سلّط القرار الأمريكي الذي تعتزم الإدارة الأمريكية المنتهية صلاحيتها إصداره في آخر أيامها، مجدّداً، الضوء على الأهداف الحقيقية للعدوان على اليمن، وأكد ما تؤكده القيادة اليمنية منذ اليوم الأول من أن العدوان على اليمن بأهداف أميركية إسرائيلية بالدرجة الأولى، يقود عمليةَ تحقيقها بالنيابة، كلٌّ من النظامين السعودي والإماراتي.
ويوم أمس كشف موقع “إسرائيل ديفينس” أن كيان العدو الصهيوني يدفع الإدارة الأمريكية لإصدار القرار بتصنيف أنصار الله في لائحة الإرهاب ، وكجزءٍ من العملية أرسل نتنياهو رئيس الموساد، يوسي كوِهِن، إلى واشنطن، لدفع الإدارة المنتهية صلاحيتها في أمريكا لمعاقبة “أنصار الله” وتصنيفهم منظمة إرهابية قبل تولّي جو بايدن منصبه، الذي يعتقد بأنه سيتجه إلى التصالح مع إيران، وانتهاج سياسة مغايرة لترامب الذي اتبع سياسة صدامية إزاء كل الملفات والقضايا المتعلقة.
الإرهاب الأمريكي مقابل التطبيع السعودي
يسعى كيان العدو الصهيوني من وراء استصدار القرار الأمريكي الباطل تقديم خدمة لولي العهد السعودي بن سلمان، مقابل موافقته على إعلان التطبيع بين السعودية وكيان العدو الإسرائيلي.
ويشير مقال الكاتب الصهيوني عامي روحكس دومبا في موقع “إسرائيل ديفينس” أمس الأحد أن التطبيع بين الرياض وكيان العدو الصهيوني يمر بصنعاء، أي أن إنقاذ بن سلمان من هزيمته في الحرب على اليمن هو ما سيؤدي إلى إعلان التطبيع.
الطريق إلى الرياض تمر بصنعاء
وقال الكاتب” إن المسؤولين في إسرائيل يريدون من وراء دفع الإدارة الأمريكية مساعدة السعودية لإنجاز اتفاق تطبيع مع السعودية، ويعلمون أن الطريق إلى الرياض تمر بصنعاء، وإذا أرادوا تقديم “هدية” لولي العهد محمد بن سلمان، شعور النصر لدى ابن سلمان سيمكّن نتنياهو من إنجاز اتفاقٍ مع الرياض وربما حتى قبل الانتخابات الإسرائيلية العامة في آذار/مارس المقبل”.
وعلاوة على ما كشفه الموقع الصهيوني من أن القرار الذي يعتزم بومبيو إصداره يأتي بدفع صهيوني يشير إلى أن السعودية تتلقى هزائم باهظة في اليمن، وتتلقى خسائر في الأرواح والعتاد في الميدان ، وفشل مستمر في المعركة الجوية ، وقال “العدو الأساسي لـ”الحوثيين” لغاية كتابة هذه الأسطر هو السعودية. السعوديون، رغم أموالهم التي تشتري وسائل قتالية باهظة، يجدون صعوبة في التعامل مع القتال اللا-متناظر مع “الحوثيين”.
في البر، يتلقّى السعوديون خسائر بالأرواح والعتاد. لذلك يركّزون على معركة جوية، التي أيضاً ليست ناجحة كثيراً. في أعقابها تلقّى السعوديون انتقادات عالمية حول استهداف غير متورطين [أبرياء]، إلى حد أن بعض مزوّدي الأسلحة للرياض علّقوا شحناتهم مؤقتاً. لا مشكلة، الشحنات عادت بزخمٍ أكبر. المال يشتري كل شيء. مؤخراً فقط أنجزت الولايات المتحدة صفقة ضخمة مع السعودية لشراء ذخائر جوية دقيقة والهدف اليمن”.
خشية صهيونية من هجوم يمني
ذكر موقع “إسرائيل ديفينس” أنهم أي المسؤولين الصهاينة بدأوا في الأيام الأخيرة “زيادة الضغط الإعلامي حول “الحوثيين” في اليمن ، لكن الخشية هي أن يطلق “الحوثيون”، طائرة مسيّرة أو صاروخاً على إيلات.
وفيما تواصل المنابر الخليجية ومنصات التطبيع والخيانة الاستمرار في تسويق القرار الأمريكي باعتباره محطة انتصار فإنه يثبت يوما بعد آخر أن السعودية والإمارات والبحرين ليست إلا أدوات صهيونية أمريكية ، وأن العدوان على اليمن أمريكي صهيوني بامتياز تؤدي الدويلات الخليجية فيه دور المنفذ والممول ، وأن إسرائيل وأمريكا هما المسؤولان أمام الشعب اليمني الذي يتعرض لعدوان وحصار منذ ستة أعوام ، وأن غايات الحرب مُركّبة ومتعدّدة الأبعاد وليست محصورة في جانب واحد.
حضور الكيان الصهيوني في العدوان على اليمن
منذ الأيام الأولى للعدوان على اليمن، ربط قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بين العدوان على اليمن والمصالح الصهيونية، واعتبر العدوان أمريكياً صهيونياً بامتياز حيث تشكل اليمن والسواحل اليمنية مطمعاً كبيراً للكيان اليهودي.
وقد أخذت أن السياسة الإعلامية في صنعاء والخطاب السياسي يكرس تلك الحقيقة ، والتي ركزت على الشراكة بين دول العدوان وكيان العدو الصهيوني، بهدف ترسيخ تلك الحقيقة في الوعي الشعبي والنخبوي في اليمن وفي العالم العربي أيضاً،
في البداية، قابلت الدعاية السعودية الإماراتية تلك الحقائق بالهزء حيناً، وعدم الاكتراث أحياناً أخرى، فيما حرص الكيان الصهيوني على إخفاء بصمته في مجريات العدوان على اليمن، لا سيما في مجالَي الاستخبارات ونقل التجربة، لكنها مع ذلك لم تستطع تمويه حضورها المباشر في معارك الساحل الغربي وقدوم ضباطها وقياداتها إلى ميناء المخا، على أن التكتّم الذي صاحَب الحضور الإسرائيلي في الحرب على اليمن بدأ يتلاشى منذ العام الماضي،
مشيراً إلى أنه بحسب التقديرات الاستخبارية، فإن بعض الصواريخ في اليمن نصبت بهدف استهداف الكيان الصهيوني وكانت مجلة «عدكون استراتيجي» التي يصدرها «مركز أبحاث الأمن القومي» الصهيوني قد أصدرت دراسة حول اليمن قالت فيها إنه على الرغم من أن تل أبيب ليست لاعباً مركزياً في الحرب الدائرة في هذا البلد، إلّا أن مصالحها ستتأثر بالتحوّلات هناك، واعتبرت الدراسة التي أعدّها الباحث آرييه سيتمان أن من وصفهم «الحوثيين» باتوا يمثّلون تهديداً للصهاينة لما يمتلكون من ترسانة صاروخية يمكن أن تطال مناطق داخل الكيان.
على الكيان الإسرائيلي انتظار أقسى الضربات
لم يعد الدور الصهيوني في العدوان على اليمن سراً ، وقد بدت المشاركة والدور الصهيوني في العدوان على اليمن واضحا خلال السنوات الأخيرة ، يزداد يوما بعد آخر ، فماذا على الصهاينة انتظاره من اليمن إذا ما استمروا في مغامراتهم !
في نوفمبر 2019م ، هدد قائد الثورة سماحة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بضرب الأهداف الحساسة داخل الكيان الصهيوني في حال أقدم على أعمال عدائية ضد اليمن ..
وأشار قائد الثورة في كلمة متلفزة أمام ملايين من الحشود المحتفلين بالمولد النبوي في العاصمة صنعاء والمحافظات اليمنية إلى أن اليمن لن يتردد في توجيه أقسى الضربات الممكنة على كيان العدو الصهيوني , وقد جاء الموقف ردا على معلومات بوجود تحركات صهيونية عداونية تهدف إلى تنفيذ عمليات في اليمن.
وأضاف سماحته ” نؤكد على أن موقفنا في العداء لإسرائيل ككيان غاصب هو موقف مبدئي إنساني أخلاقي والتزام ديني ”، معلنا “الاستعداد الدائم لكل الخيارات في مواجهة إسرائيل” .
حيث يمتلك اليمن مخزونا استراتيجيا من الصواريخ والطائرات المسيرة القادرة على الوصول إلى عمق كيان العدو الصهيوني ، تبلغ مدياتها إلى أكثر من 2600 كيلو ، فيما يتحمس اليمنيون للدخول في مواجهة مباشرة مع كيان الاحتلال اليهودي.