تمثل المشاركة بالمبادرات المجتمعية وإسهام المواطنين أفرادا وجماعات بصورة طوعية في الجهود التنموية الوسيلة الأهم التي من خلالها يتم التغلب على الكثير من المشاكل وفي مختلف الجوانب وتظهر قيادات واعدة يحركها التطوع والشعور بالمسؤولية، وللمبادرات أثرها في إعطاء إحساس بتملك المجتمع للمشروع وتحقق الاستدامة وتغرس روح العمل الطوعي والجماعي بين أفراد المجتمع فتعزز قيم التعاون والتكاتف والتسامح.
ومن خلالها يمكن الاستغلال الأمثل للموارد والفرص وتتحقق التنمية المحلية بأسرع وقت، وهي الخيار الأمثل والناجح للنهوض بالمجتمعات ليس على المستوى التنموي فحسب بل والثقافي والاجتماعي بالإضافة إلى ترسيخ الهوية الإيمانية والقيم اليمانية الأصيلة.
نتيجة للوعي المجتمعي الكبير وطبيعة هذا الشعب المبادر لفعل الخير دائماً بلغت المبادرات المجتمعية للعام الماضي أكثر من 1500 مبادرة في مختلف المجالات ،وبحسب التقرير السنوي للمبادرات الصادر عن وزارة الإدارة المحلية في صنعاء فقد تم رصد 1628 مبادرة خلال الفترة من يناير وحتى نوفمبر العام الماضي في 13 محافظة يمنية واقعة تحت سيطرة المجلس السياسي الأعلى في مؤشر كبير على تفاعل المواطنين مع المشاريع الخدمية والاعتماد على الذات وعدم انتظار الغير وهذا الرقم قد لا يكون دقيقاً حيث أن هناك مبادرات كثيرة لم يذكرها التقرير ولم يصل إليها التوثيق.
وقد كشف التقرير المفصَّل عن اسم المبادرة ووصفها وتاريخ التنفيذ والتكلفة المادية وموقع المبادرة في المحافظة والمديرية والعزلة وأيضا المجال الخاص بالمبادرة، كما تطرق التقرير إلى المنفذ والممول للمبادرة ونسبة الإنجاز فيها وغيرها من الأرقام..
13 محافظة.. وإب تتصدر
بحسب التقرير تصدرت محافظة إب قائمة 13 محافظة لأكثر عدد من المبادرات المنفذة، حيث أقيمت فيها 413 مبادرة في 17 مديرية أبرزها (القفر – مذيخرة – المخادر) وأكثر من 80% من هذه المبادرات في مجال الطرق، تليها محافظة حجة بـ 319 مبادرة مجتمعية في أكثر من 15 مديرية أهمها (الجميمة – بني العوام –عبس)، وكان لمجال الطرقات النصيب الأكبر من هذه المبادرات بـ 215 مبادرة.
وفي المرتبة الثالثة تأتي محافظة صنعاء بـ 259 مبادرة في 14 مديرية أبرزها (أرحب – سنحان- بني بهلول) وتوزعت المبادرات في مجالات الطرقات والزراعة والمياه وغيرها.
وتحل محافظة عمران رابعاً بـ 126 مبادرة، تليها محافظة ذمار بـ 112 مبادرة، ثم الحديدة بـ 96، ثم تعز بـ 86، وفي المرتبة الثامنة تقع محافظة المحويت بـ 72 مبادرة تليها صعدة بـ 56 ثم أمانة العاصمة بـ 35، وتأتي في المرتبة الحادية عشرة محافظة البيضاء بـ 28 مبادرة، تليها الضالع بـ 15مبادرة، وأخيرا محافظة مارب بـ 11 مبادرة.
مجالات مختلفة.. والطرقات أولاً
تنوعت المبادرات المنفذة العام الماضي بين مجالات عديدة، لكن النصيب الأكبر لهذه المبادرات في المحافظات المحررة كان في مجال الطرقات ورصفها حيث بلغت المبادرات في هذا المجال 856 مبادرة من أصل 1628 وكانت مبادرات الطرق تتركز في رصف ورص وإصلاح وصيانة الطرقات وردم الحفر وشق طرقات وفتح أخرى تضررت من السيول.
وفي الترتيب الثاني تأتي المبادرات في المجال التعليمي بـ 179 شملت، بناء فصول دراسية وصيانة مدارس وتوفير متطلبات دراسية. مبادرات المياه كانت حاضرة في المرتبة الثالثة بـ 141 مبادرة تنوعت بين إيجاد قنوات تصريف المياه وإصلاح السدود وحفر الآبار.
ثم المجال الزراعي بـ 124 مبادرة تركزت على عمل سدود وعبارات واستصلاح أراض زراعية وتوفير بذور ودعم المزارعين وغيرها. ثم مجال الصحة بـ 80 مبادرة ثم المبادرات الاجتماعية بـ 81 مبادرة. بينما توزعت بقية المبادرات على مجالات مختلفة مثل: البيئة والرياضة والصرف الصحي والأوقاف والسياحة والمجال الخيري والتوعوي.
مبادرات ذاتية ومشتركة ومدعومة
وقد قُسمت المبادرات المقامة من حيث التنفيذ والتمويل إلى ثلاثة أقسام، الأول: مبادرات ذاتية والثاني: مبادرات مشتركة والثالث: مبادرات مدعومة، وقد حلت المبادرات الذاتية أولاً والتي يقوم بها المواطنون أنفسهم استشعاراً منهم للمسؤولية والاحتياج، حيث بلغت المبادرات الذاتية ألف مبادرة.
تليها المبادرات المشتركة بين المواطنين وجهات أخرى 479 حيث تتنوع الجهات المشاركة للمواطنين بين جهة حكومية أو خاصة، ومنها على سبيل المثال: السلطة المحلية والصندوق الاجتماعي للتنمية ومكتب الأشغال والتجار..
وأخيرا المبادرات المدعومة التي تكون بدعم وتمويل جهة داعمة داخلية أو المنظمات الخارجية والمتطوعين، حيث بلغت المبادرات المدعومة في عموم المحافظات 149 مبادرة أغلبها في مجال التعليم.
مليارات
أما التكلفة المالية للمبادرات المنفذة خلال العام الماضي في جميع المحافظات ومختلف المجالات فقد تجاوز الرقم خمسين مليار ريال يمني، وتظل أكبر المبادرات تكلفة هي مبادرة طريق « يحضر» في مديرية وصاب العالي محافظة ذمار، حيث بلغت تكلفته 9 مليارات ريال.
الثورة / أحمد السعيدي