يقال ان وزارة الدفاع السعودية المعتدية على اليمن توعدت لقناة العربية السعودية بتوجيه “ضربات موجعة” إلى الجيش اليمني واللجان الشعبية التي كثفت بشكل ملموس هجماتها على المملكة بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية وزوارق مفخخة، في وقت اعلنت فيه الولايات المتحدة، ان الهجمات على السعودية غير مقبولة وخطيرة.
ان تعهد السعودية المعتدية على جارها الجنوبي اليمن، مساء امس الاثنين لقناة العربية السعودية بتوجيه “ضربات موجعة” إلى القوات اليمنية واللجان الشعبية ردا على هجماتها الأخيرة على المملكة، ليس اكثر من مزايدة اعلامية مسنودة اميركيا في وقت اعلنت فيه الولايات المتحدة، ان هجمات اليمن الدفاعية على السعودية غير مقبولة وخطيرة وكأن العدوان السعواميركي وتحالف العدوان الاعرابي على اليمن كان نزهة على شواطئ البحر الاحمر وزعوا خلالها الورود والرياحين على الشعب اليمني الذي دمروا بناه التحتية وحاصروه من جهاته الاربع لوأده وارجاعه الى بيت الطاعة الأمريكي.
فقد تسبب العدوان السعوأمريكي على اليمن حتى الان ومنذ مارس 2015 حيث اعلن ابن سلمان حربه العدوانية على اليمن ضمن ما اسماهها بـ”عاصفة الحزم” التي حزمته وآلته العسكرية ومنشآته النفطية الحيوية الاستراتيجية، بمئات آلاف الشهداء والجرحى ودمار شامل في البنية التحتية وانهيار النظام الإقتصادي والصحي وشلل تم في المرافق الحيوية وانتشار مريع للامراض والأوبئة بمختلف اشكالها وأنواعها وفي مختلف المناطق اليمنية.
المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية والتحالف العدواني تركي المالكي، أعلن في حديث له لقناة “العربية” مساء امس الاثنين، إن بلاده تعاملت مع الهجمات التي استهدفتها بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية وزوارق مفخخة بطريقة “فريدة في التاريخ العسكري”، زاعما انه يتحدث من منطق القوة وزاوية مشرقة في “حفظ الأمن والاستقرار للمملكة وحماية مواطنيها مقدراتها والمقيمين على أراضيها”،
بادعائه بان مملكته التي لم توفر سلاحا محرما دوليا الا واستخدمته في عدوانها على اليمن ولم توفر فرصة في ضرب المدنيين ومدارسهم واعراسهم وبيوتهم وشوارعهم واحتفالاتهم الا وتوسلت بالالة الجهنمية التي وفرها لها الغرب لضرب المدنيين اليمنيين، زعم ان مملكته ملتزمة بقواعد القانون الدولي في عملياتها ولديها صبر “تكتيكي واستراتيجي”، وتعد بضربات موجعة ضد الجيش اليمني واللجان الشعبية.
صبر السعودية “التكتيكي”.. “الاستراتيجي”!
الاعلان السعودي عن صبرها “التكتيكي” جاء اثر اعلان الجيش اليمني واللجان الشعبية الأحد، عن تنفيذ “عملية هجومية واسعة ومشتركة في العمق السعودي” انطلاقا من اليمن بـ14 طائرة مسيرة و8 صواريخ باليستية، ويذكرنا هذا الصبر التكتكيكي بالانسحابات التكتيكية التي كان يتبجح بها من سبق المملكة باشواط في سجل الهزائم العسكرية النكراء، انها اساليب اعلامية فاشلة رخيصة تحاول من خلالها طمأنة الشارع واستدرار عطفه بعد توالي الهزائم التي اصبح المعتدي يتجرعها يوما بعد اخر وهو المبتدئ بالعدوان والتطاول على اليمن السعيد بأهله والبادئ اظلم.
من المعيب ان تتبجح ايها السعودي بضربات موعودة مستقبلية (بالمشمش) ومواقعك العسكرية ومنشآتك الحيوية الاستراتيجية اصبحت منخلا للبالستيات والمسيرات والزوارق المفخخة لا تلوي على شيء بعد ان كنت انت البادئ في العدوان قبل 6 سنوات على بلد هو جار لك كل ذنبه انه اراد التحرر من قبضة المتسلطين الدوليين وجيران السوء المنفذين لكل الاوامر الخارجية التي تاتيهم مسلفنة حاضرة لتمرير اجندة مشبوهة تصب في جيب وريع ناهبي الثروات الذين لازالوا حتى اليوم ينهبون ثروات وخيرات ونفط الدول المعتدية على اليمن.
السعودية الفاشلة عسكريا لم تستوعب حتى الان القدرة النوعية للقوات اليمنية على تطوير قدراتها التسليحية بظروف قاسية لا يحسدها احد عليها وبامكانات قليلة شحيحة رغم تكالب الحرب الكونية عليها باسلحة فتاكة مستوردة خصيصا حتى من الكيان الاسرائيلي لتدمير هذا البلد الصامد الابي المصمم على اخذ حقوقه كاملة بتحرير ارضه وسمائه من مخالب المعتدين الاقلليميين والدوليين، بل انها (السعودية) لم تكتف بما سببته من دمار وخسائر مادية وبشرية في ارواح ابناء اليمن بل سارعت ايضا للبكاء وذرف الدموع والتشكي والتواقح في مفوضة حقوق الإنسان، حيث بعث مندوبها الدائم في الأمم المتحدة، “عبدالعزيز الواصل”، رسالة للمفوضة السامية لحقوق الإنسان، تضمنت آخر التطورات المتعلقة بالهجمات الدفاعية للجيش اليمني واللجان الشعبية.
مزاعم امريكية واهية
من جملة ما ساقته الولايات المتحدة الاميركية الداعم الرئيس للعوان السعودي على اليمن في تنديدها بالهجمات اليمنية الاخيرة قولها ان الهجمات الأخيرة على السعودية تعرض المدنيين للخطر، وانصار الله واللجان الشعبية احرص من غيرهم على تنفيذ الهجمات التي تستهدف المنشآت الحيوية والقواعد العسكرية السعودية التي تستخدم في اطار العدوان الممنهج ومنذ 6 سنوات على هذا البلد الرافض للعبودية والذل والتبعية.
المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس شدد خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الاثنين، على ان انصار الله يتوجب عليهم وقف هذه الهجمات الدفاعية التي أسماها بـ”الاعتداءات” وإظهار استعدادهم للانخراط في عملية سياسية والبدء بالتفاوض لتحقيق السلام في اليمن، ما يشير الى مدى تدهور الوضع العسكري والاقتصادي ووالسياسي الذي تمر به السعودية اليوم بعد مرور 6 سنوات فقط على فتلها عضلاتها امام الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب وابنته ايفانكا تلك الزيارة التي الهبت مشاعر ابن سلمان ليشمر عن ساعديه متوعدا بارجاع اليمن الى بيت الطاعة الاميركي.
لماذا الصراخ السعوامريكي وذرف دموع التماسيح على مأرب؟
الحديث عن التطورات في اليمن يجرنا بصورة سلسة الى الحديث عن جبهة مأرب الملتهبة والتي باتت قاب قوسين او ادنى من تحريرها هي ايضا من مخالب العدوان والاطماع الاقليمية والدولية الاستحواذية، وذلك ما دفع بالسعودية للاستنجاد بالمنظمات الدولية علها تنقذها من وضعها المتراخي اليوم ومأرب آيلة الى التحرر من قبضة المحتل السعودي والاماراتي وانفلاتها من قبضة الاميركي والى الابد كما هو حال الاراضي اليمنية التي حررتها بالامس القوات اليمنية واللجان الشعبية.
لجبهة مأرب وضع خاص بها حيث تم تاسيسها وايجادها من قبل تحالف العدوان السعودي الصهيوأميركي لغاية عسكرية بحتة للتركيز على اجتياح العاصمة اليمنية صنعاء ولتكون منطلقا لكل العمليات والهجمات العسكرية والإرهابية التي استمرت طوال الفترة الماضية تحت شعار “قادمون يا صنعاء” واستهدفت عمليا كل المحيط بما في ذلك قانية وصولاً إلى البيضاء وصرواح وبدبدة ومجزر والجوف ونهم وصولاً إلى مشارف صنعاء.
أن جبهة مأرب واحدة من أكبر الجبهات الرئيسة في الحرب العدوانية على اليمن وقد بقيت على مدى السنوات الماضية وماتزال مسرحا للقوات الأجنبية المحتلة ووعاء تحتشد فيه كل القوى والتنظيمات الظلامية من القاعدة و”داعش” ويأوي إليها كل المسلحين الفارين من الجبهات والمعارك الأخرى، ومن هنا فان تحريرها يعد ضربة قاتلة لكل الجهود التي بذلها ابن سلمان ومن خلفه اميركا الكيان الاسرائيلي على مدى السنوات الست الماضية.
ذلك ما اشارت اليه وزارة الخارجية اليمنية السبت الماضي في بيان لها ردت من خلاله على مضامين التصريحات الأممية والدولية وغيرها من المواقف السياسية والإعلامية المتداولة والمتكررة بخصوص جبهة مأرب، مؤكدة ان إن التعاطي مع جبهة مأرب وكأنها وليدة اللحظة أو توجيه الخطاب إلى صنعاء وكأن صنعاء هي من دشنت أحداثها الدامية هو لا شك أسلوب مضلل وغير واقعي وغير موضوعي، وتهيب الوزارة بالتوقف عن هذا الأسلوب غير المفهوم خاصة حينما يكون صادرا عن جهات مهتمة أو تدعي الاهتمام بموضوع السلام في اليمن”.
تصدع حاميات مأرب
ونحن في طور اعداد هذا المقال وردت انباء من اليمن تؤكد ان حاميات مدينة مأرب بدأت تتساقط الواحدة تلوَ الأخرى، اثر ضربات الجيش اليمني واللجان الشعبية، في الجهتين الغربية والشمالية الغربية للمدينة، فمن محيط مدينة الأسداس، مركز مديرية رغوان، إلى وادي نخلا، مروراً بمواقع في محيط الطلعة الحمراء شرقي صرواح، انتزعت قوات صنعاء عددا من القرى، وتمكنت من بسط سيطرتها على مواقع عسكرية متعددة في خلال الساعات الـ24 الماضية، وذلك ما يعكس مستوى القدرات العسكرية للجيش واللجان الشعبية اللذين تمكنا من تخطي العوائق الجغرافية، ليحققا نجاحات في جبهات صحراوية مكشوفة أمام طائرات تحالف العدوان السعوإماراتي في جبهة رغوان وفي جبهة العلم، شمالي المحافظة.