عودٌ على بدء انتصارات متتالية يحققها انصار الله والجيش واللّجان الشعبيّة في جبهة مأرب اليمنيّة، التي باتت محط الانظار في الآونة الأخيرة بعد إحتدام المعارك بين الطرفين،فالكل يترقب تعاقب الأحداث في الجبهة نظرا لما لها من تداعيات سياسية.
إن اسقاط جبهة مأرب له اهميّة استراتيجية كبيرة بتحويل مسار الحرب لصالح أنصار الله فهي تعتبر آخر معاقل النظام الحالي المنتهية ولايته لتبدد أحلام السعوديّة وحزب الإصلاح الإخواني وتدفن عند إسقاط مأرب التي تبعد عن العاصمة صنعاء حوالي 137 كلم، وانهيار خط الدفاع الأول عن مدينتي “جيزان” و”شرورة “
وهذا ما ساهم بتوسيع نفوذ أنصار الله الى الحدود المشتركة بين اليمن والسعودية كاملةً، تحولات سياسيّة جذرية تدور في ساحة المعركة خاصة بعدما انتقلت المواجهات الى الضفة الشرقية لسد مأرب وهذا ما يضيق الخناق على القوات الموالية لحكومة هادي المدعومة من السعودية والتحالف الدولي.
دارت معارك طاحنة بين الطرفين ،اسفر عنها سقوط مناطق واسعة بيد قوات الجيش واللّجان الشعبيّة التي كانت تسيطر عليها القوات الموالية للحكومة الحاليّة بعد أن باءت محاولاتها بالفشل من استعادة ما خسرته ،إضافة الى إحكام سيطرتها على عدّة جبهات بشكل متتالي وعلى جميع منافذ مأرب،
ناهيك عن إمتلاكها قوة صاروخيّة لتدخل الحرب مرحلة جديدة من مراحل توازن الردع بعد استهداف صاروخي ضرب العمق السعودي على عدّة أهداف في العاصمة وتنفيذ عمليات عسكريّة في “آبها” و”خميس مشيط ” بواسطة طائرات مسيّرة محليّة الصنع.
إن انتصار مأرب سيؤدي الى تحرير المناطق النفطية بالكامل التي تشغلها السعوديّة وميليشياتها، وعلى إثر ذلك سيصاب قوات هادي بتخبطات في صفوفها بعد أن مُنِّيَ سابقا بخسائر فادحة على مختلف الجبهات إضافة الى خسارتها لعدد كبير من قياداتها العسكريّة العليا في المواجهات التي دارت بين الطرفين.
باتت ملامح الحرب محددة وواضحة والانتصار المحتوم يلوح في الافق ،أحداث متسارعة ستحسم المعركة اليمنية في القريب العاجل لصالح الجيش واللّجان الشعبية ، ولهذا الانتصار تداعيات سياسية كبيرة على المنطقة بأكملها وتغير جذري على الساحة اليمنيّة الداخليّة.
______
نجوى مظلوم – كاتبة لبنانية