حال فردتي الحذاء الواحد كحال الحزبين الأمريكيين, الجمهوري, الفردة اليمنى والديمقراطي اليسرى, ولا تستطيع أمريكا السير بدونهما والدولة العميقة هي من تنتعلهما, رهان العرب والمسلمين على ديمقراطي وجمهوري هو رهان الغبي الجاهل, ليس من شيء في العالم كله أخطر من الجهل الصادق والغباء حي الضمير.
أما لمن فرح من العرب على قدوم المنتخب الأمريكي بايدن لسوء ترامب فاليهم واليكم هذه الحقائق والمعلومات المفيدة , بزمن ترامب كانت له ابنه واحدة يهودية أما بالنسبة لبايدن ونائبته فاليكم:
1- جميع اولاد بايدن الثلاثة متزوجين من يهوديات متدينات واحفاده جميعهم يهود ويتم تربيتهم حسب الديانة اليهودية ( بكل ما يعنيه ذلك ) , بالشريعة اليهودية ديانة الأم لا الأب هي المحدد لدين الأبناء.
2- جو بايدن يفخر بصهيونيته ، وقد أعلن ذلك بصوت عالي ولعدة مرات أمام الإعلام واثناء حملته الانتخابية، وهو داعم متشدد جدا إلى اسرائيل .
3- زوج كمالا هاريس دوگ إيمهوف هو يهودي متشدد ، ويعتبر أول يهودي يدخل الى البيت الأبيض الأمريكي بشكل رسمي كزوج لنائبة الرئيس وكمالا هاريس تحتفل سنويا بجميع الاعياد اليهودية وتنشر احتفالاتها على وسائل التواصل الاجتماعي..وهي داعمة قوية جدا لأسرائيل وتفخر بذلك دائما …
يبقى من الضروري معرفة كيف ولماذا صُنعت الغدة السرطانية “إسرائيل” و مهامها الوظيفية وارتدادات وجودها على راهننا..
محاولات عديدة لدول الإستعمار لإنشاء كيان غريب في فلسطين, لم تكن أولها دعوة نابليون لعودة اليهود لفلسطين أثناء حصاره لمدينة عكا في العالم 1799 , جاء في مناشدة نابليون لليهود ما يلي:
“يا ورثة فلسطين الشرعيين. الأمة العظيمة تناديكم لتستردوا ما سلب منكم بالغزو أسرعوا . لقد حانت اللحظة للمطالبة باسترداد حقوقكم المدينة وكيانكم السياسي كأمة إلى الأبد . “
هامش: ورثة فلسطين أي اليهود والأمة العظيمة أي فرنسا
حين احتل نابليون القاهرة قبل تمدده لفلسطين, ادعى نابليون أنه مسلم وخطب خطبة عصماء في الأزهر وسمى نفسه محمد وناشد المشايخ بعد البسملة أن يقولو للمصرين أنه مسلم.
تحطمت آمال نابليون على أسوار عكا وعاد خائباً لمصر حيث هزم وعاد لبلاده حيث توالت هزائمه, هزم في حربه على روسيا في العام 1812 وتحطم مشروعه الامبرطوري في معركة ووترلو مع بريطانيا في العام 1815 حيث أسر ونفي لجزيرة هيلانه وهلك فيها في العام 1821.
بعد هزيمة فرنسا تولت مهمة صناعة الكيان أم الجرائم والخبائث بريطانيا ؛ بريطانيا سعت بكل جهودها لصناعة كيانات وديانات تكون كحصان طروادة تخترق بهم الدول وفي حالتنا الدولة العثمانية المريضة ، والتي عرفت بالرجل المريض بحينه, صنعت بريطانيا الدين الوهابي في القرن الثامن عشر ونسقت بين عملائها في جزيرة العرب فأنشأت الدولة السعودية الأولى من بقايا يهود جزيرة العرب ، مستغلة بعض النصوص من الاسرائيليات في الفقه الاسلامي والتي هي نسخ ولصق من التلمود ؛ كانت أُقحمت بكتب الفقه كأحاديث نبوية في القرن الثالث الهجري ونسبت للرسول الأكرم زوراً .
راهنت بريطانيا على الجماعة الوهابية لإحتلال غرب أسيا وإخراجها من سيطرة الدولة العثمانية الهرمة فأفشل خططها حاكم مصرمحمد علي, حيث قضى على الدولة السعودية الأولى برمزيها, محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود في نهاية العقد الثاني من القرن التاسع عشر, بعد ذلك وصل نفوذ دولة حاكم مصر محمد علي الى بلاد الشام واستمر لعقد من الزمن وتمدد الى الأناضول, بعد أن سيطر على الأناضول هرعت دول الغرب الاستعماري لنجدة السلطان العثماني لإدراكهم خطر حاكم مصر كون محمد علي تبنى العلوم فأنشأ القناطر الخيرية وكما أنشأ الترع وأدخل الصناعة كصناعة السكب وصناعة الأسلحة وكما أدخل منتوجات زراعية جديدة عديدة لمصر, لولا تدخل دول الاستعمار بحينه مع السلطان العثماني لما توقف جيشه قبل الوصول لأسطنبول.
لم توفر بريطانيا -أصل كل الشرور – الفرصة, فبعد انكفاء “شر” محمد علي, سارعت بريطانيا في العام 1840 بإرسال رسالة للسلطان العثماني, تطالبه فيها بإعطاء فلسطين لليهود, بتاريخ 11\8\1840 كتب وزير خارجية بريطانيا بذلك الوقت “بالمرستون” رسالة أرسلها بواسطة سفيره في اسطنبول اليكم ملخصها:
(فإذا عاد الشعب اليهودي تحت حماية ومباركة السلطان , فسيكون في هذا حائل بين محمد علي ومن يخلفه وبين تحقيق خطته الشريرة في المستقبل ) خطة محمد علي (الشريرة) كانت تعني وحدة مصر مع بلاد الشام.رفضها السلطان العثماني لما لفلسطين من مكانة دينية للمسلمين.
لم تتوقف محاولات بريطانيا, ففي عام 1905 دعى رئيس وزراء بريطانيا كامبل بانيرمن الدول الإستعمارية لمؤتمر يعقد في لندن, لبحث السيطرة على بلادنا بعد أفول الدولة العثمانية والتي كانت نُذر زوالها واضحة للغرب بعدما تمكن يهود الدونمة من التغلغل في جميع مفاصل الدولة العثمانية, لا تزال تفاصيل مقررات المؤتمر التي استمرت جلساته حتى العام 1907 سرية تسربت خلاصاتها ولا تزال دول الاستعمار تنفذ مندرجاتها.
أكاديمي عربي أظنة من الكويت الشقيق قدم خلاصة عن المؤتمر بهذا الفيديو الهام جداً والذي أنصح بمشاهدته لأهميته.
سأكتفي بما ذكره الاكاديمي لأنتقل الى البند الهام الذي ورد فيه وهو منع التقنية والتكنولوجيا والعلوم عن بلادنا العربية والاسلامية وابقاء بلادنا غير مستقرة لمنع التنمية ولمحاربة أي توجه وحدوي لدى الشعوب العربية.
ورد نصاً بقرارات المؤتمر عن ضرورة إبقاء شعوب منطقتنا مفككة, جاهلة و متأخرة، وبناءً على ذلك قاموا بتقسيم دول العالم بالنسبة إليهم إلى ثلاث فئات :
الفئة الأولى:
( دول الحضارة الغربية المسيحية (دول أوروبا والولايات الأمريكية وأستراليا) والواجب تجاه هذه الدول هو دعمها ماديا وتقنيا لتصل إلى مستوى تلك الدول
الفئة الثانية:
دول لا تقع ضمن الحضارة الغربية المسيحية ولكن لا يوجد تصادم حضاري معها ولا تشكل تهديدا عليها (كدول أمريكا الجنوبية واليابان وكوريا وغيرها) والواجب تجاه هذه الدول هو احتواؤها وإمكانية دعمها بالقدر الذي لا يشكل تهديدا عليها وعلى تفوقها.
الفئة الثالثة:
دول لا تقع ضمن الحضارة الغربية المسيحية ويوجد تصادم حضاري معها وتشكل تهديدا لتفوقها (وهي بالتحديد الدول العربية بشكل خاص والإسلامية بشكل عام) والواجب تجاه تلك الدول هو حرمانها من الدعم ومن اكتساب العلوم والمعارف التقنية وعدم دعمها في هذا المجال ومحاربة أي اتجاه من هذه الدول لامتلاك العلوم التقنية.
ومن هنا يمكننا تقدير اسباب رعب الغرب وجنونه من التطور العلمي في ايران واستهداف علماءه, ومن هنا أيضاً يمكننا تفسير ما حصل ويحصل من استهداف لمراكز الأبحاث في مناطق عدة في سوريا وكما اغتيال علماءها, وكما تفسير سبب تدمير مفاعل تموز في العراق واغتيال علماءه, و لم يوفر الموساد تونس فقد اغتال أحد علماءه الذي عمل في مجال الطيران, الشهيد محمد زواوي, كما يمكننا ايضاً تفسير عمليات اغتيال العلماء المصريين في الستينات.
أذكركم ان أولى المهمات التي مارسها الاحتلال الصهيوني الأمريكي للعراق كانت عمليات القتل الجماعي لعلماءه على يد مخابرات أمريكا والموساد.
من ما سبق نجد أن احتلال فلسطين اتى في سياق تننفيذ مقررات مؤتمر كامبل بانيرمان بمحاربة اي تقدم وتطور علمي في بلادنا دون استثناء وأن المستهدفين هم العرب والمسلمون لا الفلسطينيون وحدهم.
وأشير هنا لأول حروب هذا الكيان الصهيوني ضد مصر في العام 1956 حيث لم يكن في وارد عبد الناصر تحرير فلسطين بل انصب اهتمامه على التنمية ظاناً أن الغرب الإستعماري سيسمح بالتنمية لمصر, اني هنا لا أشكك بثورة 23\يوليو المجيدة ولا بنوايا عبد الناصر بالتخلص من الكيان بل أورد هذه المعلومة من باب تأكيد المهمة الوظيفية للكيان الصهيوني, بالأمس نشر موقع إضاءات الإخباري تقريرا عن السد العالي وأشار بعجالة لحرب 1956,
أنصح بقراءته لما فيه من معلومات قيِّمة ، لمن يرغب بالقراءة الضغط هنا : بالفيديو السد العالي وكسر العنجهية الأمريكية معلومات عن ظروف بناؤه وأسرار نقل معبد أبو سُنبل بسببه بالأمس صدرت قائمة عقوبات جديدة على ايران بعد أن قرأتها شعرت كأن مندرجات مؤتمر كامبل بنيرمن تنفذ, تضمنت القائمة مؤسسات علمية وثقافية متعددة طالت حتى الشركات التي تكافح الأوبئة كفيروس كوفيد-19 المصنع أمريكياً, شملت القائمة مؤسسات علمية وبحثية وصناعية
وطالت مؤسسات إنسانية تعنى برعاية الأيتام والفقراء, قد يعتقد البعض أن جنون ادارة الرئيس الأمريكي الراحل ترامب هو سبب هذا الاجراء لكن الحقيقة أن ما تم ويتم هو تعبير عن انسجام تام وكامل بين كل دول الاستعمار على ضفتي المحيط الأطلسي, الغاية والهدف هو محاربتنا لإبقائنا متخلفين خلف ركب الأمم ولإبقائنا سوقاً لمنتجاتهم ومورداً لصناعاتهم فمواردنا منهوبة منذ قرن حين تمكن الاستعمار البريطاني من بلادنا, و في مقال سابق لي أوردت ان بريطانيا حين غادرت فلسطين بعام 1948 أخذت معها ذهب فلسطين والذي قدر بحينه بأكثر من الف طن ولكم أن تتخيلوا ما نهبه الإستعمار من بلادنا من موارد وثروات وذهب
أذكركم بالنهب الأمريكي لذهب العراق وسرقته وكما اليوم وكل يوم بسرقة نفط سوريا وغلالها وقوانين إفقار شعبها والحصار الظالم عليها وعلى اليمن وحصار فنزويلا وسرقة ذهبها في بريطانيا وبالإنقلاب على النظام الشرعي في بوليفيا لسرقة خامات النيكل اللازم لصناعة السيارات الكهربائية والهجينة .
هذا العدو المتمثل بالاستعمار والكيان الصهيوني في فلسطين وأدواته من نظم وظيفية ناطقة بالعربية وهي ليست عربية ولا مسلمة والتي تم توظيفها للحفاظ على الكيان الغاصب لفلسطين لحمايته وحماية مصالح الاستعمار مقابل نهب وسلب واضعاف مجاميعها المسماة “شعوب” وهي المغلوب على أمرها والمحكومة بالحديد والنار.
ختاماً, من ما ورد بوقائع مؤتمر كامبل بنيرمن ومن مجريات الواقع والوقائع التي حصلت هلى مدى قرن ونيف نستنج:
– ان بقاء احتلال فلسطين يعني أن الفقر والمرض في بلادنا العربية والإسلامية باقٍ ويزداد ما بقي إحتلال فلسطين.
– ان بقاء احتلال فلسطين يعني بقاء اللا تطور واللا استقرار, لذلك لن تحدث تنمية ولا تطور صناعي ولا نهضة علمية في بلادنا ما بقي الكيان الصنيع في خاصرة وطننا العربي والاسلامي.
– ان بقاء احتلال فلسطين يعني أن الأمية والجهل باقٍ في بلادنا فمهمة تجهيل شعوبنا هي مهمة وظيفية أوكلت للنظم الوظيفية الجاثمة على صدورنا.
– إن فائض رفاهية الغرب الاستعماري هو نتيجة لتخاذلنا كشعوب عن المحافظة على بلداننا.
– ان بقاء احتلال فلسطين يعني أن مؤسسات الفساد والإستبداد في بلادنا باقية وتتمدد وستزداد شراسة.
-ان الإستعمار ليس قدراً حتمياً بل يمكن هزيمته أن توفرت الارادة والنية الصادقة لمواجهته لا من خلال شعارات بل من خلال مواجهته ولنا في ابطال اليمن من جيش وحشد شعبي خير مثال كيف تمكن الأبطال الحفاة العراة من هزيمة تحالف صهيوني غربي وأعرابي بالرغم من سنوات من الحرب عليه, ولنا في سوريا مثال آخر.
وختاماً, إن كُلف التخلص من الكيان مهما بلغت وكبرت هي أقل بكثير من كُلف بقاءه فبزوالة ستزول كل تبعات وجودة وستزول كل النظم الوظيفية التي تتخندق بالخندق الصهيوني فالعلاقة بين كيانات سايكس بيكو والكيان جدلية ولا انفكاك لها الآ بتفكيك الكيان الغاصب لفلسطين.