منذ وقت طويل لم تخف السعودية اطماعها في سلخ محافظة حضرة موت من اليمن، لإيجاد طريق برية تربط السعودية ببحر العرب، فوجدت في العدوان على اليمن فرصة ثمينة لتحقيق رغبتها القديمة، عبر استخدام قوتها الناعمة، الدولار النفطي والفكر الوهابي التكفيري.
وهي قوة كانت ومازالت تعتبر الطابور الخامس للسعودية في التغلغل الى المجتمعات العربية والاسلامية، ونشر الفوضى فيها، الفوضى التي تعتبر المحيط الامثل لتمرير السياسات السعودية، ليس في اليمن فحسب بل في جميع دول المنطقة والعالم.
المعروف عن اهالي محافظة حضرموت التسامح الديني، الامر الذي كان ومازال عاملا مهما في إفشال مخططات السعودية في السيطرة على المحافظة، نظرا لمناهضة اهلها للفكر الوهابي التكفيري السعودي، وهو ما دعا السعودية الى استهداف سر قوة المحافظة وهو التسامح الديني ، عبر بناء المدارس والجوامع السلفية، بتمويل سعودي سخي، لنشر الوهابية التكفيرية بين اهلها.
الهجمة الوهابية السعودية، كشفت عنها تقارير موثقة، تحدثت عن دور سعودي كبير في إنشاء وتمويل عدد كبير من المدارس الدينية والجوامع التي تقوم بنشاط وهابي لافت في مدن المكلا والشحر وغيل باوزير والديس الشرقية ومنطقة روكب شرق المكلا، يضاف الى ذلك التواجد السلفي الكبير الذي يحظى بدعم مالي ولوجستي كبير من السعودية في مدينة الحوطة بوادي حضرموت. الأمر الذي اثار مخاوف أبناء المحافظة في الوادي والصحراء من التمدد السلفي، وما ضاعف هذه المخاوف المجتمعية وصول اعداد كبيرة من الأجانب من جنسيات مختلفة إلى تلك المدارس السلفية مؤخراً.
المعروف ان هذا المخطط السعودي في التغلغل في محافظة حضرموت، عبر استخدام الاموال الهائلة والفكر الوهابي واستقدام التكفيريين من جنسيات مختلفة الى المنطقة، لبناء قاعدة سعودية تكون منطلقا للسيطرة على جميع المحافظة مستقبلا، كانت السعودية قد نفذته في الماضي في منطقة دماج في صعدة في شمال اليمن عبر بناء مركز دماج السلفي التابع ليحيى الحجوري، الذي استقدم المئات من التكفيريين المدججين بالسلاح تحت يافطة طلاب علوم دينية، الا ان ابناء صعدة ولمعرفتهم بدسائس السعودية، تمكنوا من طرد المسلحين وتطهير صعدة من الوجود الوهابي التكفيري.
اليوم تعيد السعودية تنفيذ سيناريو مركز دماج، ولكن في حضرموت، حيث ازداد اعداد الوافدين من الخارج لـ”الدراسة” في مركز الحامي السلفي الذي يقوده أبو عمار ياسر العدني، حيث اكدت المصادر ان المركز أسس عام 2014م، بتمويل سعودي كأحد المراكز البديلة، ووفقا للمصادر فقد تقدم عشرات من الناشطين الاجتماعيين بشكاوى للجهات المختصة على صفحات التواصل الإجتماعي في وزارة الأوقاف في حكومة المرتزقة تطالب بإيقاف نشاط هذه المراكز التي وصفوها بأنها “غير قانونية” وتحتوي المئات من أتباع التيارات التكفيرية التي تقوم بنشر الأفكار الدينية المتطرفة في المجتمع وبطريقة غير قانونية وبدون إشراف من أي مؤسسة تعليمية رسمية.
بات واضحا للجميع وفي مقدمتهم الشعب اليمني، ان الاهتمام السعودي بنشر الفكر الوهابي في حضرموت مخطط خطير يسعى الى استهداف التسامح الديني والمذهبي والسلم المجتمعي في المحافظة، وصولا لتأسيس فتنة مذهبية تعمل السعودية على التهيئة لها وتنفق مئات الملايين من الدولارات عليها، حتى تضمن بقاء اليمن غير آمن وغير مستقر لعقود زمنية قادمة، لسلخ المحافظة عن اليمن او على الاقل البقاء فيها وفي باقي المحافظات الجنوبية ،لاستنزاف ثرواتها والتمدد فيها والسيطرة على ثرواتها النفطية لعقود قادمة.
العالم