لقد كان خطاباً هادئاً وحكيماً رغم المتغيرات الفضيعة!! رغم منعطف المتغيرات المهمة التي حدثت في الأشهر الأخيرة بعد اخر خطاب له.
فلم يلتفت البتّة الى قرار الامبراطورية التي تحكم العالم بأسره سوى باشاره عامه دون ذكرها حتى!!
وكأن كل ذلك الضجيج الذي أحدثه العالم بسبب القرار الأمريكي بإدراجه وأنصاره تحت قائمة الإرهاب، وبإضفاء العقوبات المترتبة على ذلك لاتعنيه شي!!
لم يكن تجاهله له، استكبارا او استعلائا او تفاخرا، بل لإنها أشياء طبيعيه ومسلَمة في منهجه الذي يعتنقه، المنهج الإلهي الوحيد، والمعتنق من قِبل كل مسلم.
وكان قد اعلن عن ذلك التصعيد مرات لاتحصى، وبينّها لأنصاره وأتباعه في عدة خطابات ومحاضرات، وكررها لهم حتى أصبحت بمنهجهم من الأشياء الطبيعية التي تواجهها كل حركة تعادي الباطل، ومن المسلَمات في هذه الحياة.
فلم يرد ان يضيع اي من وقته في تلك المسلمات، فليست جديدة او غريبة، او حتى مهمة حتى يشير اليها.
لم يلتفت آيضا الى الضجيج الذي احدثه العالم، بشأن معركة تحرير مأرب، التي أحدثها البرلمان الأوروبي، والأمم المتحدة، والولايات المتحدة، وبريطانيا وغيرهم من تصاريح وقرارات واتهامات وتوعدات الى اخر الأمر.
كما لم يلتفت الى احاطة مجلس الأمن الأخيرة المستفزة والمستنفرة عن الخوف الشديد من تحرير مأرب، وعن الإتهامات الكثيفة التي وجهت له ولأنصاره عن عرقلتهم وافشالهم للسلام.
والأهم في الأمر انه لم يلتفت في خطابه الى ذكر الإنتصارات الكبيرة، التي يحصدها الجيش واللجان الشعبية بخوضهم معارك كبرى في مأرب اليوم، والتي تمثل كونها انتصارات منعطفة للحرب العدوانية التي تخاض منذ اكثر من 5 اعوام.
وحينما نقول منعطفة، فنحن نعني بكلامنا ان معركة تحرير مأرب، حدث استراتيجي عسكري سياسي اقتصادي هام، يغيّر مجريات المعركة التي يخوضها الشعب اليمني بصورة كبيرة، والتي تكون كارثية على الطرف الآخر.
لم يعتلي او يفتخر او يتعالى او يتكبر او يتغنى بانتصارات مأرب، لقد كان أسلوبه حكيما وهادئا، إيمانيا وقيراً ومهتماً بتأهيل أنصاره لمتطلبات الهوية الإيمانية المطلوبة لمواجهة المرحلة دون التأثر بها.
لقد كان أسلوبه أكبر من أن يحلل.
يحيى البدري