عقب الانفجار الضخم في مطار عدن، كشف نير دفوري، محلل الشؤون العسكريّة في القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ النقاب عن أنّ جيش الاحتلال بات يعتبر اليمن جبهةً جديدةً عليه الاستعداد لمواجهتها، لافتًا إلى أنّ هذه الدولة العربيّة باتت في قبضة إيران.
وأوضح في تقرير له ليلة الأربعاء أنّ إسرائيل تعمل منذ عدّة سنوات في البحر الأحمر لمنع تهريب الأسلحة الإيرانيّة وتدافع عن السفن التجاريّة الإسرائيليّة التي تمر من هناك،
والآن، تؤكّد المصادر الأمنيّة والعسكريّة الرفيعة في تل أبيب، أنّ اليمن بات يُشكّل خطرًا على إسرائيل عقب انفجار عدن، التي تتابع عن كثب تطورات الحرب الجارية هناك، مشيرةً، وفق التلفزيون العبريّ، إلى أنّه بالرغم من بعد اليمن جغرافيًا عن دولة الاحتلال، فإنّ الجيش يعتبر اليمن جبهةً خطيرةً على المصالح الإسرائيليّة، كما قالت المصادر في تل أبيب.
في السياق ذاته، من الواضح في الاهتمام الإسرائيليّ هو إجماع المراقبين على أنّ التطورات الأخيرة التي شهدها اليمن وتعاظم قوة أنصار الله، مثلتا موضع قلق كبير لإسرائيل، إذ قال المُستشرِق أيهود يعاري، محلل الشؤون العربية في القناة الـ12 العبريّة، إنّ على إسرائيل أنْ تكون أول القلقين من الأحداث في اليمن،
فحركة أنصار الله تُعتبر نسخة يمنية من حزب الله، فإسرائيلُ التي حاولت جاهدة وضع كلّ ما يحصل في سياق الصراع مع إيران، ترى أنّ ما يحدث في اليمن يُقوّي النفوذ الإيراني في المنطقة، وخاصّةً عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، حيث مضيق باب المندب، فتخشى إسرائيل من تأثير ذلك على حركة السفن الإسرائيلية أثناء عبورها المضيق، لذلك، فإنّ المُستشرق الإسرائيليّ يرى أنّه إذا استمر الوضع على ما هو عليه، ستتحول اليمن إلى دولة موالية لإيران عبر الحوثيين.
علاوة على ذلك، برأي يعاري، فإنّ هناك تشابهًا بين توجهات حزب الله مع أنصار الله اليمنية عندما قال: “يجب الانتباه إلى أنّ الحوثيين هم مثل حزب الله في لبنان، حيث يهتفون في تجمعاتهم الشعبية طيلة الوقت: الموت لإسرائيل”.
أمّا المصلحة الإسرائيليّة من الحرب على اليمن فهي واضحة، فحسب رأي صحيفة (يديعوت أحرونوت)، فإنّ مسارات تهريب السلاح من إيران إلى غزّة تمُرّ عبر باب المندب وعبر اليمن، وبما أنّ السودان عضو في التحالف الذي أنشأته السعودية، عقب التفجير الضخم في عدن فإنّ التهديد الذي تُواجهه إسرائيل من تهريب الأسلحة قد خفّت وتيرته، على حدّ تعبيرها.
يُشار إلى أنّ الموقف الإسرائيليّ من الأحداث في اليمن هو نسخة طبق الأصل عن الموقف العربيّ للدول التي تُصنّف في كلٍّ من واشنطن وتل أبيب بالدول العربيّة والإسلاميّة الـ”معتدلة”، التي لا تُخفي العداء لإيران، وتزعم أنّ طهران تحتّل أربع عواصم عربيّة، وهو نفس الزعم الذي تسوقه إسرائيل عبر تصريحات مسؤوليها الرسميين وإعلامها المُتطوّع.
وختامًا يجب الإشارة إلى أنّ الواقعة الأخيرة في مطار صنعاء، أمس الأربعاء، استُغلّت من قبل الإعلام العبريّ لتوجيه الاتهامات بالإرهاب لحركة أنصار الله، وهي بحسب المصادر الإسرائيليّة تابعةً للجمهوريّة الإسلاميّة، والتأكيد على أنّ عملية تفجير عدن تمّت بمهنيّةٍ عاليّةٍ، الأمر الذي يؤكّد، بحسب القناة الـ13 بالتلفزيون العبريّ، ضلوع إيران فيها، كما نقل التلفزيون عن مصادره في المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب.