المشهد اليمني الأول/
عشية انعقاد مفاوضات الكويت انخفضت الآمال بتحقيق انفراجه سياسية ووقف للعدوان السعودي على اليمن, في ظل استمرار الخروقات المتعددة لوقف إطلاق النار المعلن منذ العاشر من أبريل الحالي، بما في ذلك تواصل غارات الطيران السعودي الأمريكي وتحليقه في المدن اليمنية.
العاصمة صنعاء شهدت حراكاً سياسياً نشطاً جمع المؤتمر الشعبي وأنصار الله، مكونا وفد التفاوض اليمني إلى مفاوضات الكويت المزمعة في الثامن عشر من أبريل الحالي، بموازاة لقاء موسع ضم القوى الوطنية الموقعة على اتفاق السلم والشراكة، باستثناء حزب الإصلاح الخائن والذي تتواجد قيادته في عاصمة العدوان الرياض.
وأكدت القوى الوطنية الموقعة على اتفاق السلم والشراكة الوطنية في اجتماعها أمس أن الطرف الآخر يتعمد عرقلة تثبيت وقف إطلاق النار، ويمنع حتى الآن من إرسال كل الشخصيات التي اختارتها ضمن قوام اللجان المحلية لتثبيت وقف إطلاق النار في عدد من المحافظات، بل تعمد استهدافها عسكرياً وبالغارات الجوية كما حصل قبل يومين للجنة محافظة الجوف حيث استهدفت بغارتين جويتين.
من جانبهم طالب مكونا التفاوض الوطني المجتمع الدولي وفي المقدمة مجلس الأمن بإعلان موقف واضح يدين عدم التزام دول العدوان ومرتزقته لوقف إطلاق النار وعرقلة خطوات إحلال السلام, مؤكدين بأن استمرار العدوان والخروقات وعدم دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ إلى حد الآن والتصعيد يؤثر على أي مفاوضات قادمة.
ولعل الموقف الأبرز والأقوى في هذا السياق جاء على لسان الناطق باسم أنصار الله ورئيس الوفد التفاوضي محمد عبدالسلام في الثالث عشر من أبريل، تعليقاً على زحف كبير نفذه المرتزقة في فرضة نهم، أشار فيه الى أن استمرار خروقات وقف إطلاق النار بهذا الشكل الكبير يؤكد عدمية مسار أي حوار سياسي في ظل استمرار العدوان .
وقال ”التحشيدات قائمة والزحوفات مستمرة خاصة في جبهة مأرب، فإن ذلك يؤكد ألا فرق بين ما كان عليه الحال قبل (إعلان الاثنين)”.
ومنذ إعلان وقف إطلاق النار الإثنين 10 أبريل، لم يلمس الشارع اليمني أي فارق بين حال العدوان ووقف إطلاق النار، وباستثناء تأكيد الجيش واللجان التزامهم وقف إطلاق النار إلا في حال الدفاع عن النفس، واستمرت وسائل الإعلام اليمنية في إيراد أخبار الاشتباكات على الجبهات، وغارات الطيران المعادي على المناطق اليمنية وتشييع الشهداء.
والشاهد في هذه المواقف هو استحالة تحقيق انفراجه سياسية من خلال مفاوضات الكويت في ظل استمرار إطلاق النار، وانعدام الجدية من قبل الطرف السعودي في الحرب التي كان البادئ بشنها.
كما أن السؤال القائم حالياً هل ستمتنع القوى الوطنية عن الذهاب إلى الكويت في ظل استمرار وقف إطلاق النار, وبقاء مبعوث الأمين العام الى الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ خارج نطاق التغطية تجاه خروقات وقف إطلاق النار في إحاطته أمام مجلس الأمن, لعدم اغضاب الرياض، أم أننا أمام جنيف ثلاثة بمسمى الكويت.