منذ اللحظة الاولى لاعلان وزير الخارجية الامريكي “مايك بومبيو” نيته تصنيف حركة انصار الله اليمنية على انها “جماعة ارهابية” وفرض عقوبات على اليمن انهالت الإدانات والإستنكارات على ادارة ترامب من كل حدب وصوب حتى ذهب اعضاء في مجلس النواب الامريكي لوصف الخطوة بأنها “مستهجنة أخلاقيا، كما حظيت بإدانة مرشح “بايدن” لمنصب مستشار الأمن القومي.
ووجه رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي غريغوري دبليو ميكس، و25 نائبا، رسالة إلى وزير الخارجية مايك بومبيو بهذا الشأن.
أكبر أزمة إنسانية
وقال ميكس في الرسالة: “هذه الخطوة في الأيام الأخيرة لـ ادارة ترامب ستجعل بلا شك أكبر أزمة إنسانية في العالم -كما تقول الأمم المتحدة- أسوأ بكثير، وستدفع آلاف اليمنيين نحو خطر أكبر”، مضيفا أن “حقيقة تسريع إدارة ترامب هذا القرار، بغض النظر عن العواقب على المدنيين اليمنيين أو تقديم التنازلات الضرورية عن المساعدات المنقذة للحياة، أمر مستهجن أخلاقيا”.
ميكس تابع: “الأمر سيعقد من مهمة المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث كمفاوض سلام، وسيعيق المسار الوحيد القابل للتطبيق لإنهاء هذه الحرب الوحشية”على اليمن، موضحا أن “هذا القرار لن يساعد اليمن في حل النزاع، ولا في توفير العدالة للانتهاكات والتجاوزات التي ارتكبت خلال الحرب عليها، بل سيؤدي إلى تفاقم الأزمة”.
مزيد من المعاناة
من جانبه اعتبر مرشح الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن “جيك سوليفان” لمنصب مستشار الأمن القومي، أن القرار لن يؤدي إلا إلى مزيد من المعاناة لشعب مزّقته الحرب.
وتدخل العقوبات المترتّبة على هذا التصنيف حيّز التنفيذ في 19 يناير، أي قبل يوم من تنصيب بايدن الذي يقول مقربون منه إنّ هناك نية لإعادة إطلاق الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب على اليمن.
قرار مدفوع الثمن ومعارضة أممية لعقاب جماعي
وبينما اجمعت العديد من الاوساط على ان القرار يأتي مدفوع الثمن من السعودية وتسديد لمستحقات سابقة دفعها بن سلمان لـ ادارة ترامب، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن القرار من شأنه “التسبب في تداعيات إنسانية وسياسية خطيرة”.
وحذّرت منظمات إغاثية من أن القرار قد يعوق التواصل مع المسؤولين واستخدام المنظومة المصرفية ودفع الأموال للعاملين في المجال الصحي وشراء الأغذية والوقود، وحتى القدرة على الوصول إلى شبكة الإنترنت.
من جانبها قالت صحيفة ”نيوز ويك” الأمريكية أن ماتقوم به ادارة ترامب ورقة أخيره لدعم السعودية التي تقود حربًا على اليمن منذ أكثر من خمس سنوات، وبالمقابل تهدف هذه الخطوة إلى إعاقة الرئيس المنتخب جو بايدن في مهامه السياسية القادمة والمتراكمة.
واعتبر كبير محللي شؤون اليمن في مجموعة الأزمات الدولية ،بيتر سالزبري، إن القرار يهدد بمعاقبة جميع اليمنيين بشكل جماعي من خلال التسبب في مجاعة لها عواقبها الكارثية.
ولفت إلى أن النظام السعودي قدم دعماً للجماعات المتطرفة في الخارج واتهم ادارة ترامب بالوقوف إلى جانب بن سلمان في قضية قتل خاشقجي ، حتى أنه وقف إلى جانب ولي العهد بشأن استنتاجات وكالة المخابرات المركزية على الرغم من الإدانة الدولية الواسعة، وروجت ادارة ترامب لصفقات أسلحة كبيرة مع السعودية وعرقل جهود الكونجرس لإنهاء الدعم الأمريكي لحرب المملكة في اليمن.
إدانات واسعة
طهران قالت إن إطلاق صفة الإرهاب على حركة أنصار الله، سيؤثر على الحل السلمي، معتبرةً القرار آخر جهود ادارة ترامب لاستكمال دورها المخرب في الحرب المشينة المفروضة على اليمن.
اليمن وصفت القرار بالسخيف وغير المنطقي وأنه يعبر عن حالة متقدمة من الإفلاس خاصة وأنه يأتي في ظل اللحظات الأخيرة من الاحتضار السياسي لإدارة ترامب والتي فشلت فشلا ذريعا في كسر إرادة الشعب اليمني وتعيش حاليا مخاض الخروج غير المشرف من البيت الأبيض.
كما لاقى القرار ادانات واسعة من المجتمع الدولي مجمعين على اثاره الكارثية على الشعب اليمني، وحظي بادانة كل فصائل المقاومة والهيئات والمؤسسات اليمنية معبرين عن استنكارهم للعنجهية والصلف الامريكي في ابادة الشعوب وتجويعهم في سبيل مخططاتهم التخريبية في المنطقة.