أثارت جريمة اختطاف النساء من منازلهم في مارب استياءً رسمياً وقبلياً واسعاً في أوساط اليمنيين، خصوصاً في محافظة مارب نفسها، لكن أحداً لم يتوقع أن تُسلِّم قوات الإصلاح النساء المختطفات للقوات السعودية، التي اقتادتهن إلى أحد معسكراتها تمهيداً لأخذهن إلى معتقلات السعودية، الأمر الذي اعتبره ناشطون وسياسيون ومشائخ قبليون تجاوزاً حتى لمصطلح “العيب الأسود”.
واستنكر أحد أكبر مشائخ قبيلة مراد في محافظة مارب، الشيخ حسين علي حازب، وزير التعليم العالي في حكومة الانقاذ، جريمة اختطاف النساء في مدينة مارب وأدانها بشدة، معتبراً ذلك عيباً كبيراً،
واعتبر حازب تسليمهن للقوات السعودية التي وصفها بعساكر الغازي الأجنبي عيباً أكبر، مخاطباً الخاطفين من قوات الإصلاح الموالية للتحالف بأن أولئك النساء يعتبرن عرضهم حتى ولو كُنَّ مذنبات،
وأكد الشيخ حسين حازب أن من باع أرضه وشارك في تدمير بلاده وغزوها لا يمكن أن يحفظ العرض ويصونه، مبدياً أسفه على القبائل التي تضحي برجالها في سبيل تأمين من يعبثون بقيم المجتمع والنساء اللاتي وصفهن بـ “الدُّرر المكنونة”، في إشارة إلى قبائل مارب التي لا تزال موالية للتحالف وتدفع بأبنائها للقتال في صفوف قواته، ومنها قبيلة مراد التي ينتمي إليها الشيخ حسين حازب، الذي أعلن مناهضته للتحالف وسياسات السعودية والإمارات في اليمن منذ بداية العمليات العسكرية في 2015
ويبدو أن استكمال تطويق قوات صنعاء لمدينة مارب واستعدادها لمعركة المجمع، التي قد تكون الأخيرة لإسقاط كامل المحافظة، لم يكن ضمن حسابات قوات التحالف والشرعية المفرطة في غرور القوة والعتاد الحربي الهائل والإسناد الجوي المتواصل، وحين فوجئوا بأنفسهم محاصرين ومطوقين داخل المدينة دخلوا في حالة إرباك كبيرة انعكست في هيستريا غير مسبوقة، وصلت حد اقتحام قوات تابعة لحزب الإصلاح، المسيطر على المدينة، عدداً من منازل المواطنين واختطاف مجموعة من النساء، في أبشع انتهاك للأعراض والدين والقيم والأعراف القبلية والإنسانية.
بتهمة الجاسوسية والتخابر مع الحوثيين، أقدمت قوات الأمن الخاصة التابعة لحزب الإصلاح، التي يقودها المدعو أبو محمد شعلان، الذي سبق وأن اختطف فتيات من مخيمات النازحين في مدينة مارب، على اقتحام منازل مواطنين ونازحين في حي الزراعة، واختطاف حوالي عشر نساء واقتيادهن إلى جهة غير معلومة، وقد ألصقت بالمختطفات تهمة التجسس لمصلحة الحوثيين وموافاتهم بإحداثيات مواقع عسكرية، في جريمة دخيلة على المجتمع اليمني الذي يتصف بالشهامة والمروءة واستبعاد إدخال النساء في أي خلاف مهما كان حجمه.
ويرى مراقبون أن عمليات اختطاف النساء جريمة مستفزة لأبناء المجتمع اليمني الذين تعتبر النساء خطوطاً حمراء في كل أدبياتهم وسلوكياتهم، حتى في حالة الخلافات الكبيرة التي تصل حد الثأر، مؤكدين أن مثل هذه الجرائم لم تحدث إلا منذ سيطرت قوات التحالف على المحافظات الجنوبية والشرقية، كونها لا تحدث إلا في تلك المناطق، وكأن هذه الممارسات البشعة ضمن أجندات وخطط التحالف لتمزيق المجتمع اليمني والنيل من منظومته الأخلاقية والقيمية الراقية.