تحت عنوان “سرّي للغاية”، كتب طحنون بن زايد مستشار الأمن الوطني إلى وزير الخارجية عبدالله بن زايد، تقريراً حول “عتب” تفاعلات العلاقات السعودية على الإمارات بشأن طريقة تعاملها مع أزمة خاشقجي.
فقد جاء في التقرير “(في إطار العلاقات والتعاون المستمر بين المجلس الأعلى للأمن الوطني ووزارة الخارجية، نفيد سموّكم بالمعطيات الخاصة الواردة، حول تفاعلات العلاقات السعودية الإماراتية في ظل أزمة خاشقجي، لتقدير الموقف).
يسري عتب سعودي كامن على غموض موقف أبو ظبي السياسي، فقد اعتبر العديد من المقرّبين من ولي العهد محمد بن سلمان بأن الموقف السياسي العلني من القيادة السياسية والأمنية في أبو ظبي تحديدا حيال وضع المملكة الصعب مع أزمة خاشقجي لم يرقَ إلى الطموحات السعودية، باعتبار أن أبو ظبي هي الحليف الأقرب للرياض، في وقت يتعرّض ولي العهد السعودي لأشرس حملة بغيضة لم يتعرّض لها منذ عام 2015، وكان السؤال الأهم في الرياض طيلة شهر هو: لماذا لم يزر الشيخ محمد بن زايد الرياض ولو لساعات؟
توقّعات القيادة السعودية من أبو ظبي هي أكبر من صدور بیان تضامن”، برغم بیان وزارة الخارجية الإماراتية في 14 أكتوبر 2018 وتأكيد التضامن مع المملكة ضد كل من يحاول المساس بسياساتها وموقعها ومكانتها الإقليمية، وتأكيد وزير الخارجية والتعاون الدولي، الشيخ عبدالله بن زايد، “نقف مع السعودية دوماً لأنها وقفة مع الشرف والعز والاستقرار والأمل”، وكذلك (تصريحات) وزير الدولة للشؤون الخارجية، د. أنور قرقاش (…) إلا أن ذلك لم يُرض توقّعات ولي العهد السعودي، وربما بسبب ارتفاع نسبة “العشم” السعودي تجاه القيادة الإماراتية.
بالإضافة إلى تنامي حالة استياء نخبوي سعودي من الإمارات. فمع أزمة خاشقجي، لوحظ تنامي مشاعر استياء من قبل نخب سياسية وأمنية وثقافية سعودية ضد الإمارات (خاصة أبو ظبي)،
وانتشر القول في المجالس الخاصة وداخل مكاتب موظفي الدولة بأنها هي من ورّطت ولي العهد السعودي والعلاقات فيما بينهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ليتحول إلى شخص مندفع، ويخرج عن تقاليد المدرسة التقليدية السعودية القائمة على الصبر والتحمّل والحلم. بل إن بعضاً من الأمنيين المحافظين ذهب مع الرواية التركية الرسمية بأن للإمارات دوراً ما في الحادثة.
من جانب آخر، اهتمّت الدوائر المقرّبة من مكتب ولي العهد السعودي برسائل وتوقيت المقالات التي كتبها د. عبد الخالق عبدالله في موقع CNN وخاصة مقال (جمال خاشقجي الذي أعرفه) في 10 أكتوبر 2018.
وقد طُرحت العديد من التساؤلات، أوّلها هل هذه المقالة تمثل موقفاً شخصياً من الكاتب تجاه صديقه كما ورد في المقال أم أنها تعبر عن موقف تيار سياسي ما في دولة الإمارات