أحيت وكالة الأنباء اليمنية سبأ، اليوم في صنعاء، أربعينية فقيد الإعلام والصحافة رئيس مجلس إدارة الوكالة – رئيس التحرير الكاتب والشاعر الكبير محمد يحيى المنصور.
واعتبر وزير الإعلام ضيف الله الشامي، رحيل الفقيد محمد المنصور خسارة فادحة ليس على الأسرة الإعلامية فحسب وإنما على الوطن بصورة عامة.
وقال” نحيي أربعينية الفقيد المنصور، لاستلهام مآثره وعطائه الإعلامي والثقافي والأدبي والسياسي، ونؤكد أنه مهما حاول تحالف العدوان كسر ظهورنا بمنع سفر مثل هؤلاء العظماء لتلقي العلاج، فإننا نزداد قوة وصلابة وعزيمة وإصراراً على مواصلة الصمود في مواجهة مختلف الجبهات”.
وأضاف” نستلهم من الفقيد المنصور الشخصية السياسية والإعلامية والثقافية الدروس والعبر، لما كان يتحلى به من صفات وخصال عظيمة، حيث كان أباً وأخاً وصديقاً، لا يشعرك بأنه مسئول عليك، وإنما ينصت للجميع في كل الأوقات”.
وأكد الوزير الشامي الحرص على جمع كافة المواد والمشاهد للفقيد المنصور وتوثيقها في فيلم يضم أعماله ومسيرة حياته وخوضه في معترك الحياة السياسية والأدبية والثقافية والإعلامية.. معبراً عن الأمل في أن يتم إنتاج الفيلم عن الفقيد بصورة مدروسة وواقعية.
وأكد الاستعداد توفير كافة الإمكانيات لإخراج الفيلم إلى النور، وبما يجعل منه خطوة لإعداد ملفات عن الشخصيات الوطنية.. وقال” نحن اليوم في مقام الفقيد المنصور الذي لم نتعامل معه يوماً ما بأنه موظفاً أو مسئولاً، بل كان أباً ومعلماً ومربياً والموجه الحقيقي لنا وشخصياً كان أباً أستند إليه بعد فقداني للشهيد عبدالكريم الخيواني”.
وأضاف” الفقيدان المنصور والخيواني كانا سنداً لي، أتواصل دوماً معهما للحديث عن مجمل القضايا لنستلهم رؤية حقيقية وقراءة للأحداث بواقعية لأنهما خاضا تجربة كبيرة وعملية”.
وأشار الوزير الشامي إلى أن الشهيد الخيواني والفقيد المنصور كانا من الملهمين الكبار لتجاوز العقبات في المعترك السياسي والإعلامي .. وقال” خلال الفترات السابقة في ظل حرب ومعارك نعاني منها ونواجه حروب كبيرة، لكن المعترك السياسي والإعلامي والمعرفة بالشخصيات والوقائع وأساليب المكر والخداع التي يمارسها الأعداء كان الخيواني والمنصور هما الملهمين لتجاوز مثل هذه العقبات”.
وتطرق وزير الإعلام إلى الجهود التي بذلها رئيس المجلس السياسي الأعلى ومدير مكتب رئاسة الجمهورية في معالجة الفقيد بالخارج من خلال طرح مسألة سفره لتلقي العلاج في الخارج، مع المبعوث الأممي ومسئولي الشؤون الإنسانية، لكن وجدنا تصلباً كبيراً من قبل المنظمات، لأنه كان شخصية تمثل رقماً صعباً ورفض الخروج إلا عبر مطار صنعاء الدولي”.
واستنكر استمرار حصار تحالف العدوان لمطار صنعاء الدولي.. وأضاف” نستغرب عدم تفاعل المنظمات لسفر الفقيد المنصور للعلاج في الخارج، في الوقت الذي كانت فيه ترسل طائرتين لإخراج موظف تابع للأمم المتحدة للاشتباه بإصابته بكورونا، ما يؤكد الكيل بمكيالين حول مفهوم الإنسانية والحرية”.
ونوه ببصمات الفقيد المنصور والشهيد حسن زيد في الاستجابة للسيد القائد في فضح مؤامرة كبيرة كان الأعداء يسعون من خلالها تمزيق النسيج المجتمعي، لكن باستجابتهما لدعوة قائد الثورة أفشلا مخطط العدوان، ما مثل ذلك نقطة ضوء في تاريخهما.
واختتم وزير الإعلام كلمته بالقول” نحرص في الحديث عن أي شخصية وطنية أو فقيد أن يكون المتحدث على معرفة واسعة عمن يتحدث عنه، حتى لا يكون هناك تزييف الحقائق، لنؤسس بذلك رؤية لأجيالنا مستقبلاً، وهو ما تحلى به الفقيد المنصور في النقد البناء و المصداقية والواقعية”.
وفي فعالية التأبين التي حضرها وكيل وزارة الإعلام نصر الدين عامر ورؤساء وقيادات المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، أشار نجل الفقيد أحمد محمد المنصور، إلى المواقف الإنسانية للفقيد الراحل وصفاته ومناقبه.
وقال “كان والدي من الرجال الأوفياء الصادقين، في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والوقوف في وجه الطغاة والمستكبرين ومواجهة العدوان بقلمه الحر وفكره المستنير مدافعاً عن المظلومين”.
واستعرض نجل الفقيد المنصور نبذة عن حياته ونشأته في بيئة يملؤها العلم وثقافة أهل البيت التي ظلت نهجه وصنعت منه شخصية عظيمة أثبتتها مواقفه الصادقة ومبادئه التي عُرف بها.. وأضاف” لم يكن أباً لي ولإخواني فقط، بل كان أباً لمن لا أب له وعوناً للمستضعفين والموهوبين والمشجع لهم، وكان معلماً شاملاً”.
ودعا وزارتي الثقافة والإعلام والاتحادات الأدبية والمؤسسات المعنية إلى الاهتمام بالإرث الأدبي الكبير الذي تركه الفقيد وطباعة دواوينه الشعرية وكتاباته السياسية والفكرية باعتبارها حقاً عاماً وإرثاً للأمة كلها.. معبراً عن الشكر باسم أسرة الفقيد لكل من ساهم في إحياء الأربعينية.
تخلل الفعالية التأبينية بحضور جمع من الإعلاميين وأسرة الفقيد، ريبورتاج بعنوان “محمد المنصور في ذاكرة الوطن”، وقصيدة للشاعر معاذ الجنيد، وفقرة إنشادية لفرقتي السيد القائد والصمود.