أصبحت محافظة المهرة التي تعد بوابة شرقية لليمن محافظة محتلة بامتياز من قبل السعودية، ولم تكتفي الرياض بنشر الآلاف من قواتها والمئات من الأسلحة الثقيلة في هذه المحافظة الامنة والبعيدة عن جغرافيا الصراع الذي يدور بين صنعاء والتحالف وحكومة هادي، ولكن الاطماع السعودية حولت المهرة إلى ساحة صراع وتمكنت عبر عدد من أدواتها ومعظمهم مسئولين في حكومة هادي من خلق ذرائع ومبررات للتدخل العسكري الأجنبي في المحافظة.
فتحت ذريعة برنامج إعادة الاعمار السعودي الذي دشن أعماله في صحاري المهرة التي لم تشهد أي مواجهات عسكرية مع أي طرف ، ولم تتضرر البنية التحتية فيها خلال السنوات بالإضافة إلى ان البنية التحتية في المحافظة كانت متواضعة ، اتخذت الرياض من إعادة الاعمار ذريعة ليس لإنشاء مشاريع استثمارية وانما لأنشاء معسكرات ومواقع عسكرية لقواتها في مختلف أرجاء المحافظة ، وبتعاون كبير من رئيس حكومة هادي الحالي وبتوجيهات من علي محسن الأحمر تمكنت السعودية من السيطرة على مطار الغيظة ، واغلقته امام الملاحة الجوية وحولته إلى قاعدة عسكرية أمريكية وبريطانية خلال العام المنصرم .
ورغم تصاعد الأصوات المهرية الرافضة للتحركات العسكرية في المهرة خلال السنوات الماضية، وقفت أدوات السعودية من القيادات اليمنية الموالية لهادي والمدرج اسمائها ضمن كشوفات اللجنة الخاصة إلى جانب السفير السعودي في تنفيذ أجندة ومؤامرات طالت السيادة الوطنية، ومع تصاعد المطالب التحررية من قبل قبائل وأبناء المهرة الرافضة للتوغل السعودي ، عمدت الرياض مؤخراً على تحويل تسع مدارس حكومية لم يكن لبرنامج إعادة الاعمال السعودي أي دور في إنشائها باستثناء قيام الرياض بترميم البعض منها بتغيير أسماء تلك المدارس بأسماء المدن السعودية وهي خطوة كشفت مدى التوجه السعودي لتغيير هوية المهرة وأكدت بان الرياض تتعامل مع محافظة المهرة اليمنية كمحافظة سعودية.
كل تلك الاستفزازات التي اثارت أبناء المهـرة وكل أبناء اليمن تعاملت معها حكومة هادي المعينة مؤخراً بأمر السفير السعودي بصمت ، بعدما قدم رئيسها الضوء الأخضر للسعودية في كل تلك الانتهاكات التي طالت السيادة اليمنية ، مقابل حصوله على ثقة الرياض ولذلك منح وزير الاشغال السابق السابق معين عبدالملك الذي شرعن التدخل العسكري السعودي في المهرة قبل عامين ، ثقة السعودية بعدما اصبح أداة تنفيذية تنفذ كل توجهات واجندات الرياض على حساب المصلحة الوطنية فتم اختياره رئيساً لحكومة هادي لفترتين .