لا شك أن الثورات الاجتماعية الحقيقية هي تلك التي خرجت ضد القهر والظلم، وبفعل السخط على الأنظمة المستبدة والظالمة، وهي حق أصيل لكافة الشعوب المقهورة والمسلوبة.
الثّورة، في الأساس، هي النّضال من أجل فكر إصلاحي، والسعي إلى ترسيخ هذا الفكر وتنفيذه على أرض الواقع، بما يتلاءم مع مصالح الشعوب وتطلعاتها في التحرر من الاستبداد وفساد الطبقة المهيمنة المعطلة لمقدرات الشعوب وأحلامها في الاستقلال والانعتاق من التبعية المذلة لأرباب السوق الرأسمالي الإمبريالي والصهيوني.
لكن في نهاية العقدين الأخيرين من القرن الماضي بدأت الإمبريالية والصهيونية العالمية بالبحث عن طريقة لتدمير الدول والشعوب المعادية لها فتوصلت إلى فكرة تخريب هذه البلدان بتثوير شعوبها وصناعة ثورات مصطنعة يتم دعمها من قبلهم.
ومع بداية القرن الحادي والعشرين انتقلت صناعة الثورات إلى مرحلة جديدة وأصبحت تدار عبر مراكز متخصصة لصناعتها وبدعم من الإمبريالية والصهيونية العالمية، وصار يطلق على هذه المؤامرات اسم «الثورات الملونة»، وقد شملت عدداً من البلدان، خصوصاً المعادية للإمبريالية والصهيونية العالمية.
فما هي قصة هذه المؤامرات التي يطلق عليها «الثورات الملونة»؟
وسيلة لفرض الوصاية الأجنبية
مصطلح «الثورات الملونة» هو مصطلح يطلق على الاحتجاجات والحركات المطلبية أو العصيان المدني في بعض الدول، ويستخدم المشاركون عادة في هذه الاحتجاجات أعلاماً أو رايات بلون معين رافعين شعارات الحرية.
وفي نظرة سريعة على أبرز الثورات التي شهدها القرن الحادي والعشرون، نرى أنه كان للدول الشيوعية (جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقاً) نصيب وافر منها. ولا يَخفى على أحد أن هذه الدول مناوئة للغرب بخاصة الولايات المتحدة الأمريكية.
ففي جورجيا مثلاً كانت الثورة «الوردية» عام 2003، وفي أوكرانيا كانت الثورات «البرتقالية» عام 2004، وفي قيرغيزيا عام 2005 كانت ثورة «التوليب» أو «الخزامى».
وفي العام نفسه انتقلت تلك الحراكات إلى لبنان، عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، فكان أن طالب قسم من اللبنانيين بانسحاب الجيش العربي السوري، وخرجت المظاهرات إلى الشارع تحت عنوان «ثورة الأرز».
وتحركت المعارضة في ميانمار عام 2007 تحت مسمّى «ثورات الزعفران». أما في التيبت فقد اندلعت أعمال شغب عام 2008 وسُمّيت «الثورة القرمزية»، فيما انتقل الأمر لاحقا كالعدوى إلى الشارع العربي، والتي بدأت من تونس عام 2010، في ثورة سماها البعض «ثورات الياسمين»، لتنتقل لاحقا إلى مصر وسوريا وليبيا واليمن في ما اصطلح على تسميته مجازاً «الربيع العربي» الذي كان يصب في مجمله لصالح الفوضى التي عمّت المنطقة، ومكنت من التدخل الأجنبي.
فهل كل هذه التحركات وقعت صدفةً في أقل من عقدٍ من الزمن، أم أن هناك من حركها؟ وإلى أي مدى استفاد الغرب منها؟
دور استخباراتي أمريكي وصهيوني في تصميم الثورات
في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي بدأت الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية العالمية وأجهزة استخباراتهما، بالتفكير عن طريق مفكريها ومراكز أبحاثها بالبحث عن طريقة لتدمير الدول والشعوب المعادية لها فوصلت إلى فكرة تخريب هذه البلدان بتثوير شعوبها وصناعة ثورات مصطنعة يتم دعمها من قبلهم،
فإما أن تؤدي إلى إسقاط النظام والدولة المعادية لهم أو تكون هذه الثورة المصطنعة الأداة والمطية للتدخل العسكري وضرب وتفتيت البلد، وهذا ما حدث في القرن الماضي في رومانيا ويوغسلافيا.
ففي رومانيا وتحديداً في العام 1989 كانت هناك دولة قوية يحكمها رئيس قوي اسمه نيكولا تشاوشسكو وكان هذا الرئيس معادياً لأمريكا وللغرب بشكل عام، ويسير ببلده بشكل جيد، فقام الأمريكيون والأوروبيون والصهاينة بتأليب الشعب عليه ثم قاموا بشراء البعض من قادة الجيش،
والنتيجة كانت أن قام قادة الجيش بإلقاء القبض على تشاوشسكو وقتله هو وزوجته بشكل وحشي، وهذا ما حاولوا تكراره في يوغسلافيا في تسعينيات القرن الماضي، وعندما فشلوا في تحريض الشعب ضد حكومته قاموا باللعب على أسلوب النعرات الدينية والإثنية فقاموا بتحريض البوسنيين للانفصال عن يوغسلافيا،
وعندما قام الجيش اليوغسلافي بمحاولته لمنع الانفصال وإعادة وحدة البلاد نشبت حرب دموية كبيرة وعمليات تطهير عرقي، عندها قام حلف الناتو بالتدخل عسكريا في يوغسلافيا وقام بتدمير هذا البلد وتجزئته كليا فأدى إلى تقسيم يوغسلافيا إلى 6 دول (كرواتيا وسلوفينيا والبوسنة والهرسك وصربيا ومنتنيجرو والجبل الأسود).
مراكز ممولة لصناعة الفوضى والشغب عبر الثورات الملونة
ومع بداية القرن الحادي والعشرون انتقلت صناعة الثورات إلى مرحلة جديدة متطورة وأصبح لها مراكز لصناعتها ومن أشهر هذه المراكز «مركز ألبرت أنيشتاين» الذي أسسه المفكر الصهيوني جين شارب. وأصبح يطلق على هذه المؤامرات اسم «الثورات الملونة»،
ولقد أثبت استخدام وبرمجة تلك الثورات، فعالية عالية أطلق عليها «القوة الناعمة الأمريكية في تغيير الأنظمة»، وقد تجلى ذلك في الثورات الملونة في كل من صربيا وجورجيا وأوكرانيا، وخلال ما سمي «الربيع العربي»، الذي انخرطت فيه وبرمجته المنظمات الممولة من أمريكا والصهيونية العالمية.
ففي مطلع التسعينيات أرسلت المخابرات الأمريكية عددا من الأساتذة والمستشارين الذين عملوا مع الجيش الأمريكي لتوجيه وتعليم وتدريس من يفترض أنهم ثوار، أساليب إسقاط الحكومات من خلال ما سمي اللاعنف والمقاومة السلبيّة وأسلحة سيكولوجية واجتماعية واقتصادية أخرى،
وكانت صربيا التي كان يحكمها سلوبودان ميلوسيفيتش، بمثابة الساحة الأولى التي طبقت عليها هذه التعاليم بنجاح تام، فقد ابتعثت المخابرات الأمريكية إليها الصهيوني روبرت هارفي، أستاذ في جامعة هارفارد، والذي كان يعمل في بودابست، لتنسيق الثورات في أوروبا الشرقيّة، ومن ثم سافر إلى بلغراد سراً والتقى زعيم المتمردين.
لم يكن ذلك الزّعيم سوى سرخا بوبوفيتش الذي وجد في الطبعة الصربية من دليل «الثورات الملونة» التي جلبها هارفي مع ملايين الدولارات من المخابرات الأمريكية، ضالته المنشودة، ومن هناك تم وضع استراتيجية متكاملة وخطة متدرجة، نفذتها بحذافيرها حركة أطلقت على نفسها اسم «أوتبور» (تعني مقاومة باللغة الصربيّة)،
والتي أسهمت بدور بارز في إسقاط النّظام بالفعل عام 2000، بعدما نجحت «أوتبور» في شق القوى الأمنية عبر الضغوط الاجتماعية واللاعنفية من استخدام السخرية كسلاح، وتوجيه الغضب مركزاً نحو شخصية «الطاغية»، وعزل التلاميذ الذين يعمل آباؤهم في الجيش والشرطة، وطرق الأواني في وقت إذاعة نشرة الأخبار الرئيسية على التلفزيون الحكومي،
ودفع الأطفال والعجائز والمتقاعدين العسكريين إلى مقدمة التظاهرات في الميادين العامة، وإغلاق الطرقات لخلق أزمات سير خانقة، وتوزيع الورود على الجنود، إلى اقتحام مبان عالية الرمزية وإسقاط التماثيل مع توفير نقل مباشر لمحطات التلفزيون العالمية المعروفة أمثال «سي. إن. إن»، و«بي. بي. سي»، و«فرانس 24»، و«سكاي» و«الجزيرة» عربيّة وإنكليزية.
قصة «القبضة السوداء»
بدأت القصة في أحد أيام الخريف عام 1998 في مقهى وسط بلغراد، حيث اجتمع عدد من الشباب الذين شاركوا في مظاهرات 1996 و1997، وأرادوا من خلال ذلك تأسيس منظمة «أوتبور» لإسقاط الرئيس الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش.
رسم أحدهم، وهو نِناد بيتروفيتش دودا قبضة مرفوعة باللون الأسود على ورقة، لكي ينال إعجاب فتاة.
هذه القبضة ظهرت في صباح أحد الأيام في شهر تشرين ثاني (نوفمبر) على أحد الجدران في وسط المدينة، يصاحبها شعارات ضد النظام مخطوطة على الجدار. كما زينت القبضة المرفوعة الصفحة الأولى للجريدة اليومية «دنِفني تلغراف».
«أصبحت أوتبور قوة سياسية جديدة. أما نحن فسرعان ما أصبحنا من خلال المحاكمة مشهورين» قال سردا بوبوفيتش، الذي كان يدرس في ذلك الوقت في قسم الأحياء البحرية ويمارس الموسيقى. كان يحلم أن يصبح نجما من نجوم البوب، قبل أن يتجه إلى السياسة. في البداية كان عددهم يقرب من 30 طالبا، وبعد سنة لوَّح الآلاف في جميع أنحاء البلاد برمز «أوتبور». «لقد أسسنا بسرعة في الجامعات بُنية تحتية. وبينما كانت أحزاب المعارضة تتصارع في ما بينها، كانت الشبيبة تتوجه إلينا».
تنامى جيل «أوتبور» في فترة يوغسلافيا سابقا وحرب الإخوة وعزلة صربيا الدولية. لم يكن لذلك الجيل خطة سياسية وكانوا يحلمون فقط بحياة طبيعية. «شاهدنا في التلفاز كيف يعيش الشباب في باريس ولندن في حين كانت الدَّكاكين عندنا فارغة. لقد ناضلنا من أجل بقائنا»، هذا ما قاله بردراج لجيك عضو الحلقة المؤسسة لـ»أوتبور». «لم نكن نناضل من أجل قضية معينة، بل ضد شخص»، هذا ما قاله الناطق السابق باسم أوتبور، إيفان ماروفيتش الذي يعيش الآن في كينيا.
وفي 2003 أسس بوبوفيتش مع العضو القديم في أوتبور سلوبودان دينوفيتش، مركزا للحركات والاستراتيجيات السلمية تحت مسمى «كنفاس». كانت مهمة المكتب تدريب وتعليم النشطاء حول ما تسمى المقاومة السلمية، في السنوات اللاحقة تمكنوا من تدريب نشطاء في ما يقرب من 50 بلدا من بينها جورجيا وأوكرانيا وروسيا البيضاء وألبانيا وروسيا وقرغيزيستان ولبنان ومصر، كما كانت على القائمة كل من فيتنام وزيمبابوي وسوريا والصومال وأوروبا الغربية وأذربيجان وبابوا غينيا وفنزويلا وإيران.
وكانت أغلب الحلقات التدريبية تقام في البلدان المجاورة للبلد المعني بتثوير شعبه. وكان مدربو «كنفاس» يقدمون دروسا في استراتيجيات تغيير أنظمة الحكم بوسائل سلمية. وعبر خطة وتقنية (تكتيك) كيف يمكن تنظيم المقاطعات السياسية، الاقتصادية أو الاجتماعية، أي شعار وأي موسيقى يمكن استعمالهما؟
وتبنى الطريقة على 4 مراحل: تحليل الحالة، وضع مخط للعملية (ما الذي يجب عمله؟)، بعدها التنفيذ (كيف تكسب المرء ومن يأخذ ذلك على عاتقه ومتى، كيف، لماذا وأية مهمة؟)، وأخيرا الجوانب التقنية (التجهيز بالمواد المطلوبة، التنسيق والاتصالات). بعد هذا يقومون بتحديد أهم المناطق التي يعتمد عليها وخصوصيتها بالنسبة للشرطة والجيش والإدارة والإعلام. إنهم يعطون دروسا في التقنيات (التكتيكات) وكيف يمكن للمرء تحريك الناس للعصيان، كل ذلك كان يُقدم بأمثلة عملية دائما.
ولكي نفهم دور الولايات المتحدة في دعم نشاطات مركز «كنفاس» وتأثير مجموعاته الصغيرة في هذا العدد الكبير من البلدان، علينا أن نعود إلى نهاية عقد التسعينيات. فقد ورد في تقرير خاص لمعهد الولايات المتحدة للسلام بتاريخ 14 نيسان/ أبريل 1999 ما نصه «أن على حكومة الولايات المتحدة أن تدعم العمل من أجل الديموقراطية في جمهورية يوغسلافيا الاتحادية بقوة، وأن تقر في ميزانية هذا العام بدلا عن مبلغ 18 مليون دولار (الحالي) مبلغ 35 مليون دولار.
بهذا المبلغ يمكن تمويل رحلات مدربي الطلبة إلى البلدان الأخرى، وبذلك ستكون البرامج الدراسية والتدريبات العملية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية مدعومة أيضا». وقد زُين هذا التقرير بتصميم على شكل قبضة سوداء.
استراتيجيات من صربيا لـ«الربيع العربي»
لقد أثار تغيير الحكومات في وسط وشرق أوروبا الاهتمام بشكل كبير في العالم العربي والإسلامي وكذلك في أمريكا الجنوبية، وسرعان ما تم نقل تلك التجارب إلى الوطن العربي،
فكانت البداية عام 2009 عندما ذهب مجموعة من الشباب والناشطين المصريين من حركة شباب 6 أبريل وكذلك من الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) إلى بلغراد، في ورش عمل ممولة من منظمات أمريكية لغرض التعرف على الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعدهم في إسقاط الرئيس الذي يبدو غير قابل للزعزعة، حسني مبارك.
كانت ورش العمل تلك تقام في باليس زي (Palic-See) قرب الحدود الهنغارية. وقد أسسوا في ما بعد 50 ورشة عمل في 15 مدينة مصرية، حسب تقرير بوبوفيج (Popovic). كان يتم تأهيلهم لغرض العصيان المدني والنضال السلمي وكيف يمكن مهاجمة الأسس التي يستند عليها النظام، وهذا ما أكده طارق الخولي، عضو حركة 6 أبريل، الذي قام بتنظيم المظاهرات في يناير 2011 بالقاهرة.
وأسهمت شبكات التواصل الاجتماعي في نشر تلك الفوضى من خلال وضع قائمة للمؤسسات العامة التي يجب السيطرة عليها، منها محطة الإذاعة والتلفزيون ومراكز الشرطة والقصر الرئاسي، وكذلك توجيهات حول التعامل مع قوى الأمن.
وطُلب من المتظاهرين حمل الورود وترديد شعارات مشجعة واحتضان الجنود والتحدث مع الشرطة لإقناعهم بالانضمام إلى الثورة.
سوريا كانت الهدف الرئيسي
كان الوطن العربي ودول محور المقاومة محط أنظار وأطماع الصهيونية في تقسيم المقسم وتفتيت المفتت، وإقامة دويلات صغيرة متناحرة في ما بينها على أساس ديني وطائفي مما يفسح المجال لدولة الكيان الصهيوني أن تكون الدولة الكبرى وسيدة المنطقة، وهذا ما يتطابق تماما مع ما قاله أمين عام المنظمة الصهيونية العالمية أوديد ينون الذي نشر عام 1982 في مجلة «كيفونيم»، ما يسمى «استراتيجية إسرائيل للعقود القادمة»،
وتنص هذه الوثيقة على تخريب الدول العربية عن طريق الصراعات الدينية والفكرية بواسطة الخونة من الدول العربية، وهذا ما فعلوه وطبقوه تماما في أحداث ما يسمى زورا «الربيع العربي»، وما يؤكد هذا الكلام رعاية فيلسوف الخراب والدمار الصهيوني بيرنارد هنري ليفي لهذا المشروع وتنصيبه كعراب لما تسمى أحداث «الربيع العربي».
ففي بداية تنفيذ مشروع الدمار العربي قاموا بالتمويه واللعب على استغلال ورقة غضب الشارع الساخط من الفساد المتفشي والمحسوبية والتوريث والفقر وارتفاع نسب البطالة، وعندما رأت أمريكا أن عملاءها في كل من تونس (زين العابدين بن علي) ومصر (حسني مبارك) قد احترقت كروتهم وأصبحوا عالة عليها، اتجهت لاستبدالهم بآخرين وهم «الإخوان المسلمون».
وكلنا نتذكر الخطاب الشهير لباراك أوباما عام 2009 في جامعة القاهرة عندما حث على التغيير، وحيا الإسلاميين، وكانت هذه إشارة واضحة على دعم أمريكا لهم، فوصل بعد هذه الإطاحة بكل من رئيسي تونس ومصر الإخوان المسلمون للحكم في تونس عن طريق حركة النهضة الإخواني، ووصلوا للحكم في مصر عندما أصبح محمد مرسي رئيسا لمصر،
وهذا كله كان يجري للتمهيد لضرب أكبر دولة مقاومة للكيان الصهيوني وللغطرسة الأمريكية، وهي الجمهورية العربية السورية التي وقفت في وجه كل المشاريع الأمريكية والصهيونية، ودعمت كل حركات المقاومة من فلسطين إلى لبنان، ووجهت أكبر صفعة للكيان الصهيوني في حرب تموز 2006 عندما انتصر حزب الله بدعم سوريا على الكيان الصهيوني. وعندما قال السيد حسن نصر الله: لولا سوريا والرئيس بشار الأسد لما انتصرنا في الحرب.
ولما عجزوا عن استهداف سوريا التي كانت تسير آنذاك بخطى ثابتة نحو الاستقرار والازدهار الداخلي والخارجي، قام الحلف الصهيوني الأمريكي بمساعدة عملائهم في الأنظمة الخليجية العميلة والنظام التركي في مارس/ آذار 2011 بمحاولة صناعة فوضى جديدة مما سمي «الثورات الملونة» تحت اسم «الربيع العربي»، فعملوا عن طريق الإعلام الخليجي الصهيوني على كافة أنواع التحريض ضد الدولة السورية وضد شخص الرئيس الدكتور بشار الأسد.
وعندما فشلوا في إخراج مظاهرات كبيرة كما حدث في مصر وتونس في تلك الثورات نظرا للشعبية الكبيرة التي يتمتع بها الرئيس بشار الأسد، انتقلوا مباشرة بعدها إلى المرحلة التالية، وهي مرحلة السلاح، فقاموا بإرسال كل المجرمين التكفيريين والإرهابيين في العالم إلى سوريا في حرب عالمية حقيقية شاركت بها أكثر من 80 دولة بقيادة الكيان الصهيوني على الدولة والشعب والجيش العربي السوري.
وبالرغم من قساوة هذه الحرب العالمية الإرهابية والمجازر الوحشية التي ارتكبها هؤلاء الإرهابيون في سوريا، إلا أن الجيش العربي السوري وحلفاءه الأبطال في محور المقاومة تصدوا لهذه المؤامرة تصديا أسطوريا أذهل الصديق قبل العدو، وكانوا بمثابة الصخرة التي تكسرت عليها كل المؤامرات الملونة بالصبغة الصهيونية الأمريكية، والتي كانت تستهدف المنطقة والأمة العربية ومشروعها المقاوم تحديداً، وهذا ما لم يتأت لها.