب أنه أراد تقديم نصيحة لصالح حتى لا يخشى التهديدات الامريكية وأراد كذلك من واقع ثقافته أن يقدم لصالح حلاً في التعامل مع الاطماع والتدخلات فحاول إقناعه بأن الصرخة حلاً وليست مشكلة لأن المشكلة عندما يرى اليك أعدائك أنك لست مستعد لمواجهتهم أنك ترفض حتى مجرد التعبير عن موقفك ولو بالكلام فقد يتورعوا عن تنفيذ مخططهم عندما يدركوا ان هذا الشعب سيرفضهم وما على صالح إلا أن يكون جزء من شعبه وان يقود مسيرته الى الخلاص من الهيمنة الخارجية
كان مثل هذا الحديث لا يروق للـ الخائن صالح لأنه صناعة الخارج واداته.
هذا الشاب الشجاع استشهد في معارك الدفاع عن البلد والشعب فيما قتل صالح في مواجهات وهو يؤدي دور الخيانة والعمالة لصالح أعداء البلد وأعداء الشعب.