كشف مكتب حقوق الإنسان بمحافظة تعز عن جرائم وانتهاكات قوى تحالف العدوان بحق المدنيين بالمناطق الخاضعة لسيطرتهم خلال العام الماضي والتي بلغت 834 انتهاكاً.
وأوضح مكتب حقوق الإنسان في تقريره السنوي أن جرائم وانتهاكات مرتزقة العدوان بحق المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم توزعت على جرائم قتل واغتيال وعمليات اعتقال واختطاف وأعمال سلب ونهب وتهجير القسري.
وأشار التقرير السنوي الصادر حول الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين والممتلكات العامة والخاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة قوى الغزو والاحتلال والمرتزقة، أن الانتهاكات تضمنت تفجيرات بعبوات ناسفة وإطلاق قذائف صاروخية من الميلشيا التابعة لقوى العدوان، ما أدى إلى استشهاد وإصابة مدنيين بينهم أطفال ونساء.
ضحايا مدنيون
أكد التقرير أن جرائم القتل ضد المدنيين بلغت ١٠٦ جرائم قتل راح ضحيتها ١٤ امرأة و١٥ طفلاً توزعت الجرائم بين القتل رمياً بالرصاص والإعدام والدهس بأطقم عسكرية تابعة لميليشيا مواصلة لتحالف العدوان.
ولفت التقرير إلى أنه من بين الجرائم، مقتل امرأة شنقاً وحرقاً وكذا مقتل طفل جراء الضرب المبرح وآخر قتل بانفجار داخل معسكر لأحد فصائل المرتزقة، ومقتل طفلين بقصف مدفعي على المناطق الآهلة بالسكان وعشرة مدنيين قتلوا بانفجار عبوات ناسفة جراء الاقتتال بين الفصائل الموالية لدول العدوان.
وحسب التقرير، جرائم مرتزقة العدوان استهدفت قسم النساء في الإصلاحية المركزية في الخامس من أبريل 2020م، بقصف صاروخي، أسفر عن سقوط ١٥ نزيلة بين قتيلة ومصابة وطفلين، جميعهم من أحفاد بلال.
واعتبر التقرير الجريمة أحد أبشع جرائم وانتهاكات مرتزقة العدوان بحق نساء تم الزج بهن في السجن .. مبيناً أن فصائل المرتزقة هدفت من وراء استهداف قسم النساء في الإصلاحية إيجاد فوضى، يتسنى من خلالها هروب أفراد ضالعين في جرائم قتل ينتمون لمليشيا مسلحة تابعة للمرتزقة، ما يؤكد ذلك الحريق الكبير بسجن الرجال عقب انفجار القذيفة بقسم النساء.
ولفت التقرير إلى أن جرائم المرتزقة تسببت في جرح ٢١٤ من المدنيين، بينهم ١٩ امرأة و٤٣ طفلاً .. مبيناً أن ثلاثة أطفال أصيبوا بحوادث دهس بأطقم عسكرية تابعة للمرتزقة؛ وثلاث نساء وخمسة أطفال أصيبوا برصاص مباشر، كما جرح طفل في اشتباكات بين الفصائل الموالية لتحالف العدوان، وكذا إصابة 11 مدنياً نتيجة انفجار عبوات ناسفة؛ وخمسة آخرين أصيبوا بجروح بقصف مدفعي للمرتزقة بينهم ثلاثة أطفال.
جرائم اختطاف واعتقال وإخفاء وتهجير قسري
وذكر التقرير أن جرائم الاختطاف والاعتقال والتهجير القسري التي ارتكبها مرتزقة العدوان في المحافظة خلال العام الماضي، بلغت ٢٥٨، منها ٧١ حالة اختطاف وإخفاء قسري بينها ست حالات اختطاف أطفال و١٣حالة اعتقال تعسفي.
وأشار إلى ارتكاب مرتزقة العدوان ١٧٤ جريمة تهجير قسري نتيجة اقتتال الفصائل الموالية للعدوان وفقاً لتقارير رصدتها منظمة الهجرة الدولية في أكتوبر ٢٠٢٠م، كما وثقت التقارير ٤٦ حالة تهجير لأسر أحفاد بلال خلال مارس إلى مخيم النازحين بمركز مديرية طور الباحة.
وأوضح التقرير أن هناك جرائم تصفية لشخصيات اجتماعية وتجارية ومنها تصفية رجل الأعمال محمود الزوقري في سبتمبر وكذا تصفية مالك أحد المنازل المغتصبة من قبل إحدى القيادات العسكرية التابعة لما يسمى اللواء ١٧ مرتزقة موالية لقوى العدوان.
ووثق التقرير 37 جريمة منها ٢٤ واقعة اغتيال، شملت القيادي المرتزق صادق مهيوب المكنى أبو الصدوق وتصفية ما يسمى قائد كتائب الكوثر مرتزقة وليد العريقي الشهير بوليد الرغيف؛ إلى جانب ١٣ محاولة اغتيال، منها محاولة اغتيال عميد مرتزق محمد سالم الخولاني في أغسطس بكمين في مفرق جبل حبشي الواقعة تحت سيطرة المرتزقة، ما أدى إلى جرح أحد مرافقيه ومقتل اثنين آخرين.
جرائم حرية الرأي
رصد تقرير حقوق الإنسان انتهاكات المرتزقة بحق الصحفيين والناشطين وممارساتهم لتقييد ومصادرة الحريات 22 انتهاكاً منها حادثة اعتداء على المصور الإعلامي معاوية الحمادي من قبل مسلحين في نقطة المخدوش بالنشمة مديرية المعافر وحادثة اختطاف الطفل عمرو الصلوي نجل الصحفية وئام الصوفي من قبل مسلح على متن دراجة نارية في شارع جمال مدينة تعز، أصيب خلالها بإصابات بليغة.
وتطرق التقرير إلى وقائع اختطاف واحتجاز الصحفيين ومنهم الصحفي جميل حسن الصامت والإعلامي جميل الشجاع والناشط والكاتب الإعلامي عبدالله فرحان والذين تم اعتقالهم نتيجة مواقفهم وآرائهم بشأن ما يحصل من انتهاكات وممارسات تعسفية وأعمال تخريبية من قادة عسكريين محسوبين على ما يسمى ألوية عسكرية تابعة لفصائل المرتزقة الموالية للعدوان.
جرائم وانتهاكات على الممتلكات
أوجز التقرير انتهاكات مرتزقة العدوان على الممتلكات العامة والخاصة، شملت ١٩٧ انتهاكاً، منها ٢٢ لمنشآت حكومية و١٧٥ انتهاكاً بحق الممتلكات الخاصة في ظل انفلات أمني بمناطق سيطرة المرتزقة التابعة لقوى العدوان.
وخلص التقرير إلى أن الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها المرتزقة عام 2020م، ترقى إلى مستوى جرائم الحرب وتستوجب المساءلة الجنائية الجماعية أمام المحاكم المحلية والدولية كونها تمس مدنيين.
وحمل التقرير التحالف بقيادة السعودية والمرتزقة المسؤولية الكاملة عن كافة الانتهاكات والجرائم التي يتعرض لها أبناء تعز بالمناطق الخاضعة لسيطرتهم .. مندداً بصمت كافة المنظمات المعنية إزاء تلك الجرائم والانتهاكات.
وأكد مكتب حقوق الإنسان بمحافظة تعز ضرورة التدخل لإيقاف جرائم وانتهاكات حقوق الإنسان بمناطق سيطرة قوى العدوان ومواليها .. مبيناً أن تلك الجرائم أصبحت ممنهجة ضحيتها من المدنيين جلّهم أطفال ونساء.
وأوضح مدير مكتب حقوق الإنسان بمحافظة تعز عبده البحر لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن المكتب مستمر في رصد وتوثيق كافة جرائم وانتهاكات المرتزقة بحق المدنيين في المحافظة.
وأشار إلى إجراءات مكتب حقوق الإنسان بشأن جرائم العدوان ومرتزقته وفقاً لجسامة الجريمة من أعمال الاختطاف والقتل والاغتيالات والاعتداءات على الممتلكات الخاصة والأعيان المدنية .. مبيناً أن المكتب يتتبع جرائم المرتزقة ورفعها إلى الجهات المختصة.
وأكد البحر أن الجرائم الواقعة من قبل المرتزقة بحق المدنيين من خلال القذائف الصاروخية بصدد إعداد إحصائية كاملة عنها وتجهيز التقرير القانوني ورفعها إلى النيابة المختصة.
ولفت إلى أن خطة مكتب حقوق الإنسان بالمحافظة 2021م، تتضمن رصد وتوثيق جرائم وانتهاكات تحالف العدوان ومرتزقته وتعزيز الحماية الوطنية لحقوق الإنسان بصورة عامة.