وصف موقع ميدل آيست آي البريطاني حملة اليوم العالمي من أجل اليمن المطالبة بوقف العدوان السعودي الأمريكي ورفع الحصار على اليمن بأنه “أحد أكبر الجهود المنسقة المناهضة للحرب منذ غزو العراق عام 2003م”.
وذكر الموقع البريطاني أن النشطاء تجمعوا الإثنين الماضي من جميع أنحاء العالم من أجل إنهاء الحرب الذي طال أمده، بمشاركة واسعة من 230 منظمة و 17 دولة.
وفي اطار الحملة خرجت مظاهرات في العديد من المدن الأمريكية بما في ذلك نيويور، ونيوارك المجاورة، وسان فرانسيسكو – بينما حضر الزعيم السابق لحزب العمال البريطاني، جيريمي كوربين، والممثل والناشط داني جلوفر والأكاديمي البارز كورنيل ويست، مسيرة عبر الإنترنت.
وقال المشاركون الأمريكيون في طليعة الحملة إنهم أرادوا أن يفي الرئيس الجديد جو بايدن بوعد حملته وإنهاء الحرب من خلال سحب دعم واشنطن فورًا للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.
فيما قالت المنظمة الرئيسية للجنة التحالف اليمني في مدينة نيويورك “كوثر عبد الله” لموقع Middle East Eye: “أعتقد أن بايدن يجب أن يفعل ذلك في أول 100 يوم في منصبه”.
شيء مخزي
وفي حديثه في تجمع على الإنترنت عقد عبر Zoom ، وصف جيريمي كوربين الحرب في اليمن بأنها “شيء مخزي بشكل لا يصدق”، مضيفاً “تلك الكارثة الإنسانية كلها من النشاط البشري ومبيعات الأسلحة الضخمة للسعودية ودول أخرى في المنطقة شاركت في هذه الحرب”.
وبالمثل، قال الأكاديمي كورنيل ويست إنه يريد أن يعرف اليمنيون أن “إنسانيتهم لن تصبح أبدًا مخفية”. وأضاف “سوف نقول الحقيقة عن وسائل الإعلام، ونعترف بأن الطفل اليمني له نفس قيمة طفل في إثيوبيا والإمبراطورية الأمريكية والصين”.
شيك على بياض خطير
في أغسطس 2019 ، بعد أشهر قليلة من إعلان ترشيحه للرئاسة، قال بايدن أن “الرئيس ترامب أصدر للمملكة العربية السعودية شيكًا على بياض خطير”.
ودعت الأكاديمية اليمنية الأمريكية “شيرين الأديمي” في كلمتها في التجمع عبر الإنترنت، دعت بايدن لتحمل مسؤولية الحرب التي بدأت عندما كان نائب الرئيس في إدارة أوباما. وقالت الأديمي: “سيادة الرئيس بايدن لقد دخلت هذه الحرب ظلماً في عام 2015، وتقع على عاتقك الآن مسؤولية إنهاء جميع أشكال الدعم لهذه الحرب وإزالة جميع العوائق أمام المساعدات الإنسانية، بما في ذلك رفع الحصار عن اليمن”.
انتهاكات حقوق الإنسان
وفقًا للأمم المتحدة، فقد ارتكب العدوان الدامي على اليمن انتهاكات لحقوق الإنسان، وربما ارتكبت جرائم حرب تشمل الضربات الجوية المميتة.
وبشأن قرار ادارة ترامب بتصنيف أنصار الله جماعة إرهابية، قالت كوثر عبد الله، من لجنة التحالف اليمني، إن التصنيف يمكن أن يجعل “الوضع الكارثي بالفعل أسوأ”. وكان في الأسبوع الماضي، قد أصدرت 22 منظمة إغاثة بيانًا يطالب بإلغاء التصنيف على الفور كونه سيعرض حياة الملايين للخطر.”
أمريكا صنعت أكبر أزمة إنسانية في العالم
وصفت الأمم المتحدة اليمن مرارًا بأنه أكبر أزمة إنسانية في العالم، ومع سجل العدوان الإجرامي على اليمن لاقت مظلومية اليمنيين منفذاً للآذان.
مؤخراً أقرّ السيناتور الديمقراطي الأمريكي كريس ميرفي أنّ اليمنيين محقين عندما يحمّلون الولايات المتحدة مسؤولية القتل، لأن القنابل أمريكية وواشنطن قدمت الأسلحة للفتك باليمنيين، ما يجعل أمريكا طرفاً في انتهاك حقوق الانسان هناك، على حد تعبيره.
تصريحات ميرفي سبقتها تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي رأى أن الحملة التي تشنها السعودية أدت لوقوع أسوا أزمة إنسانية في العالم”. مشيراً إلى مراجعة الإدارة الحالية لقرار التصنيف الأمريكي الأخير لأنصار الله.
وأعلن مسؤولون أمريكيون، في وقت سابق اليوم الجمعة، أن إدارة بايدن، جمدت مؤقتا بعض مبيعات الأسلحة للإمارات والسعودية لمراجعة هذه الاتفاقات. الأمر الذي رحبت به منظمة العفو الدولية التي أكدت “إن تعليق مبيعات الأسلحة من الجانب الأمريكي يشكل خطوة إيجابية، ويزيد الضغوط على الدول الأوروبية، وأبرزها بريطانيا وفرنسا، لكي تحذو حذوها، وتتوقف عن تأجيج البؤس البشري في اليمن”.
كما قررت كل من إيطاليا وبريطانيا وقف الصفقات العسكرية للسعودية على خلفية حرب اليمن وارتكاب جرائم بحق المدنيين.. وكانت ألمانيا -نهاية العام 2020م- قد مددت للمرة الرابعة وقف تصدير السلاح إلى السعودية إلى غاية نهاية 2021م، كما أوقفت دول أخرى التصدير كما فعلت بلجيكا بشكل جزئي.