أكدت صحيفة الغادريان البريطانية، بأن الجيش السعودي فشل في أول اختبار حقيقي له في حربه على جماعة أنصارالله في اليمن رغم الدعم العسكري الأمريكي والبريطاني الكبير.
وقالت الصحيفة، ما أن تم الإطاحة بـ”حكومة المرتزق هادي” بداية 2015 وفرار “هادي إلى السعودية، قرر محمد بن سلمان بصفته وزيرا للدفاع في السعودية القيام بحملة عسكرية في اليمن، بنصح واستشارة من الحلفاء الغربيين بمن فيهم الولايات المتحدة وبريطانيا.
حرب الأسابيع تتحول لسنين
وأضافت الصحيفة، “قرر الجيش السعودي الذي لم تختبر قوته في حروب سابقة شن حملة جوية لمدة 3 أسابيع بهدف إخراج “الحوثيين” من العاصمة اليمنية صنعاء، إلا أن “عاصفة الحزم” امتدت إلى 6 أعوام ودخلت في مأزق وتوسعت على 47 جبهة وأدت لمقتل 223 ألف شخص.
وأكدت الصحيفة، بأن الجيش السعودي، بعد فشله في تحقيق أي إنجاز عسكري على الأرض، بدأ في قصف الأعراس والمستشفيات والمدراس، خاصة في محافظة صعدة معقل “الحوثيين” حيث بات صوت أزيز الطائرات جزءا من الحياة اليومية ولا يلتفت إليه أحد.
فشل سعودي في الجنوب
وقالت الصحيفة، “وفي الجنوب لم ينجل غبار المعركة بعد، لكن محمد بن سلمان ومحمد بن زايد نفرا كل حليف محتمل.
وأضافت الصحيفة، “ففي يوم بارد بمحافظة شبوه الغنية بالنفط والتي تربط شمال البلاد بجنوبها اصطف قادة عشائر للترحيب بقافلة لاند كروزر قادمة عبر الصحراء”.
وقالت الصحيفة، “جاء أكثر من 100 رجل يمثلون عشر قبائل شبوة، للاحتجاج أمام قاعدة عسكرية إماراتية والمطالبة بالعدالة لتسعة رجال وأطفال قتلوا في أثناء غارة لا مبرر لها قامت بها قوات تابعة للإمارات.
وقال الشيخ أحمد عبد القادر المحضار واحد من الزعماء البارزين الحاضرين: “عندما جاء الإماراتيون والسعوديون قالوا إنهم سيستثمرون بمشاريع المياه.
وقال: “يتكون اليمن اليوم من عصابات، ولا محاكم لكي نقوم بالشكوى لها. وأجبرتنا الحرب على الاعتماد على الطرق القديمة في حل الأمور وفي غياب الدولة نعتمد على شبكات القبائل والعدالة القبلية”.
وأكدت الصحيفة بأن التحالف تشرذم منذ دعم الإمارات لـ”المجلس الجنوبي الانتقالي” في 2017، ولم يعد يربط التحالف إلا العلاقة الشخصية بين الحاكمين في الرياض وأبو ظبي ولا إشارة عن قرب نهاية الحرب.
هروب سعودي إماراتي من اليمن
وقالت الصحيفة، مع خروج قوات التحالف من المحافظات الجنوبية ومن جبهة الساحل الغربي، ارتفعت وتيرة المواجهات بين “الحوثيين” والقوى الحليفة للتحالف، وحتى المصالحة بين “حكومة هادي” والمجلس الانفصالي في الجنوب لا تزال هشة.
تعقيدات أمريكية
وأشارت الصحيفة، إلى أن القرار الأخير لإدارة ترامب بتصنيف أنصارالله كـ”جماعة إرهابية”، هو تحرك لن يؤثر على حركة أنصارالله ولكن سيعقد من مهام نقل المواد الإنسانية واستيراد المواد الغذائية والدوائية والتي تشكل نسبة 90% مما يحتاجه اليمنيون.
وأضافت الصحيفة البريطانية، في الوقت الذي علقت فيه إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن صفقات السلاح للسعودية والإمارات إلا أن إدارته لا تزال غامضة حول مسار السياسة من اليمن.
وأكدت الصحيفة، بأن الحرب التي يقودها الجيش السعودي في اليمن، لم يحقق شيء غير نشر الفقر والجوع، الأمر الذي دفع الأمم المتحدة لإعلان اليمن “أكبر كارثة إنسانية في العالم”.