تتواصل المفاوضات الخاصة بتبادل الأسرى في جولتها الثانية بالعاصمة الأردنية عمان بمشاركة الوفد الوطني ووفد الرياض والمرتزقة برعاية الأمم المتحدة ، المفاوضات التي يجري النقاش خلالها من أجل توسيع قوائم الأسرى المقرر الإفراج عنهم والتي تشمل 300 اسم من الطرفين ،
حيث لا يزال الخلاف بين قوى العدوان والمرتزقة حول الأسماء التي سيتم الإفراج عنها ، السعودية تريد الإفراج عن أسراها ، وأسرى الأطراف الموالين لها وفي مقدمتهم ناصر منصور هادي شقيق الخائن عبدربه منصور هادي ، والإمارات تضغط باتجاه الإفراج عن أقارب علي عفاش والعناصر الموالية لها من خونة الداخل .
المتابع لمجريات المفاوضات يلمس انعدام الجدية لدى قوى العدوان والمرتزقة في إنجاح عملية التبادل الثانية ويتجلى ذلك من خلال تحفظهم على توسيع قائمة المفرج عنهم لتشمل أكبر عدد ممكن ، وتخندقهم خلف المطالبة بالإفراج عن أسماء محددة والتفاوض على ذلك وتجاهل بقية الأسرى ،
والإصرار على الفرز الطائفي والسلالي للأسرى المفرج عنهم في محاولات منهم لعرقلة المفاوضات وتمرير عملية التبادل المرتقبة والتي يبدو أنها لن ترى النور قريبا في ظل تعنت قوى العدوان والمرتزقة ، وعدم قيام الأمم المتحدة بممارسة الضغط على وفد الرياض والمرتزقة للتخلي عن تعنتهم ووضعهم العقبات والعراقيل التي تحول دون إنجاح عملية التبادل .
الكثير من الأسرى التابعين للمرتزقة لم يتم إدراجهم في كشوفات الأسرى التي تقدم بها وفد الرياض والمرتزقة ، الكثير منهم من أسرى عملية نصر من الله النوعية بوادي آل أبو جبارة ، وهناك أسرى تم أسرهم في الحد الجنوبي لجارة السوء السعودية وهم يقاتلون بالنيابة عن جيشها وتحت رايتها ، ولكنهم لم يدرجوا ضمن كشوفات الأسرى المشمولين في عمليات التبادل ،
رغم أن الطرف الوطني قام برفعها من جهته من باب إثبات حسن النوايا والرغبة الصادقة في إنهاء هذه القضية وطي هذا الملف ومعالجته بصورة نهائية ، بإطلاق كافة الأسرى من الجانبين والكشف عن مصير المفقودين والمغيبين قسريا وتبادل الجثث .
كل فصيل من فصائل المرتزقة يبحث عن إطلاق سراح عناصره ، ويفاوض من أجل ذلك ، غير مكترث ببقية الأسرى ، ولذا لا تتردد بعض هذه المكونات في عقد صفقات تبادل محلية عبر وسطاء محليين مع الجيش واللجان الشعبية ،
والمضحك اليوم وبعد ما يقارب الست سنوات من العدوان والحصار أن الأطراف التي تمثل قوى العدوان و المرتزقة لا يمتلكون أي إحصائية دقيقة خاصة بالأسرى التابعين لهم ، لذا شاهدناهم خلال مفاوضات السويد يقومون عبر وسائل التواصل الاجتماعي بمطالبة المواطنين بموافاتهم بأسماء الأسرى والمعتقلين من ذويهم ليتم إدراجها ضمن كشوفات عمليات التبادل المقترحة .
ولا غرابة فهم يبحثون عن مرتزقة يقاتلون في صفهم ويقبضون ثمن ذلك ، ولا يعنيهم المصير الذي ينتظرهم أو يصيرون إليه ، لا يهمهم إن هم قتلوا أو وقعوا في الأسر ،
ما دام أولادهم وذويهم يعيشون الحياة الكريمة وينعمون بالعيش الرغيد في الخارج ويتقاضون المرتبات بالعملة الصعبة ، على حساب قطيع مرتزقة العدوان الذين يساقون إلى المحارق طمعا في المال المدنس ، الذي يدفعون ثمنه غاليا جدا .
بالمختصر المفيد، قوى العدوان والمرتزقة يماطلون ويسوفون فيما يتعلق بملف الأسرى ، والأمم المتحدة بسلبيتها المفرطة تزيد الطين بلة ، رغم أن هذا الملف الإنساني كان من المفترض أن يكون في مقدمة أولوياتها واهتماماتها ،
هذه المفاوضات الذي لا تحتاج إلى انتقائية وتقسيم إلى مراحل ، حيث تقتضي معالجة كلية بحيث يتم تبادل الأسرى وفق قاعدة ( الكل مقابل الكل ) بمنأى عن الحسابات السياسية التي طغت عليها وباتت هي المتحكمة به .
_______
عبدالفتاح علي البنوس