كشفت صحيفة إسرائيلية شهيرة، تفاصيل دقيقة من عملية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، العام الماضي، والتي تمت باحترافية عالية في إيران. وقالت صحيفة “ذا جويش كرونيكل“، إن العالم النووي الإيراني الذي اغتيل في نوفمبر/تشرين الثاني قرب طهران. قُتل بواسطة سلاح جرى تهريبه إلى إيران بواسطة جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد).
وأوضحت الصحيفة، أن الجهاز هُرب إلى إيران بعد تفكيكه إلى عدة أجزاء، وذلك وفق مصادر إخبارية تحدثت للصحيفة وأشارت إلى أن مجموعة تضم أكثر من 20 عميلا بينهم مواطنون إسرائيليون وإيرانيون نصبت كمينا للعالم محسن فخري زادة. بعد مراقبته على مدى ثمانية أشهر.
وحسب الصحيفة، فإن السلاح الذي اغتيل به فخري زادة كان ثقيلا جدا، ومصمما حسب الطلب، وهو عبارة عن مدفع آلي وزنه طن تم تهريبه عبر الحدود الإيرانية على أجزاء، وأن الموساد قام بتركيب السلاح الآلي على عربة نقل صغيرة “بيك أب”. وأكدت أن “السلاح كان يتحكم فيه عن بعد عملاء على الأرض في أثناء مراقبة الهدف. كما أنه احتوى على قنبلة دمرت الأدلة بعد عملية القتل”.
عملية إسرائيلية بمباركة أمريكية
وكشفت الصحيفة، أن الهجوم نفذته إسرائيل بمفردها دون تدخل أمريكي؛ لكنها كشفت أن المسؤولين الأمريكيين تلقوا إخطاراً مسبقاً بالأمر”. ويقول تقرير الصحيفة إن “إيران قدرت سراً أن الأمر سيستغرق ست سنوات قبل توفر بديلاً للعالم محسن فخري زادة يعمل بكامل طاقته”.
وشدد التقرير، على أن وفاة زادة أطالت أمد الفترة الزمنية التي تحتاجها إيران لصنع قنبلة من نحو ثلاثة أشهر ونصف الشهر إلى عامين. وكانت وسائل إعلام إيرانية ذكرت أن فخري زادة (59 عاما) توفي في المستشفى بعد أن أطلق مسلحون النار عليه في سيارته.
وبعد وقت قصير من وفاته وجهت إيران أصابع الاتهام إلى “إسرائيل”، وكتب وزير الخارجية محمد جواد ظريف على تويتر. يقول “دلائل جدية على وجود دور إسرائيلي”؛ وأحجمت إسرائيل عن التعليق في نوفمبر/تشرين الثاني. ورد متحدث باسم حكومة العدو الإسرائيلي، على التقرير الأخير بالقول “نحن لا نعلق قط على مثل هذه الأمور. لم يحدث تغيير في موقفنا”. وفقا لرويترز.
وكان الغرب يشتبه منذ وقت طويل بأن فخري زادة هو العقل المدبر لبرنامج سري لصنع قنبلة نووية، بحسب الصحيفة, ووصفته أجهزة المخابرات الغربية والإسرائيلية لسنوات بأنه المسؤول الغامض عن برنامج سري للقنبلة الذرية أوقف عام 2003. وتتهم “اسرائيل” والولايات المتحدة طهران بمحاولة استعادته. وتنفي إيران على الدوام سعيها لتحويل الطاقة النووية إلى عسكرية.
مفاجأة إيرانية
وقبل عدة أيام، قال وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي، إن أحد أفراد القوات المسلحة في بلاده ضالع في اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده. الذي وقع قبل أكثر من شهرين. وأضاف علوي، أن الاستخبارات وقبل شهرين من اغتيال فخري زاده زودت القوات المسلحة بمعلومات بشأن احتمالية وقوع عملية اغتيال في المنطقة نفسها. مبينا أنه رغم ذلك لم تُتخذ التدابير اللازمة.
وأوضح أن الاستخبارات كانت على علم بمكان العملية قبل وقوعها بـ5 أيام، إلا أنها لم تتمكن من إحباطها لكون من أعدها أحد أفراد القوات المسلحة مشيراً إلى أن الاستخبارات الإيرانية لم تنجح في تحديد توقيت الاغتيال. وأضاف أنه بسبب عدم السماح لوزارته بإجراء عمل استخباراتي داخل القوات المسلحة “طلبنا من القوات المسلحة تعيين ممثل لتحري. إمكانية القيام بعملية ضد فخري زاده، لكن الاغتيال جرى قبل ترشيح ممثل”.
ولم يذكر علوي أي معلومات عن عنصر الجيش المذكور، إلا أن مسؤولين إيرانيين كانوا قد أعلنوا سابقا أن أحد المشتبه بهم في اغتيال فخري زاده. غادر البلاد قبل عملية الاغتيال بأيام. وفي وقت سابق، صرح وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي الشهر الماضي بأن هناك قرائن حقيقية وقوية تؤكد ضلوع “إسرائيل” في اغتيال العالم النووي الإيراني. مؤكداً عزم طهران على الرد على من اغتاله.
وأضاف حاتمي أن لدى إيران الحق في الرد على “إسرائيل”، مؤكداً أن طهران هي من تقرر متى وأين وكيف سيكون هذا الرد. وحذر من عدم الرد على اغتيال زاده، معتبرا أن ذلك سيشجع على تكرار ما وصفها بالجرائم التي تجعل العالم والمنطقة أقل أمنا، حسب تعبيره.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي قال الجنرال علي فدوي نائب قائد الحرس الثوري الإيراني إن عملية اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زاده تمت بأجهزة متطورة تتحكم فيها الأقمار الصناعية. وإنه لم يكن هناك أي مهاجم في مكان الحادث.
وأضاف فدوي أن عملية الاغتيال تمت بواسطة رشاش جرى التحكم فيه عبر الأقمار الصناعية باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي. للتعرف على وجه فخري زاده واستهدافه بشكل دقيق. وأشار إلى أنه تم إطلاق 13 رصاصة، أصابت 5 منها فخري زاده، وأصابت واحدة أحد حراسه الشخصيين. وأوضح أن 11 حارسا كانوا يرافقون فخري زاده، وأن انفجار سيارة الشحن كان يستهدف حراسه الشخصيين.