لطالما تعمدت النزغات الشيطانية للغرب تشتيت اللحمة العربية والإسلامية وزرع النزاعات الواهنة في تلك المجتمعات، مستغلين حالة اللاوعي واللابصيرة التي قد وصلت اليها الأمة الإسلامية بسبب تغلغلها في ثقافات وتوجهات الغرب، والتي حالت بين الأمة ودينها، وتمكنت بشكل عام من رأس الهرم في الدولة، وثقفت الشعوب لما تقتضيه المصلحة الصهيونية في المنطقة، ومن أجل السلام تركت الأمة الإسلامية السلاح، في الوقت الذي جعلته أمريكا شعار حربٍ لها، “إذا اردت السلام فـاحمل السلاح”.
فالأمة العربية والإسلامية أصبحت منقسمة وكل جهة لها ثقافتها الخاصة، في الوقت التي تمسك الغرب فيه بلحمته وثقافاته ودياناته المتعددة، فالعدو قد ترصد بواقع الشعوب المسلمة السوء وبث السموم الثقافية بعدة اشكال حتى أصبح لها قبول وتاثير، وبعد ما لاقى مشروعه التدجيني الإستجابه التامة، قام بتحريك ورقة “صفقة القرن” ومن ثم الإنخراط بشكل معلن في أوساط الأمة المسلمة تحت مسمى التطبيع، وهكذا..
لم تعد الشعوب العربية في المنطقة تعي خطورة التمزق والتفتت، ولم تعد تعي أن الأمة الإسلامية لها هدف وقضية واحدة وعدو واحد، لهذا اشتعلت الحروب في المنطقة لصالح العدو الصهيوأمريكي، وكانت تلك الحروبات باسم الدين للأسف الشديد.
وبالخوض في غمار التضحية والعطاء والإستبسال والوعي القرآني الذي خُلق من رحمه وعيا سياسيا وعسكريا واجتماعيا، نجزم بأن دماء الشهداء من أحرار المقاومة في العالم هم من حفظوا للأمة الإسلامية ماء الوجه، وهم من عرقلوا مشروع العدو الصهيوني في الشرق الأوسط، لذلك فقد اضطر العدو لاشعال حرب عسكرية في المنطقة حتى يتسنى له تمرير المشاريع من تحت الطاولة.
وهذا ما حدث فعلا، فـحين فشلت المخططات في العراق وسوريا وإيران ولبنان، وجهوا البوصلة باتجاه باب المندب لذلك شكلوا تحالف عدواني تحت مزاعم الشرعية، وأرادوا التّحكم بالقطر العربي من نقطة حساسة هي متحكمة بملاحة البحر الاحمر بشكل عام.
وبالعودة إلى موضوع الأمة الواحدة الذي ركز عليه السيد القائد ”عبد الملك بدرالدين الحوثي“ في خطابه بمناسبة إختتام فعاليات الذكرى السنوية للشهيد، قد تجسد واقعا ملموسا في الساحات المقاومة حين توحدت في حمل قضية ومشروع وثأر الشهيدين ”قاسم سليماني والمهندس“، وهذا ما احياه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، وهذا سبب استهدافه.
ولعل الفشل الذريع الذي الم بحال العدو “الصهيوأمريكي” هو استهدافهم لإخفاء الأشخاص متناسيين بقاء أثر المشروع، والذي أصبح كفيل بكشف الاعيب الغرب ورص الأمة الإسلامية والعربية تحت لواء القرآن الكريم، وحينها ماذا سيكون على العدو عمله!!
نعم فالعدو الصهيوني قد حقق مآربة في المنطقة، لكن بعد مَسيرات اليوم في دول محور المقاومة، وتجديد العهد والولاء لدماء الشهداء الاحرار الذين ناهضوا المشروع الصهيوني وقدموا أرواحهم قربانا من أجل صحوة الأمة الإسلامية تجاه ما يحاك لها من مؤامرات.
وهاهو العدو الصهيوني يواصل نفث السموم في “الشرق الاوسط” لكن هذه المرة قد لاقت المخططات الصهيونية تهديدات جدية من دول محور المقاومة على رأسهم القيادة الوطنية في “اليمن” والذين رصدوا التحركات المشبوهة للعدو في البحر الأحمر والمحافظات الجنوبية بشكل عام، وذلك لما تقوم به أدوات الإرتزاق من تحركات متطورة للسيطرة على ثروات ومقدرات المحافظات بشكل عام.
فخلاصة الصراع هو ما حدث اليوم من صحوة عربية تجاه القضية الواحدة، وتوحيد حال اللسان ومنطقه بثقافة ورؤية موحدة، ولعل العدو قد حسب حساب ذلك وقد يتعمد إثارة الفوضى الداخلية بجرائم يقيدها ضد التنظيمات الإرهابية، وقد يحدث مالا يحمد عقباه.
فالضربة التي استهدفت مرتزقة حكومة الفنادق في مطار عدن حال الإستقبال كان مؤشرا واضحا لاستقرار العدو الصهيوني في المنطقة، فالادوات السعوإمارتية حتى وأن كانت لهم مصلحة فهي مصلحة للعدو الصهيوني، وتبق التهديدات الحامية لدول محور المقاومة هي من ستحسم الأمر في نهاية المطاف.. وهذا ما يحاول أن يتلافاه العدو لكن من دون فائدة.
_________
إكرام المحاقري