في أقل من شهر صدر قرار تهمة الإرهاب في حق اليمنيين وسقط، بين إدارتين أمريكيتين.. ماذا يعني ذلك ؟ هل تغير الأمريكان بين غشية وضحاها، أمريكا هي أمريكا لم تتغير ولن تتغيرـ تأخذ الأمور وفقًا لمعيار مصالحها وتحالفاتها.
حيث أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة رفعت “أنصار الله” من قائمة الإرهاب بصورة رسمية، اعتبارا من يوم 16 فبراير.
وجاء في بيان صدر عن إدارة مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة: “اليوم 16 فبراير، تسحب وزارة الخارجية قرار إدراج “أنصار الله” في قائمة الإرهاب “.
وأوضح البيان أن” أنصار الله ” لم تعد معرضة للقيود التي كانت مفروضة عليها بموجب القواعد الخاصة بمواجهة الإرهاب والمنظمات الإرهابية الأجنبية. مضيفاً إن المواطنين الأمريكيين لا يحتاجون من الآن فصاعدا إلى إذن من إدارة مراقبة الأصول الأجنبية لإجراء التعاملات مع “أنصار الله”.
أمريكا قبل صدور القرار وما بعده لن تتخلى عن السعودية وبقية مشيخات الخليج.. هناك في السعودية وبقية الدول الخليجية الحصالة المالية لأمريكا.. السوق الخليجية مفتوحة لمنتجات الشركات والمؤسسات الأمريكية وجيوش تلك الممالك والمشيخات أسلحتها من أمريكا.. طبعًا السلاح في منطقة الخليج للزينة فقط، إذ لا توجد جيوش هناك بالمعنى الاحترافي للجيوش قادرة للدفاع واستخدام السلاح وإلا ماذا يعني ما صرح به الرئيس الأمريكي السابق ترامب من أن أمريكا هي من توفر الحماية والأمن للنظام الملكي السعودية وبقية دول الخليج.
شيء محير ومخجل أن تكون هناك دولاً تنتمي للعروبة والإسلام وتمتلك الثروات المهولة بما يمكنها من بناء دول قوية وعصرية ومستقلة وذات سيادة بهذه الهشاشة والضعف وتنفق الأموال في أمور لا تمت بصلة للبناء والتنمية والتحديث ومواكبة عصر الثورة المعلوماتية الجبارة.
أمريكا ليست غبية تعمل ألف حساب للأنظمة الوطنية المستقلة وتتعامل معها باحترام، لأنها أنظمة لا تساوم على مصالح شعبها وتتخذ قراراتها وفقًا لمصالحها.. أمريكا كانت ومازالت وستظل هي من تقود الحرب على اليمن، الحرب بشقيها العسكري والاقتصادي هي من تزود السعودية والإمارات بأحدث منتجات الأسلحة لتدمير اليمن وهي من تقدم لهم المعلومات الاستخباراتية والدعم اللوجستي وهي من توجه الضربات وتوفر المعلومات لذلك وهي من تفرض الحصار الاقتصادي على البلاد وما يخلفه ذلك من مآسي إنسانية إلى درجة المجاعة وهي من توعز بمنع سفن المشتقات النفطية من الدخول إلى ميناء الحديدة، وما يخلفه ذلك من مآسي كبيرة على كل شيء في البلاد.
أمريكا كدولة استعمارية لا تتعامل مع الإنسانية ومبادئها وقيمها السامية، هي دولة برجماتية، مصالحها فوق القيم والمبادئ والأخلاقيات وفي سبيل الوصول إلى مصالحها تدوس على كل شيء وتتجاوز كل شيء.
تاريخها أسود ومخجل ومخز في العديد من بلدان العالم، جرائمها في العصر الحديث في أفغانستان ودول البلقان وأمريكا اللاتينية ومنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا شاهدة على إجرامية هذه الدولة..
هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا يمكن الوثوق بها أو مصادقتها أو الدخول معها في أي تحالف أياً كان نوعه.. العالم كله وقف ضد قرار الرئيس الأمريكي السابق ترامب تصنيف حركة أنصار الله منظمة إرهابية؛ لأنهم جميعا كانوا يعرفون بأنه قرار مدفوع الأجر من إدارة على وشك مغادرة البيت الأبيض.