خرج الشعبُ منتفِضاً ومفوِّضاً قائدَ الثورة بعملية ردعِ العدوان والرد المناسِب على حصاره الخانق، فكان السيدُ القائدُ عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- هو القائدُ العظيمُ والمعروفُ بعلاقته العظيمة بشعبه الذي يبادله الحُبَّ والولاءَ، إنها علاقةُ المسئولية بالجهاد وعلاقةُ المنهج بالقرآن هي التي تربطُ بين قيادةٍ عظيمةٍ بشعب عظيم.
إنه السيدُ القائد رجلُ القول والفعل الذي يشمخُ بموقفِ شعبه وبصموده وشجاعته وثباته، ويفتخرُ بهم في كُـلِّ خطاب ومحاضرة وفي كُـلّ كلمة ولقاء، بل ويعتبر خدمتَهم أعظمَ قُربةٍ يتقرَّبُ بها إلى الله.
لقد لبَّى قائدُنا العظيمُ مطلبَ شعبه، وكان الرد قوياً وسريعاً ومزلزلاً، رَدٌّ بحجم الشعب وبحجم خروجه المشرِّف، رَدٌّ يحملُ رسالةً عميقةً مفادُها (فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ).
إنها رسالةٌ لقوى العدوان لينتهوا ويكفوا عدوانَهم عن شعبٍ فوَّضَ قيادتَه تفويضاً كاملاً في اتِّخاذ كُـلّ الخطوات اللازمة لمواجهة عدوانهم وحصارهم.
وهنا بدأت عملية الرد في عمق العدوّ كخطوة أولية ضمن استراتيجية النفَس الطويل في مواجهة صريحةٍ لطالما حذر متحدثُ القوات المسلحة قوى العدوان أنها ستطالهم اليدُ الطولى للقوة الصاروخية والطيران المسيَّر ولكنهم تجاهلوا تلك التهديدات فكانت عملية الرد مؤلماً لهم، وكانت الضربة عليهم مؤثرةً لحدٍّ جعَلَهم يفقدون السيطرةَ بارتباكٍ عجيبٍ، عجزوا عن امتصاص أثر الضربة عليهم إعلاميًّا وسياسيًّا وعسكريًّا وميدانيًّا، واختلطت أوراقُهم وتناثرت آمالُهم هم ومن خلفهم من الأمريكيين والإسرائيليين والبريطانيّين.
وهنا ثمة تساؤل: هل تتفهمُ قوى العدوان قدراتِ الشعب اليمني وتراجع حساباتها؟ وهل ستتراجع عن قراراتها وعنادها وتجنح للسلم؟
أم ستستمر في عدوانها ومغامراتها لتجني الهزيمة والخُسران وتتحمل تبعات حماقتها وعواقب عدوانها وحصارها وما قد يلحق بمطاراتها وموانئها؟
عملية توازن الردع الخامسة أتت ضمن توسيع دائرة الرد لتؤسس لمرحلةٍ جديدةٍ تزامُناً مع عمليات الجيش واللجان الشعبيّة الذين يخوضون معركةَ التحرّر لطرد المحتلّ من كُـلّ شبر في أرضنا وبحارنا.
شعبُنا ماضٍ في معركتِه التحرّرية بعزمٍ وإرادَةٍ وبلا تراجعَ مهما كلّفه ذلك من ثمن.
كتفاً بكتف مع قيادته الثورية التي بدأت بتنفيذ خطواتها الاستراتيجية لإرغام العدوّ على رفع حصاره ضمن معادلة مطار بمطار وميناء بميناء كما في المَثَل: (العينُ بالعين والبادئ أظلم).
_____
مصطفى العنسي