بعد تقدُّمهم الكبير في أطراف مدينة مــأرب، ونجاحههم أوّل من أمس في التوصّل إلى اتفاقات مع مشائخ قبليين قضت بتحييد جبهتَين من جبهات غرب المدينة وجنوب غربها، تَمكّن ابطال الجيش واللجان الشعبية، أمس، من السيطرة على معسكر دهشة في منطقة كوفل الغربية، ومنطقة حمة عامر أقصى شرق مديرية صرواح.
بالتوازي مع ذلك، وتنفيذاً لاتفاق أُبرم مع قبائل بني ضبيان، انسحب الجيش واللجان الشعبية من منطقة شعب جميلة جنوبي صرواح، مقابل التزام القبائل بعدم السماح للطرف الآخر بدخولها.
وفيما تصاعدت المعركة في منطقة الكسارة غربي مــأرب، وفي أطراف صرواح، استطاع الجيش واللجان الشعبية التقدُّم في تباب الراء وخطّ الأنبوب النفطي.
وفي منطقة الزور الواقعة بمحاذاة الطلعة الحمراء في بوابة مــأرب الجنوبية، توقّفت المواجهات جرّاء توصُّل الجيش واللجان إلى اتفاق مع شيخ المنطقة، عبد الله محمد طعيمان، قضى بتجنيب «الزور» وضواحيها المعارك.
وقالت مصادر قبلية، لـ “مواقع اخبارية”، إن طعيمان التزم بإخراج ومنع أيّ تجمّع لمليشيات هادي حول المنطقة، مقابل عدم دخول الجيش واللجان الشعبية، واستخدام الخطّ الاسفلتي.
الإصلاح يستعين بعناصر القاعدة وداعش
بعد عزوف الكثير من قبائل مــأرب عن القتال في صفوف قوّات الفار هادي وهروب العشرات من قيادات «الإصلاح» المدنية والعسكرية من المدينة في اتجاه المحافظات الجنوبية، استعانت السلطات المحلية الموالية لحزب الاصلاح بعناصر من «القاعدة» تمّ حشدهم من محافظتَي شبوة وحضرموت خلال الأيام القليلة الماضية، لينضمّوا إلى عناصر التنظيم الموجودين في عدد من مناطق صرواح ووادي عبيدة بغطاء وتمويل سعوديَّين.
السعودية تقود نشاطاً دبلوماسياً كبيراً لوقف التقدّم في مــأرب
في ظلّ تصاعد المحاولات الغربية لوقف مسار معركة الحسم في مأرب، يواصل الجيش واللجان الشعبية تقدُّمهم من أكثر من محور في محيط المدينة، وسط انهيارات متلاحقة في صفوف مليشيا هادي والاصلاح.
وفي هذا الوقت، قادت السعودية ووزارة الخارجية في حكومة المرتزقة نشاطاً دبلوماسياً كبيراً، من أجل التسويق لكون ما يحدث في مأرب ردّاً على الجهود الدولية الرامية إلى إحلال السلام في اليمن.
وهو ما نفاه نائب وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء، حسين العزي، الذي ذكّر بأن معركة مــأرب معركة مفتوحة، وليست جديدة حتى يتمّ تصويرها كأنها جبهة مفتعلة.
وقال العزي، في سلسلة تغريدات على حسابه في «تويتر»، إن «كلّ الاتهامات التي يسوقها العدوان ومرتزقته (لنا) بأننا مَن يرغب في إطالة الحرب، محض تضليل»، متّهماً حكومة المرتزقة بـ»العمل على التشويش على جهود السلام، وإحباط أيّ توجّهات حقيقية لإنهاء العدوان».
ولفت مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة الانقاذ إلى أن خصوم الحركة «أشعلوا فتيل التصعيد منذ ظهور التوجّهات الدولية الداعمة للسلام، ومع ذلك أظهرت صنعاء مستويات عالية من ضبط النفس، إلا أنهم ضاعفوا اعتداءاتهم بشكل ممنهج، وعلى نحو مستفزّ، سواء على الصعيد العسكري، أو بمواصلة احتجاز سفن المشتقات النفطية وتضييق الحصار على الشعب».
كما ذكّر بأن ما يجري في مأرب جاء بعد «إقدام ميليشيات الإصلاح على اختطاف عدد من النساء، وهو فعل مستفزّ وخادش لقيم الشعب اليمني بكل مكوّناته»، معتبراً التصعيد «ردّ فعل طبيعياً على تلك الجرائم والانتهاكات».
ودعا العزي إلى «اتخاذ قرارات شجاعة من الجانبين (صنعاء والرياض) بالوقف الفوري للحصار والغارات الجوية والصاروخية، لينطلق على إثر ذلك قطار المفاوضات (…) نحو السلام الشامل والمستدام».
من جانبه، رأى الناطق الرسمي لأنصار الله، رئيس والوفد الوطني محمد عبدالسلام، أن «المواقف الداعية إلى وقف الحرب ورفع الحصار وحظر بيع الأسلحة لدول العدوان وإنهاء الوجود الأجنبي من اليمن مواقف إيجابية وداعمة للحلّ السياسي في البلاد»، إلا أن صنعاء تطالب بوقف فوري وكامل للعدوان والحصار قبل الدخول في أيّ مفاوضات.
ووفقاً لمصادر سياسية، فإن هناك بالفعل تحرّكاً إقليمياً ودولياً كبيراً لتحقيق هذا المطلب، لكن تلك التحرّكات لا تزال في بداياتها.