عام ونيف جاء تشكيل حكومة اتفاق وفنادق الرياض وعادت الى عدن واستقبل بعملية المطار التي تحمل رسائل متعددة من خلالها يمكن قراءة واقع حال عدن وحكومة بدروم قصر المعاشيق.
حزب الاصلاح وميليشياته يعتبرون هذه الحكومة غير حقيقية متذرعين بعدم تنفيذ الشق العسكري والأمني ومليشيات الانتقالي تدعي أن الاتفاق لم يلتزم بتنفيذه هادي وقبوله بتشكيل الحكومة جاء بنتيجة ضغوط التحالف والمقصود هنا النظام السعودي والاماراتي, وكلا الطرحين صحيحان من حيث الشكل, أما المضمون فلا يريده لا مليشيات هادي والاصلاح ولا تحالفهما لأنه لا يتفق مع أجندة كل طرف وفي النهاية هم وكلاء للأجندة الخارجية والتي تخص أكثر من طرف ومواقفهم من الاتفاق وتنفيذه يعكس تلك التوقعات التي لم تعد غامضة ويكفي فقط الاشارة لما تقدمه فضائيات الطرفين ومتحدثيها والاماكن التي يتحدثون منها وتتوزع بين انقرة والرياض وأبو ظبي ولندن لنعرف حقيقة هؤلاء .
عندما وقع اتفاق الرياض بين الادوات وبرعاية سعودية اماراتية قلنا إن هذا الاتفاق ولد ميتاً والغاية منه كسب الوقت لعل وعسى يبرز متغير يخرجهم من هزائمهم أمام أبطال الجيش واللجان الشعبية وتصبح أجندتهم في الفصل والتقسيم لليمن امراً واقعاً وهذا لن يحدث والرهان على الوقت اثبت انه في غير صالحهم بل في صالح القوى الوطنية المدافعة عن سيادة ووحدة واستقلال اليمن.
التحالف ومرتزقته بمرور الوقت يغرقون بالدم اليمني ورهاناتهم تتحول دوماً الى سراب رغم ما يملكونه من المال والسلاح والاعلام وقبل هذا كله وبعده هو كبرى لم تنجدهم ولم تنقذهم حتى وصل بهم الحال ان لا منقذ لهم اليوم الا باللجوء الى الابن المدلل الذي صنعه الاستعمار الغربي بالمنطقة والمتمثل بكيان العدو الصهيوني الذي قدموا له كل شيء وفي النهاية لن ينقذهم ولن ينالوا منه شيئا.
لا حاجة بنا لتأكيد أن العالم يتغير ومنطقتنا ستكون هي النقطة المحورية في هذا التغيير .. صحيح أن الادارات الأمريكية تختلف في التكتيكات لكن تبقى الاستراتيجية واحدة وهذه المرة سيكون التغيير في ما سبق هو الابرز هذه المرة, فالوضع الاقتصادي والسياسي والعسكري الدولي لم يعد كما كان في تسعينيات القرن الماضي والعقدين الماضيين من القرن الحادي والعشرين .. لن نحتاج الى الانتظار طويلاً للتأكد من هذه الحقيقة ووضوح دور صمود اليمن بكل هذه المتغيرات الاقليمية والدولية عندها سيكون الانتقالي وما يسمى بالشرعية والنظام السعودي والاماراتي منسيين وفي خبر كان.
____
أحمد الزبيري