قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إنها تحدثت إلى رئيس هيئة الأركان المشتركة بشأن منع الرئيس دونالد ترامب من شن ضربة نووية في أيامه الأخيرة بالبيت الأبيض.
وكتبت في رسالة إلى زملائها بالمجلس إنها تحدثت إلى رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي “لبحث التدابير الاحترازية المتاحة لمنع رئيس متقلب من البدء في عداءات عسكرية أو الحصول على أكواد الإطلاق الخاصة بتنفيذ هجوم نووي”.
وجاءت تصريحات بيلوسي قبل بدء الديمقراطيين في الكونجرس مؤتمرا عبر الهاتف لمناقشة احتمال مساءلة ترامب لمرة ثانية، وهو أمر غير مسبوق، بعد يومين من اقتحام أنصاره الذين شحنتهم مزاعمه المتعلقة بتزوير الانتخابات لمبنى الكونجرس الأمريكي (الكابيتول) مما دفع النواب للاحتماء وأسفر عن خمسة قتلى.
وقالت بيلوسي “الموقف مع هذا الرئيس المختل لا يمكن أن يكون أكثر خطورة وعلينا أن نفعل كل ما بوسعنا لحماية الشعب الأمريكي من اعتدائه غير المتزن على بلادنا وعلى ديمقراطيتنا”. وأضافت أنها ناقشت الأمر مع الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة.
وعلى الرغم من أن الرؤساء الأمريكيين لديهم صلاحية الوصول لأكواد الإطلاق المطلوبة للأسلحة النووية 24 ساعة يوميا، لم يبد أي مسؤول عسكري أو في الأمن القومي أي مخاوف علنا من الطريقة التي يفكر بها ترامب في الأسلحة النووية.
وقال مكتب ميلي إن بيلوسي بادرت بإجراء الاتصال وإن الجنرال “أجاب عن أسئلتها المتعلقة بسلطة القيادة المتعلقة بالأسلحة النووية”.
وتم إرسال الخطاب إلى مشرعين بالكونجرس لبحث عرض مواد العزل على مجلس النواب للتصويت، بعد أن اقتحم أنصار ترامب مبنى الكونجرس أمس الأول الأربعاء .
من جهة أخرى، قال مسؤول أمريكي طلب عدم ذكر اسمه إن أي استخدام لسلاح نووي هو عملية تتطلب الكثير من المداولات. وقال مصدر مطلع إن بيلوسي وصفت في بداية المؤتمر ترامب بأنه “متمرد” وقالت إن الأعضاء مجتمعون لمناقشة الخطوات المقبلة.
وبعد يوم من تعهد ترامب بصيغة غير معتادة في تسجيل فيديو بضمان انتقال سلس للسلطة للرئيس المنتخب جو بايدن، عاد للغة أكثر تصادمية مرة أخرى.
وأشاد على تويتر بأنصاره وقال إن نحو 75 مليون شخص ممن أدلوا له بأصواتهم “سيكون لهم دور كبير في المستقبل ولفترة طويلة. لن يتعرضوا للازدراء أو يعاملوا بطريقة ظالمة بأي شكل من الأشكال” دون أن يفصح عن أي تفاصيل أخرى.
كما أكد ترامب في تغريدة على تويتر اليوم الجمعة أنه لن يحضر حفل تنصيب خلفه الرئيس المنتخب بايدن يوم 20 يناير كانون الثاني.
وسيعد ذلك مخالفة لتقليد متبع منذ زمن يشهد مرافقة الرئيس لمن سيخلفه إلى مبنى الكونجرس حيث تقام المراسم. ويعد التقليد جزءا مهما من الانتقال السلمي للسلطة.
ويبحث عضو جمهوري واحد على الأقل في مجلس الشيوخ، وهو السناتور بن ساس عن ولاية نبراسكا، دعم مساع محتملة من أعضاء ديمقراطيين في الكونجرس الأمريكي لاتخاذ إجراءات لمساءلة ترامب للمرة الثانية بغرض عزله.
وقال السناتور ساس، الذي انتقد ترامب مرارا، اليوم الجمعة إنه سيدرس “بالتأكيد” التي يمكن للنواب استخدامها. وقال لمحطة (سي.بي.إس) الإخبارية إن ترامب “لم يحترم القسم الذي أداه”.
وحتى إن وافق مجلس النواب على مساءلة ترامب في هذا الوقت القصير، سيرجع القرار النهائي المتعلق بعزله إلى مجلس الشيوخ الذي لا يزال يخضع لسيطرة الجمهوريين الذين قضوا بتبرئته بالفعل من مساءلة سابقة. ومع بقاء 12 يوما فقط في ولاية ترامب الرئاسية وعطلة مجلس الشيوخ، فإن احتمال عزله غير مرجح.
وتتطلب الإطاحة بالرئيس الأمريكي تأييدا من أغلبية نسبتها الثلثين في مجلس الشيوخ. ولم يصدر تعليق من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ السناتور الجمهوري ميتش ماكونيل بشأن مساءلة الرئيس بغرض عزله.